منذ اكثر من عامين ونصف تشهد مختلف جبهات القتال في محافظة تعز معارك ضارية ضد مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، وحققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمات وانتصارات نوعية وسط انكسارات متوالية للمليشيا الإنقلابية. “سبتمبر نت” سلط الضوء على اخر المستجدات العسكرية وطبيعة المعارك في جبهات تعز ومستوى تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من خلال حوار مع نائب الناطق الرسمي لقيادة محور تعز العقيد/ عبدالباسط البحر. وتحدث العقيد البحر باستفاضة وشفافية عن جملة من القضايا والمستجدات التي تشهدها تعز والاستعدادات العالية لقوات الجيش لتحرير ما تبقى من المحافظة وما ينقصه من امكانيات في سبيل تحقيق ذلك. حاوره/ وئام الصوفي * ما طبيعة الوضع العام في تعز وخصوصا بعد سيطرة الجيش الوطني على عدد من المواقع الهامة في الجبهة الشرقية والغربية وعدد من الجبهات الريفية؟ تعز تتهيأ للانتصار الاخير ولم يعد ينقصها شيء من حيث القوة البشرية والمعنويات العالية والإيمان بعدالة القضية والاستعداد للتضحية، اضافة الى الخبرات العسكرية المتراكمة من الميدان وعمليا من الأحداث والمواجهات خلال الفترة السابقة. بات الجيش والمقاومة اليوم في تعز في على اهبة الاستعداد القتالي وفي وضع الهجوم والقوة والمبادرة وامتلاك زمام المعركة، واستكمال عملية التحرير وفق الخطة العسكرية الجاهزة والمعدة من القيادة العسكرية التي تنتظر فقط القرار السياسي من القيادة السياسية الشرعية واسناد المهمة الموكلة، والدعم بالإمكانيات المطلوبة للمعركة، ولو بحدها الأدنى. والدعم اللوجستي والاسناد والدعم من التحالف العربي بالطيران. * كيف تقيمون مستوى الجاهزية القتالية لمنتسبي الجيش؟ والى أي مدى تثقون في كسب معركة التقدم نحو باقي المناطق التي تسيطر عليها المليشيا الانقلابية ؟ ** الجاهزية عالية وعلى أتم استعداد للمعارك القادمة، وان شاء الله سوف يتم تحرير ما تبقى من مناطق محافظة تعز، وأعتقد تعز في حكم المحررة ولم يتبق بيد المليشيا الانقلابية إلا جيوب صغيرة في بعض المديريات لكنهم ما زلوا يملكون العتاد الثقيل، ويلجئون لزراعة الألغام بكثافة وبشكل غير متصور، وايضا الضرب من بعيد واستخدام سلاح القناصات، وايضا الإرهاب للسكان في مناطق سيطرتهم بالحبس والاعتقال وتفجير البيوت وتلغيم الطرقات وفرض الاتاوات، وغيرها من الممارسات. * كانت قوات الجيش الوطني قد حققت تقدما كبيرا في الجبهة الشرقية والغربية لمدينة تعز وتوقفت فجأة ما سبب ذلك؟ ** لا يوجد توقف في المعركة، نحن في رباط وإعداد واستعداد لجولات أخرى من الصراع ولا تهدأ جبهة حتى تشتعل اخرى وكما تعلموا فإن جبهات تعز ممتدة وبشكل دائري تقريبا على كل مديريات المحافظة ومحيط المدينة، كما أن الدفاع هو أيضا حالة من حالات المعركة الحديثة المشتركة وعمل من أهم الأعمال القتالية، وعادة ما يتحول الدفاع إلى الهجوم، ومن الجيد أيضا الحفاظ على الأرض المحررة وتأمين المواقع الجديدة والبناء عليها والانطلاق منها، وكما هو معلوم في العلوم العسكرية وفن الحرب، أن “الغرض الأساس من الدّفاع هو خلق الظروف التي تمكنك من شن الهجوم” وأن الدفاع في العمق، وهو تكتيك عسكري يهدف الى تأخير الهجوم عوضا عن منع المهاجم من كسر خط دفاعي واحد، كما أن الدفاع في العمق يسمح بإضعاف زخم الهجوم مع الوقت او عن طريق اعطاءه مساحة كبيرة حتى يصل الزخم الى الصفر ثم يبدأ المدافع بعد امتصاص الهجوم بشن هجوم معاكس على نقاط المهاجم الضعيفة من الخطوط الدفاعية الخلفية، فيبدأ المهاجم بالتراجع. * كيف تقيمون الدعم المقدم من دول التحالف العربي المساند للشرعية المقدم لقوات الجيش الوطني في تعز؟ ** في الحقيقة بعد الله سبحانه وتعالى فإن للأشقاء في دول التحالف وفي المقدمة، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الفضل في ما وصلنا إليه، ودعمهم واسنادهم دعم اخوي كبير عسكريا وفي مختلف المجالات وفي الإغاثة وغيرها الكثير. يقوم الطيران بدور مشكور في استهداف آليات العدو وتعزيزاته وايضا الدعم بالتسليح وغيره، والشعب اليمني ونحن في تعز على وجه الخصوص لم ننسى وقفتهم المشرفة والصادقة والاخوية هذه ما حيينا والتي اختلط فيها دمنا بدمهم فستبقى دين في أعناقنا جيلا بعد جيل. * على ماذا تستميت المليشيا الانقلابية وتصر على بقائها في تعز رغم ما تتكبده من خسائر كبيرة بشكل شبه يومي؟ ** المليشيا الانقلابية تدرك تماما أهمية تعز ومخزونها البشري ولما تمثله من حاضنة جماهيرية ورافعة للمشروع الوطني، ولذا يستميت الانقلابيون في الحفاظ على ما تبقى تحت ايديهم كآخر تواجد لهم وآخر ما يربطهم بتعز، من حيث موقعها الاستراتيجي.. لم يتبقى تحت ايدي المليشيا إلا القليل ويستميتون عليه، ليظلوا يغرروا على أنصارهم في الداخل والخارج إنهم ما زلوا متواجدين في تعز وفي سبيل هذا يدفعون بكل قوتهم وعددهم وعتادهم ويعودوا خاسرين. * تخلف المليشيا ورائها حقولا من الالغام على مساحات واسعة من الارض كيف يتعامل الجيش الوطني مع هذه الحقول التي تعيق تقدمه وتنظيف المناطق المحررة من خطورتها؟ ** من المؤكد أن المليشيا قامت بزرع أعداد كبيرة من الألغام، وقد تم التعامل مع بعضها وتم نزع كميات كبيرة منها في مختلف المناطق المحررة في مدينة تعز واريافها بحسب الإمكانيات المتاحة لنا، حيث تمكن الفريق الهندسي التابع للمحور خلال الايام الماضية من تفكيك اصعب شبكة الغام بمديرية الصلو كانت ممتدة بين الاشجار والحشايش وغطيت تحت التراب اجزاء منها، وتتبع المليشيا عدة طرق خداعية. واكمل الفريق الهندسي نزع الالغام والشبكات وتطهير الطرقات ولم يسجل اية حادث او خطاء وانتقل الفريق للمرحلة الثانية من العمل وهو التامين الهندسي للمواقع والمناطق المستعادة من سيطرة المليشيا في مديرية الصلو وغيرها. *ما تقييمكم لتلازم المسار العسكري مع المسار السياسي الاداري في تعز؟ **أن المسار العسكري لا يقل من حيث الأهمية عن المسار السياسي والإداري، وهنا ادعو الحكومة الشرعية لتفعيل أجهزة الدولة والدفع بسرعة وفاعلية نحو استعادة المهام المناطة بها، وجعل محافظة تعز في الصدارة كباقي المحافظات المحررة. لابد من تعزيز المؤسسات ووجود الدولة والنظام والقانون في تعز وفي سائر المحافظات المحررة من قبل الحكومة الشرعية والأشقاء في التحالف العربي، بالتعامل الرسمي والهرمي و المؤسسي و تحميل الأجهزة المعنية مسؤوليتها سواء السلطة المحلية ورأسها المحافظ أو القوة العسكرية ورأسها قائد المحور، أو السلطة الأمنية ورأسها إدارة أمن المحافظة وهكذا، وكما أن الاهتمام بإعادة تفعيل مؤسسات الدولة من خلال الأجهزة التنفيذية، وفي مقدمتها التربية والصحة واوعيتها الإرادية، والأجهزة الأمنية، وتلمس معاناة المواطنين المتضررين نتيجة هذه الحرب الظالمة، وبالذات إيجاد آلية لدعم اسر الشهداء ورفع معاناة الجرحى والبدء بخطوات عملية في اعادة اعمار تعز، فتعز عانت الكثير وقدمت الأكثر، واليوم تقع المسؤولية على الجميع وفي المقدمة، وايضاً على ابناء مدينة تعز تعزيز اللحمة بين جميع ابناء المحافظة في اطار وطننا الحبيب اليمن وتقديم نموذج في بناء الدولة كما قدمت نموذج في الصبر والصمود والمقاومة. * ما الرسالة التي تود ايصالها الى القيادة السياسية وقوات التحالف؟ ** رسالتي للتحالف وقيادة الشرعية برئاسة فخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ونائبه علي محسن الأحمر، ودولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر، ان تعز بحاجة إلى اهتمام التحالف ووضعها في دائرة التركيز من قبل الشرعية فهي بحاجة ماسة إلى دعم الجبهات ورفدها بالأدوات والمعدات الكفيلة بحسم المعركة وكسر الحصار الظالم، والدفع باستكمال انضواء كل فصائل المقاومة في إطار وحدات ألوية الجيش الوطني بشكل كامل وحقيقي وفاعل، وضبط الأسلحة ومنع انفلاتها حتى تكون محصورة في إطار محور تعز العسكري و الالوية العسكرية التابعة له. كلمة أخيرة تود قولها عبر سبتمبر نت ؟ أشكركم على هذه الاستضافة، وادعو كافة الإعلاميين ووسائل الإعلام ان يقفوا بجانب الشرعية كما اوجهه رسالة خاصة للاعلاميين في تعز ان تكون كلمتهم واحدة لكشف جرائم مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بحق اهالي مدينة تعز بعيدا عن انتماءاتهم الحزبية او المناطقية الضيقة. .....