شهدت حالات الانتحار وجرائم القتل والاغتصاب في الاردن ارتفاعا ملحوظا للمرة الأولى منذ سنوات، حسبما افاد مدير المركز الوطني للطب الشرعي. وقال الطبيب مؤمن الحديدي في حوار مع صحيفة "الغد" اليومية انه "كان يسجل حالات انتحار من 17 الى 20 حالة سنوية، اما الان فيسجل حوالى 70 حالة انتحار سنوية". وأضاف ان "زيادة حالات الانتحار او الشروع به قد يعود الى زيادة عدد الطلاب لاسيما وان محاولات الانتحار تكثر في نتائج الامتحانات وما ينجم عنها من كآبة بالإضافة الى زيادة عدد السكان وتنوعهم والظروف الاقتصادية والمادية والابتعاد عن الدين". وبحسب الحديدي فان "حالات الانتحار تغيرت، اذ أصبحت حالات الجادين في الانتحار اكثر من حالات الشروع في الانتحار"، مشيرا الى أن "حالات الشروع في الانتحار كانت اكثر في السابق (...) حيث كنا نرى أشخاصا على عمارات يحاولون الانتحار لجلب الانتباه لهم". من جانب آخر، اكد الحديدي ارتفاع جرائم القتل في المملكة، وقال ان "عدد جرائم القتل ازدادت بحيث اصبح يقع نحو 250 جريمة قتل سنوية بعد ان كان العدد يتراوح مابين 60 و80 حالة سنويا". وأضاف "كما ازدادت حالات الاغتصاب لتصل الى 100 حالة سنويا، بعد ان كان عددها بسيطا خلال السنوات الماضية". وأوضح ان "المركز الوطني للطب الشرعي يقوم بتشريح حوالى ثلاثة ألاف جثة سنويا منها 250 حالة قتل و700 حادث سير و1000 حالة وفاة فجأة لشباب او لأشخاص في منتصف أعمارهم، بعد ان كان يشرح نحو 300 جثة خلال السنوات الماضية". ومن جهة أخرى، اكد الحديدي ان المركز يقوم بفحص عذرية ما "لا يقل عن 1200 حالة" فتاة سنويا يأتين الى المركز طوعا. وأضاف "انا لا انصح باجراء هذا الفحص الا في غايات نفي او إثبات جريمة الاغتصاب"، مشيرا الى ان "هناك اهتماما من قبل الشباب والمجتمع بهذا الموضوع وربط هذه العذرية بغشاء البكارة وبالتالي أصبح كثير من الناس لا يتزوجون الا بعد ان يتأكدوا من سلامة غشاء البكارة". وخلص "انا ضد فحص العذرية قبل الزواج لانه يمس كرامة الانثى ويشكك في شرفها". ويتولى الحديدي رئاسة المركز منذ تأسيسه عام 1985 ويبلغ عدد العاملين فيه 35 طبيبا شرعيا.