تواصل الميليشيات الانقلابية عملياتها الانتقامية في محافظة تعز من خلال القتل الممنهج للأهالي والتهجير القسري في عدد من القرى في المحافظة، وآخرها تهجير قسري يطال أهالي قريتي الدار والصرة لليوم الثاني في حذران غرب تعز، لتجعل من المنطقة ثكنة عسكرية لها بعد تقدم قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة العشبية) في المنطقة واقترابهم من «مفرق شرعب» وتحرير قرية مانع وأجزاء كبيرة من تبة «موكنة». وقالت مصادر في المقاومة إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح اتخذت من منازل المواطنين والقرى جدارا واقيا لها وحماية من نيران مدافع المقاومة والجيش وغارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقعهم وتجمعاتهم ومخازن أسلحتهم. ومن موقع تمركزها في مفرق شرعب وشارع الخمسين، شمال وشمال غربي مدينة تعز، تشن ميليشيات الانقلاب قصفها بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في جبل هان الاستراتيجي، ويرافقها مواجهات عنيفة في محاولة مستميتة من الميليشيات لاستعادة الجبل. أمام ذلك، تواصل قوات الجيش والمقاومة تقدمها إلى مواقع بين شارعي الستين والخمسين، شمال مقر اللواء 35 مدرع، والتقدم نحو تبة الضنين، مما جعل نقاط ومواقع الميليشيات في منطقتي حذران والربيعي على الخط الرابط بين محافظتي الحديدةوتعز، على مرمى نيران الشرعية. وفي الجبهة الشمالية والشرقية، لا تزال المواجهات عنيفة وسط تصدي قوات الشرعية لهجمات الميليشيات التي يرافقها غطاء ناري كثيف من الميليشيات في محاولة لاستعادة مواقع لها في مدرسة عبيدة وبالقرب من محطة الكهرباء في الحوجلة وشمال سوق عصيفرة والكمب. وقال باسم الحكيمي، المحلل السياسي اليمني وعضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ل«الشرق الأوسط»، إن «تعز هي معركة اليمن الكبرى فهي عمق جيو استراتيجي وتربط بين الشمال والجنوب وستكون منصة تهبط عليها الشرعية لاستكمال باقي المعارك مع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية... لهذا تحرير تعز يعني تحصين انتصارات الحكومة وبوابة للانطلاق نحو بقية المناطق التي يسيطر عليها الانقلاب». وفي أرياف تعز، حققت قوات الشرعية تقدما في جبهتي الأحكوم والصلو، جنوبالمدينة، وأمنت طريق نقيل هيجة العبد، الشريان الرئيسي الذي يربط بين محافظتي تعز وعدن، بعد تقدمهم في جبال الأحكوم في حيفان، وسقط قتلى وجرحى من الجانبين. ويرافق الهجمات استمرار الميليشيات في شن قصفها الهستيري على قرى وأرياف المحافظة ومديرية التربة، عاصمة قضاء الحُجرية، ما تسبب في تدمير عدد من المنازل وسقوط قتلى وجرحى. ورغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالميليشيات الانقلابية، تشن هذه الأخيرة هجماتها المعاكسة، إضافة إلى حشد قواتها وعتادها العسكري إلى محيط مدينة تعز والمواقع التي ما زالت خاضعة لسيطرتها. قيادي في المقاومة الشعبية قال في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «ما زال التقدم مستمرا في جميع الجبهات وفي أرياف المحافظة، وكل ذلك بحسب خطط مرسومة وتم الاتفاق عليها بين جميع فصائل المقاومة الشعبية وقيادة الجيش الوطني، غير أن الألغام المزروعة تشكل عائقا في بعض المواقع». وأضاف: «الميليشيات تحشد وتدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى تعز وبشكل غير مسبوق جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدتها وفي محاولة منها لاستعادة ما تم دحرهم منها، الأمر الذي لم يستطيعوا تحقيقه لأن هناك استراتيجية تتطلب عدم العودة أو الانسحاب من أي مواقع تم تحريرها وسيتم صدهم بكل قوة وبسالة وبمساندة طيران التحالف». يعود الحكيمي بالتعليق على التطورات في تعز قائلا: «نظرًا لهذه الأهمية الاستراتيجية لتعز حاصر الانقلابيون المدينة بأكثر من 14 لواءً عسكريا مدججا بمختلف الأسلحة. ومع ذلك يتقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية كل يوم ويحققون انتصارات وآخرها تحرير المنفذ الغربي للمحافظة، ويتم الآن استكمال تحرير باقي المحافظة خصوصا المنفذ الشرقي». وأكد الحكيمي أن «الجيش اليمني بات اليوم أكثر تنظيما وترتيبا ويتحرك وفق استراتيجية معركة نصر فتثبيت هذا النصر ثم الانتقال إلى الجبهات الأخرى، وهو ما يعكس أنهم قادرون على حماية انتصاراتهم ولن يستطيع الحوثي استعادة ما فقده».