دعا الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، الذي أُعلن امس الاثنين، بصنعاء، إلى تحديد مواقف جميع العقلاء والأطراف السياسية والمدنية والاجتماعية، مما يحدث في البلاد، وما تمر به من صراعاتٍ وانقسامات، وإلى الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، والوحدة الوطنية، ودعم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وانعقد، صباح أمس الاثنين، على قاعة مركز الدراسات والبحوث اليمنيبصنعاء، اللقاء التأسيسي للاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، تحت شعار "معاً لأجل اليمن"، بمشاركة شخصياتٍ وطنية ثقافية واجتماعية وسياسية مستقلة وحزبية من مختلف الأطياف والمناطق. وانتخب اللقاء التأسيسي هيئة رئاسة الاصطفاف مكونةً من كل: يحيى حسين العرشي، محمد غالب أحمد، صلاح التهامي، اللواء حمود بيدر، نبيلة الحكيمي، حسين عبده عبدالله، محمد سعيد باقطني، عبدالهادي العزعزي، بالإضافة إلى اللجنة التحضيرية. وألقيت في اللقاء عديد كلمات. وقال الدكتور عبدالعزيز المقالح، رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني، إن حال البلاد في هذه الآونة، "تفرض على العقلاء، أو من تبقى منهم في هذا الوطن الجريح، ليقولوا رأيهم، ويكون لهم موقفهم الواضح والصريح مما يحدث، خوفاً من تماهي الإخوة الأعداء في الاسترسال في الصراع الدموي، وانتهاك حرمة الأخوّة الدينية والوطنية". وأضاف أن هذا الاصطفاف الشعبي جاء "استجابةً وطنية أخلاقية في محاولةٍ لرأب الصدع في الصف الوطني"، مشيراً إلى أنه "سينظر إلى الجميع بوصفهم إخوةً أخطأوا الطريق إلى الهدف الذي يرون أن في تحقيقه مصلحةً للوطن وأبنائه". وأكد الدكتور المقالح أنه سيكون في مقدمة ما يضطلع به الاصطفاف، أن "ينبّه ويحذّر من عواقب التمادي في الصراعات وإثارة الخصومات بين أبناء العائلة اليمنية الواحدة"، معتبراً أن "هذا أوان العمل الصادق المخلص لإخراج الوطن من أزماته الطاحنة، وإنقاذ أبنائه مما ينتظرهم من مخاطر"، وسائلاً "الله أن يحمي الوطن من الكوابيس الواقعية، وأن يجمع أبناءه على طريق العدل والحق، طريق الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار". وتحدث في اللقاء التأسيسي، يحيى حسين العرشي، رئيس لجنة الإعداد والتحضير، عن التحولات الوطنية التي شهدتها اليمن، والتضحيات التي بذلها المجتمع اليمني من أجلها، بدءاً من التحول الذي حدث عام 1962، والاستقلال الوطني في 1967، وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 1990، والمطالب الحقوقية التي رُفعت عام 2007، وتحولت إلى ما بات يُعرف بالحراك الجنوبي، وصولاً إلى التحول الذي نعيشه الآن، وبدأ في 2011، والإرهاصات التي سبقت كل تلك التحولات، وكذا المتغيرات التي رافقتها، ودور اللقاء المشترك، حتى جاء مؤتمر الحوار الوطني ليجسد التحول السلمي للخروج باليمن من دوامة الاقتتال والدمار. وعن مناضلي ثورتي سبتمبر وأكتوبر، تحدث اللواء حسين علي هيثم، وقال إن "الحوار السلمي الوطني هو الذي يمكن أن ينقل الناس إلى الطريق الصحيح". مضيفاً أن "ما تمر به البلاد من الصراعات المسلحة، يتطلب من الجميع التحرك باتجاه تغيير الأوضاع، من خلال الاصطفاف الوطني على أساس مخرجات الحوار الوطني والمستجدات في الساحة". فيما قالت الدكتورة جهاد الجفري، في كلمة المرأة، إن "الاختلاف الموجود الآن أدى إلى خطرٍ عظيم لا ينبغي أن يحصل في بلد الإيمان والحكمة"، وتساءلت: "أين الحكمة مما يجري في هذا الزمان؟". داعية إلى "التحالف المتماسك من أجل هذا الوطن، والحفاظ على الوحدة اليمنية". وقال عبدالهادي العزعزي: "كان حلمنا بالأمس القريب التحول من الاستبداد لبناء المجتمع الديمقراطي، لكننا اليوم أمام تحدياتٍ أخرى، تحديات سوف تهدم كل ممكنات التعايش، وتجعل الكراهية والعنف ورائحة البارود هي قواسم العيش المشترك". مضيفاً: "إننا اليوم أمام تحديات حقيقية تهدد وجودنا كأفرادٍ ومجتمعٍ ودولةٍ، بل وجود السلطة السياسية بذاتها وأدواتها". ودعا العزعزي، في كلمة الشباب في اللقاء، إلى "العمل بسرعةٍ من أجل خلق اصطفافٍ شعبي يحافظ على حق الحياة للجميع دون استثناء، وأن يجرم العنف بكافة أشكاله، ويجرم التواطؤ معه، كمبدأ غير قابل للتجزيء، وأن يحافظ على الدولة بكافة الوسائل والطرق غير العنيفة(...)، وعلينا أيضاً إدانة الابتزاز الذي تفرضه بعض الأطراف السياسية لجني مكاسب سياسية لا مشروعة قانونياً أو أخلاقياً". يذكر أن الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، هو مبادرةٌ طوعية مستقلة للإسهام في بناء اليمن الجديدة، ويهدف إلى الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة الوطنية، وتعزيز ثقافة التعايش السلمي والنهج الديمقراطي، ونبذ ثقافة العنف والتطرف، ودعم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.