قالت مصادر يمنية خاصة إن هنالك استراتيجيات وخططا للمقاومة الشعبية في محافظة البيضاء بفرض سيطرتها على مواقع جديدة في المحافظة التي تسيطر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على أجزاء واسعة منها. وذكر القيادي الميداني في مقاومة البيضاء علي طاهر إن المقاومة الشعبية تملك العديد من المقاتلين ذوي الخبرات القتالية العالية، وهم صامدون في وجه الانقلابيين بكل ترسانتهم الحربية. وتحدث طاهر ل«الشرق الأوسط» بأن المقاومة الشعبية استرجعت الكثير من المواقع التي كان يسيطر عليها الانقلابيون في مناطق آل حميقان في الزاهر، ومنها جبل سوداء غراب، غير أنهم يعانون من نقص في العتاد العسكري، مضيفا أنهم يعملون بالتنسيق مع الشرعية والتحالف العربي. وشهدت الأسابيع القليلة الماضية معارك عنيفة، في مناطق الزاهر وذي ناعم التي يوجد فيها مقاتلو المقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى، في وقت يفرض فيه الانقلابيون حصاراً خانقاً على محافظة البيضاء منذ ما يقارب عامين. وتشتد المعارك الضارية في مواقع المسياب والجماجم في الزاهر حيث تحاول الميليشيات التوسع والتوغل نحو بعض المواقع، غير أنها تواجه بصد ومقاومة شرسة من مسلحي القبائل الذين يكبدونها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وأضاف طاهر إن الميليشيات تضيق الخناق على أبناء البيضاء بعد أن قطعت كل الطرقات المؤدية إلى المناطق التي توجد فيها مقاومة شعبية، مشيرا إلى أن هناك تنسيقاً بين جميع جبهات المقاومة الشعبية في البيضاء. وعندما تحين الفرصة المناسبة لتوجيه ضربات موجهة للانقلابيين، فإن مقاتليهم لا يترددون في ذلك. وقال الناطق باسم قوات الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي ل«الشرق الأوسط» إن مقاومة البيضاء التي ينخرط في صفوفها ضباط وأفراد في الجيش الوطني، استطاعت التوسع والسيطرة على مواقع وجبال مهمة كانت توجد فيها الميليشيات الانقلابية، بالإضافة إلى تكبيدها خسائر في الآليات والمعدات العسكرية والأرواح، رغم إمكاناتها المحدودة والقليلة. وتوجد الميليشيات في مركز مديرية الزاهر وهو الموقع الوحيد المتبقي لها، قبيل أن تستعيد المقاومة الشعبية غالبية المواقع التي كانت تسيطر عليها. وقالت مصادر ميدانية في البيضاء إن المقاومة الشعبية تتوزع في أربع مديريات وهي الزاهر وذي ناعم وقيفة رداع والصومعة. أما أغلب مناطق المحافظة، فيوجد فيها مسلحو ميليشيات الحوثي ومقاتلون منتسبون لقوات الحرس الجمهوري سابقا الموالي لصالح. وبين الحين والآخر، تشن المقاومة الشعبية أو موالون لها في بعض المناطق هجمات عنيفة أو تنصب كمائن، أودت بحياة العديد من قادة ومسلحي الميليشيات في المحافظة. ومنذ بدء الميليشيات الانقلابية في حربها على اليمنيين، عمدت على التوسع والانتشار في كل المحافظات اليمنية وكانت البيضاء إحدى تلك المحافظات، وقامت منذ ذلك الحين على تضييق الخناق على المواطنين، وشنت حملات اختطافات واعتقالات للآلاف من المناهضين للانقلاب والميليشيات.