نشبت خلافات بين أوساط الميليشيات في مديرية دمت 60 كيلومترا شمال شرقي مركز محافظة الضالع، وهو ما دفع قادة الانقلاب في صنعاء إلى تكليف لجنة لاحتوائها برئاسة اللواء زكريا يحيى الشامي نائب رئيس هيئة الأركان للقوات الانقلابية المعين من قبل القوات الانقلابية إلى جانب طلال عقلان القائم بأعمال رئيس الحكومة ووزير التعليم العالي وكذا عبد الواحد صلاح وعبد الحميد الشاهري وآخرين ممن تم إيفادهم إلى المديرية التي استعادتها الميليشيات مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكشفت مصادر في مدينة دمت ل«الشرق الأوسط» عن وصول قيادات عليا يوم أول من أمس قادمة من صنعاء في محاولة منها لاحتواء خلافات حادة نشبت في صفوف قيادات الانقلاب، على خلفية توجيهات صادرة من قادة الانقلاب في صنعاء وقضت بنقل مقاتلين من عناصر الحوثي والحرس الجمهوري المنحل الموالي لصالح إلى محافظة البيضاء واستبدالهم بآخرين من المتحوثين من أبناء مناطق رداع وعنس والقفر بمحافظتي البيضاء وإب. وأضافت أن قرار نقل هؤلاء المقاتلين من جبهة دمت مريس واستبدال مقاتلين بهم من المناطق المجاورة قوبل برفض كامل من قادة الميليشيات في مديرية دمت، معللين رفضهم بما وصفوه حفظ المديرية من السقوط في أيدي مقاتلي المقاومة والجيش الوطني. وزيارة الشامي وعقلان إلى جبهة القتال مساء الأربعاء تزامنت مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف وعشوائي للمواقع والقرى الواقعة في منطقة مريس، ما أدى إلى سقوط مدنيين بينهم مسن وامرأة وطفل. وفي محافظة البيضاء المجاورة، وسط البلاد، أحبطت قوات الجيش الوطني وبدعم من قوات التحالف العربي محاولة التفاف للميليشيات الانقلابية في منطقة قانية الواقعة بين محافظتي البيضاء ومأرب على تعزيزات عسكرية تابعة للجيش الوطني ضمن القوات الواصلة إلى جبهات القتال بهدف تحرير مناطق المحافظة الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. وقال مصدر في المقاومة ل«الشرق الأوسط» إن الميليشيات تكبدت خسائر بشرية إثر محاولتها الفاشلة للسيطرة على تلك التعزيزات العسكرية الواصلة إلى جبهات القتال في المنطقة والمتمثلة بطلائع مكونة من دبابات ومدافع وآليات عسكرية مختلفة. وأضاف أن رجال المقاومة في مديرية ذي ناعم قتلوا نحو 12 مسلحا مواليا للانقلابيين على إثر عملية نوعية «كمين» استهدفت قوة عسكرية سالكة في الطريق متجهة إلى جبهة القتال. وكانت الميليشيات الانقلابية قامت أمس الجمعة بحملة اعتقالات طالت عشرات المدنيين ونقلهم إلى جهة غير معلومة، كما وأغلقت سوق المنقطع في مركز مديرية ناعم ذي ناعم وللمرة الثانية بعيد رميها لنيران كثيفة في الفضاء، فضلا عن سيطرتها على عمارة «الدريبي» وتحويلها إلى مركز اعتقال وكذا نصب نقطة تفتيش في منطقة الرباط الواصلة إلى المديرية وقامت باختطاف عشرات الركاب السالكين في الطريق. إلى ذلك، تواصلت المعارك في جبهة كرش شمال قاعدة العند بمحافظة لحججنوب البلاد، بين المقاومة والجيش الوطني من جهة والميليشيات من جهة ثانية، في محيط بلدة كرش من الناحيتين الشمالية والغربية وعلى مدى الثلاثة الأيام الماضية. وقال قائد نصر المتحدث باسم الجبهة ل«الشرق الأوسط» أمس الجمعة، إنه وبعد إحكام رجال المقاومة والجيش السيطرة على تبة القمعة الحمراء الاستراتيجية شمال غربي بلدة كرش واصلت قواتهما تقدمهما شمالا ناحية منطقة الحويمي المتاخمة لمنطقة الشريجة جنوب شرقي مدينة تعز. وأكد نصر أن معركة تحرير تبة الحمراء الليلة الماضية كبدت حرير الميليشيات الانقلابية قتلى وجرحى وأسرى لم يحددها بعد، منوها إلى أن المواجهات مستمرة بين الطرفين في منطقة الرزينة المحاذية للحويمي التي شن الجيش الوطني والمقاومة هجوما عسكريا هدفه تحرير تلك المنطقة من قبضة الانقلابيين، وأن المعركة أجبرت عناصر الانقلابيين على الفرار من المنطقة بفعل القصف المدفعي المركز والدقيق على مواقعها من قبل قوات الجيش الوطني. وأكدت مصادر ميدانية بمنطقة كرش أن قوات المقاومة والجيش الوطني حققت تقدما هو الأكبر من أشهر عقب بدء عملية عسكرية لاستعادة مواقع تسيطر عليها عناصر ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع. وقال العقيد علي صالح لوبح ل«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة المسنودين بقوات الجيش الوطني حققت انتصارات عسكرية متتالية خلال الثلاثة الأيام المنصرمة، موضحا بمواصلة التقدم للمقاومة والجيش وسط مواجهات عنيفة وضارية ما زالت مستمرة حتى يوم أمس الجمعة. وأضاف أن رجال المقاومة والجيش تقدموا نحو 5 كيلومترات ناحية المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين من جهة الميسرة وسيطروا خلال تلك المعارك على جبل السوداء، موضحا أن مواقع سقطت بيد رجال المقاومة والجيش وهذه المواقع هي تبة باصهيب والكسارة وقرن العلب، لافتا باستمرار عمليات التطهير لتلك المواقع الكائنة بين منطقة الحويمي بمنطقة كرش وصولا إلى منطقة الشريجة شمالا. وفي سياق آخر، خيم الحزن على قرية بني جابر بمديرية جبل يزيد بمحافظة عمران شمال العاصمة اليمنية صنعاء عقب إقدام قيادي في جماعة الحوثي المسلحة ويدعى سلطان زايد على قتل والده زايد حسين الفقيه في مديرية جبل يزيد بمحافظة عمران شمال صنعاء، أول من أمس الخميس، بسبب قيام والده بقطف تخزينة قات من مزرعته. وقال مصدر أمني في محافظة عمران ل«الشرق الأوسط» إن القيادي الحوثي يعمل مشرفا على مسلحي الحوثي في جبل يزيد بمحافظة عمران وقام بإطلاق النار من بندقيته على والده مرديا إياه قتيلا بداخل مزرعة القات الكائنة بمنطقة بني جابر بمديرية عيال يزيد. ولفت إلى أن القيادي الحوثي سبق له منع والده من قطف أغصان القات من مزرعته التي هي في الأساس ضمن مجموعة مزارع يملكها الأب، مبينا أن القيادي وبعد قتله لوالده فر إلى جهة غير معلومة.
