هجٌرهم الموت والحرب وطاردهم الجوع والالم، اولئك هم النازحون من ويلات والدمار التي اجتاحت عديد مدن يمنية. هنا في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز وصلت اسر عديدة قادمة من مدينتي عدنوتعز ومناطق اخرى مختلفة ترزح تحت وطأة القصف والدمار الذي اتت به المليشيات الحوثية بشراكة صالحية لم تعد خافية على احد. لجأ هؤلاء الى الريف الأكثر أمنا للحفاظ على ارواح ابنائهم بالرغم من معاناتهم وظروفهم القاسية حتى ان بعضهم يرون ان "الموت قد يكون افضل حالا من عذاب النزوح والتشرد". تمكن هؤلاء النازحون وغالبيتهم من الاطفال،والنساء وكبار السن من الحصول على مأوى لهم هنا في الشمايتين لكنهم لا يستطيعون ان ينعموا بالعيش ولا ان يخفوا حزنهم الظاهر في وجوههم على احبة فقدوهم وديار دمرت واعمال توقفت. وبين حشود النازحين، تجلس طفلة لم تتجاوز بعد ال 12 من عمرها تئن من الجوع والمرض بين يدي والدتها.. ليالي وهذا اسمها نازحة تعيش مع أسرة في مدرسة الفجر الجديد بالتربة الى جانب عائلات اخرى وفر بعض رجال الخير ما استطاعوا توفيره وتقاسم بعض الاهالي معهم الغذاء والكساء، لكن ذلك لم يفي باحتياجاتهم التي لا تزال ينقصها الكثير من طعام و فرش وبعض الادوية فما هو متوفر لا يكفي الجميع. يدفع العوز والفقر النازحون لتمني العودة الى مدنهم المدمرة والعيش تحت ظلال الحرب حتى وان كان الموت ينتظرهم ، فقد بات بالنسبة لكثير منهم خيرا من هذه الحياة البائسة التي باتوا يعيشونها مع النزوح.