خشية من ملاحقة الميليشيات، شرع صحافيون يمنيون يراسلون مواقع إخبارية ووسائل إعلام عربية ودولية في العمل على إعداد القصص والتقارير من مواقع لا يعرف حتى أهاليهم عنها شيئا، بعد أن بات التنقل من منطقة إلى منطقة، وتغيير مقر السكن، سلوكا طبيعيا للمراسلين. يقول الصحافي مازن فارس: «نعمل في وضع لا نحسد عليه، وفي ظل ملاحقات وقتل واعتقالات وترويع لأسرنا، إضافة إلى تنقلاتنا من حي إلى حي ومن منطقة إلى منطقة. وصل الأمر بنا إلى العمل في أماكن لا يعرفها أهالينا، وكل ذلك خوفا من الميليشيات الانقلابية التي تريد إسكات الحق، ولا تريد أن نفضح جرائمهم في حق اليمنيين، وذلك منذ انقلابهم». وأضاف فارس بالقول إن «صحافيين يعيشون رعبا من بعض ذويهم الذين يهددونهم أحيانا بالتبليغ بهدف الابتزاز، وعند الوقوع في أيدي الانقلابيين لن نعرف سوى الإخفاء القسري والتعذيب في أحسن الأحوال». وجاء الحديث بعد التقرير الحديث الذي أطلقته نقابة الصحافيين اليمنيين، والذي أكدت فيه أن انتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في اليمن بحق الصحافيين وصلت إلى 130 حالة انتهاك للحريات الإعلامية خلال النصف الأول من عام 2017. وذكر تقرير للحريات الإعلامية في اليمن أطلقته نقابة الصحافيين اليمنيين، أن «وضع الحريات الإعلامية في اليمن، لا يزال عند المستوى الحرج والخطر في ظل تواصل مسلسل الانتهاكات بحق الصحافة والصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي واستمرار التعامل العدائي معهم من قبل أطراف عدة». وقالت النقابة إنها «رصدت انتهاكات طالت الحريات الصحافية والإعلامية في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري استهدفت 195 صحافيا ومؤسسة إعلامية كانوا ضحايا للانتهاكات المختلفة من قتل واعتداءات وتهديد ومصادرة وإيقاف عن العمل وتعذيب وشروع بالقتل وتهكير مواقع إخبارية ومصادرة مقتنيات الصحافيين وممتلكاتهم ومحاكمتهم وترويعهم. إن حجم الانتهاكات خلال النصف الأول من هذا العام 2017 بمقدار 30 حالة عن النصف الأول من العام الماضي 2016 الذي رصدت فيه النقابة 100 حالة انتهاك مقابل 130 حالة انتهاك خلال النصف الأول من العام الجاري». وتابع التقرير أن «الانتهاكات تنوعت بين الاختطافات والاعتقالات ب39 حالة بنسبة 30 في المائة، والاعتداءات ب20 حالة بنسبة 16 في المائة، والشروع في القتل ب18 حالة بنسبة 14 في المائة، والتهديدات ب14 حالة بنسبة 11 في المائة، والمحاكمات ب10 حالات بنسبة 8 في المائة، والتعذيب ب8 حالات بنسبة 6 في المائة، ومصادرة مقتنيات الصحافيين والصحف ب8 حالات بنسبة 6 في المائة، وإيقاف الرواتب ب7 حالات بنسبة 5 في المائة، وقتل الصحافيين 3 حالات بنسبة اثنين في المائة، وقرصنة المواقع الإخبارية 3 حالات باثنين في المائة». وذكرت أنها وثقت «39 حالة اختطاف واحتجاز وملاحقة بنسبة 30 في المائة من إجمالي الانتهاكات تنوعت بين الاختطاف بعدد 13 حالة والاحتجاز 9 حالات والاعتقال 6 حالات، والملاحقة 4 حالات، والإيقاف 7 حالات»، وأن الحوثيين ارتكبوا نحو «19 حالة انتهاك من إجمالي ال37 حالة، فيما ارتكبت سلطات تتبع الحكومة 17 حالة، ومجهولون ارتكبوا حالتين، فيما ارتكبت جماعات متطرفة حالة واحدة». ويأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه نحو «18 صحافيا مختطفا منذ عامي 2015 و2016 في سجون الميليشيات الانقلابية، وكذلك 2017، منهم 17 صحافيا مختطفا لدى جماعة الحوثي، وصحافي واحد لدى تنظيم القاعدة بحضرموت». ورصدت النقابة 20 حالة اعتداء بنسبة 16 في المائة من إجمالي الانتهاكات طالت صحافيين ومنازلهم ومقار إعلامية وممتلكات صحافيين، إضافة إلى تنوع «بين الاعتداء بالضرب ب10 حالات، واقتحام مقار إعلامية ومنازل صحافيين ب4 حالات، وتهشيم سيارات صحافيين بحالتين، وفض احتجاجات سلمية بحالتين، وقصف جوي بحالة واحدة، وحالة تهجم واحدة، وارتكب الحوثيون 6 حالات من هذه الجرائم، فيما ارتكب مجهولون 7 حالات». كما رصدت النقابة 18 حالة شروع في القتل استهدفت صحافيين ومصورين بنسبة 14 في المائة من إجمالي الانتهاكات، حيث تسببت بعض هذه الحالات بالإعاقة لعدد من المصورين. وارتكب الحوثيون 10 حالات من إجمالي ال18 حالة شروع في القتل وارتكب مجهولون 4 حالات. وأكدت أنها «وثقت 3 حالات قتل خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة اثنين في المائة من إجمالي الانتهاكات، استهدفت ثلاثة مصورين في تعز بقذيفة من قبل مسلحي الحوثي، والمصورون هم وائل العبسي، وتقي الدين الحذيفي، وسعد النظاري، ليصل عدد الضحايا من الصحافيين خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى 21 صحافيا قدموا حياتهم من أجل نقل الحقيقة للناس». وحول ما يخص التهديدات وحملات التحريض رصدت النقابة 14 حالة تهديد بنسبة 11 في المائة من إجمالي الانتهاكات، وتنوعت هذه الانتهاكات بين التهديد بالتصفية والأذى ب7 حالات، والتهديد بالتصفية الجسدية ب5 حالات وحالتي تحريض. ورصدت النقابة 10 حالات محاكمات واستدعاءات واستجوابات بنسبة 8 في المائة من إجمالي الانتهاكات طالت ثلاثين صحافيا، ومن بين تلك المحاكمات صدر حكم تعسفي وجائر بإعدام الصحافي المخضرم يحيى عبد الرقيب الجبيحي من قبل جماعة الحوثي في محاكمة هزلية لا تتوفر فيها أدنى مستويات العدالة وفي جلسة واحدة. وارتكبت الميليشيات الانقلابية خمس حالات تعذيب ومعاملة قاسية بحق الصحافيين المختطفين والمعتقلين في سجونها، وصادرت معدات صحافيين وممتلكات وسائل الإعلام والصحافيين وشملت كاميرات تصوير، وكومبيوترات، ومستلزمات مكتب إعلامي، وحالتي نهب سيارات تابعة لوسائل إعلام شملت أوتوبيس توزيع صحيفة أخبار اليوم من قبل نقطة أمنية بعدن، وسيارة بث تتبع قناة الجزيرة بتعز. إضافة إلى حالتي نهب ممتلكات لصحافيين. كما ذكر بيان نقابة الصحافيين اليمنيين أنها رصدت «3 حالات قرصنة لمواقع إلكترونية إخبارية خلال النصف الأول من العام الحالي من قبل مجهولين». ....