لم يجد مرضى مركز الغسيل الكلوي التابع لمستشفى الثورة؛ أكبر المستشفيات الحكومية في مدينة تعز (جنوباليمن)، حرجا من افتراش الأرض والبدء بجمع التبرعات لطاقم التمريض الذي عجزت إدارة المستشفى عن توفير الرواتب الخاصة بهم. وتهدد الأزمة القائمة في البلاد بإيقاف العمل في المستشفى وتعريض حياة نحو 300 مريض للخطر، في حال توقف مركز الغسيل الكلوي عن تقديم خدماته. وأطلق عدد من الناشطين حملة تضامن مع المستشفى الحكومي، في مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل تذكير الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة، بضرورة إنقاذ المستشفى والوضع الصحي للمدينة. وتواجه مستشفى الثورة احتمال توقفها عن تقديم الخدمات الطبية بسبب عدم وجود موازنة تشغيلية نتيجة توقف الدعم الحكومي، إذ لم تتسلم المستشفى مخصصات الربع الثالث من الموازنة التشغيلية لسنة 2016، واعتذر البنك المركزي عن صرفها بحجه عدم توفر سيولة، بما في ذلك الرواتب. وبينما يكاد المستشفى يعلن أنه على وشك إغلاق أبوابه كانت جهود الإغاثة العربية والدولية تذهب إلى المستشفيات الخاصة بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة ممثلة بوزارة الصحة اليمنية. وأثار هذا التوجه استغراب نشطاء سياسيين وحقوقيين ناشدوا بإعادة النظر في ذلك، والتوجه إلى دعم المستشفيات الحكومية التي تقدم خدماتها المجانية للمواطنين في ظل وضع اقتصادي وحصار خانق تعاني منه مدينة تعز منذ 18 شهراً. وقال الدكتور أحمد أنعم، رئيس هيئة مستشفى الثورة في تعز، ل “العربي الجديد”: “إن دعم المستشفيات الخاصة دون الحكومية خلق تعقيدات كثيرة من ضمنها أنه يتم استقبال الحالات في المستشفيات الخاصة ويتم إجراء إسعافات أولية لها ثم بعد ذلك يتم إرسالها إلينا في مستشفى الثورة لمتابعة العلاج، وبالذات الحالات المعقدة والكبيرة، والتي تحتاج إلى عناية مركزة وكل هذا متوفر لدينا في المستشفى مجاناً”. وتحدث الدكتور أنعم عن الصعوبات التي تواجهها هيئة مستشفى الثورة، والتي أوجزها في انقطاع الميزانية للربعين الأخيرين من العام الحالي، مضيفاً “كنت أظن أن دفع الرواتب والمستحقات وبنود التغذية والنظافة والديزل سوف يستمر لتشغيل المستشفى، ولكن للأسف حتى الآن لم نتلق أي اتصال أو وعود جدية بهذا الخصوص من قبل الجهات المعنية”. وأوضح أنه تلقى اتصالا من منظمة “أطباء بلا حدود”، وأبدوا استعدادهم للاستمرار بالدعم، مشيراً إلى أنه ينتظر الرد من المسؤولين في الهلال الأحمر القطري، مؤكداً أن “المسؤولين القطريين وعدونا بتجديد الاتفاقية ولكنها قد تأخذ وقتاً”. ولفت أنعم إلى أن “الهاجس الأمني يشكل أكبر عائق في عودة الأطباء، بالإضافة لعدم وجود حوافز مالية، ما يجعل الأطباء يلجأون للعمل في المستشفيات الخاصة”. وقال رئيس لجنة إحالة الجرحى لمركز الملك سلمان بمحافظة تعز، الدكتور مصطفى عبدالجبار، في حديثه مع موقع “العربي الجديد”، إن هيئة مستشفى الثورة العام بتعز تلقت خلال فترة الحرب الدعم من 40 منظمة، وأن الدعم بلغ ما يقارب من 250 مليون ريال يمني (833 ألف دولار)، في حين أن ميزانية الربع السنوي أكبر من هذا، والميزانية متوقفة للربع الثالث والرابع من العام الجاري. وأكد مستشفى الثورة أنه استقبل أكثر من 37 ألف جريح، وأجرى أكثر من أربعة آلاف عملية جراحية، واستقبل أكثر من 46 ألف حالة باطنة وحميات، ونحو 20 ألف حالة غسيل كلوي، مع تقديم كافة الخدمات الطبية المرافقة مجاناً. ويقود الطبيب والناشط الحقوقي، أحمد الدميني مع مدير مكتب رئيس الهيئة وليد الحميري، وعدد من النشطاء والاعلامين حملة هاشتاغ تحت عنوان: (انقذوا_مستشفى_المواطنين). ونشر الدميني اليوم في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك”: ” 4103 حالة مرضية بالمركز الباطني في مستشفى الثورة لوحده تم استقبالهم بهيئة مستشفى الثورة خلال شهر اكتوبر فقط . تخيلوا هذا الطوارئ الباطني مع عياداته فقط يستقبل هذا الكم بشكل شهري فما بالكم بقية الاقسام الجراحيه بما فيها العظام ومركز الكلية الصناعية والعلاج الطبيعي ومركز الحروق ! المستشفى الآن يمر بظروف صعبه حيث لم يتم رفده بالموازنة الربعية وكان يعتمد بشكل كبير على هذه الميزاني لتشغيل الاقسام والتغذية والصيانة وشراء المستلزمات وكان الهلال الأحمر القطري أيضاً، يدعم حوافز المركز الجراحي ولكن انتهى عقد الهلال بنصف اكتوبر ونهاية وفي نفس التوقيت نهاية أكتوبر أيضاً، انتهى عقد “أطباء بلا حدود” مع الطوارئ . لابد من وقفة جاده لتفادي. اغلاقه#انقذوا_مستشفى_المواطنين