قال المحلل السياسي، باسم الحكيمي إن «الشرعية اليمنية تعطي معركة الساحل الغربي والحديدة أهمية كبيرة لما لها من أبعاد على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكرية، حيث إن العمليات العسكرية في كل الجبهات هي عمليات مرتبة ومنظمة ويتم إدارتها وفق خطة شاملة موضوعة ومرسومة بعناية دقيقة من قبل الشرعية والتحالف العربي وتدار بغرفة عمليات مشتركة ومرتبة». وأضاف في تصريح ل"الشرق الاوسط" أن «تحرك الجبهات في جميع المحاور جاء وفقا لاستراتيجية تم وضعها لخنق ميليشيات الحوثي في كل الجبهات، في حين أنه لو تحدثنا عن معارك الساحل الغربي ابتداء من باب المندب ثم دباب والمخاوالحديدة، فهذه المعارك التي تدور هناك تسير وفقا لخطة مرسومة والغرض منها تحقيق أهداف عسكرية وسياسية واقتصادية». وتابع القول إن «معركة الساحل تكتسب أهمية كبيرة جدا، وبتحرير مضيق باب المندب الذي كان يعد بالنسبة للميليشيات ورقة تفاوضية تمارس فيها ابتزازا على الشرعية والضغط على المجتمع الدولي، خسر الحوثيون هذه الورقة التي كانوا يمارسون فيها ضغوطا على المجتمع الدولي، كذلك المخا التي لها عمق استراتيجي جدا ولها رمزية تاريخية، ومنفذ المخا كان للسفن الإيرانية لتهريب أسلحتها، وبالتالي بتحرير المخا تم قطع خط شريان تهريب الأسلحة للميليشيات الانقلابية». ويرى الحكيمي أن «الأهداف العسكرية لمعركة الساحل تكتسب أهمية وستخنق الميليشيات وتقطع شريان خط التهريب، وبتحرير الساحل الغربي سيوفر هذا الانتصار ورقة تفاوضية للشرعية اليمنية وستكون في وضعية تفاوضية كبيرة جدا لما لهذه المنطقة الساحلية من أهمية استراتيجية على المستوى العالمي، إضافة إلى أن تحرير المخا والتوجه إلى ميناء الحديدة له أهمية عسكرية وسياسية واقتصادية، وبخاصة بعدما تحول ميناء الحديدة إلى مزار للسفن الإيرانية وتهريب الأسلحة». وأكد أنه بتحرير قوات الجيش لمدينة وميناء الحديدة «ستخسر الميليشيات الانقلابية أهم الموارد المالية لتمويل نشاط ميليشيات الحوثي، من جمارك وعائدات الميناء والبضائع التي تصلها، وستكون في وضع اقتصادي صعب لا يسمح لها بتموين مقاتليها في جميع الجبهات، وبهذا ستكون الشرعية في وضعية سياسية قوية جدا إذا كانت هناك دورة مفاوضات قادمة». وبينما تقترب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، إلى العاصمة صنعاء بالتزامن مع تحقيق تقدم جديد في جبهة صعدة، قال المحلل السياسي باسم الحكيمي ل«الشرق الأوسط» إن «جبهات القتال في نهم والبقع (التابعة لصعدة) مهمة لا تختلف أهميتها عن بقية الجبهات، غير أن هناك خنقا للميليشيات الانقلابية وتحجيب هامش المساحة التي تسيطر عليها الميليشيات، حيث أصبحت القوات اليوم على مديرية أرحب، التي تفصلها عن مطار صنعاء، تقريبا لا يزيد على عشرين كيلومترا، وهذا التقدم يضيق الخناق على الميليشيات ويضعفها ويقطع خطوط إمدادها». وأضاف أن «جبهة البقع لها أهمية استراتيجية على المستويين العسكري والسياسي، والقيام بعمليات عسكرية في العمق الاستراتيجي لميليشيات الحوثي أربكها، ويعد تقدما كبيرا للشرعية اليمنية».