سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نعمان: الصراع في اليمن يدور بين مشروع الدولة المدنية الحديثة ومشروع عصبوي فاسد، ويجب أن ترتكز رؤية الحل السياسي على إنهاء كافة مظاهر الانقلاب في ندوة للمنظمة العربية لحقوق الانسان بالقاهرة
أكد الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان محمد أن الصراع الدائر حاليا في اليمن ليس صراع ديني او مذهبي او عرقي أو مناطقي , بل صراع بين مشروعين، مشروع الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية الاتحادية من جهة ومشروع عصبوي فاسد من جهة أخرى. وقال نعمان - في محاضرة ألقاها في الندوة التي نظمتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة - أن الوضع في اليمن يزداد تعقيدا يوم بعد أخر , مشيرا الى أن أي حل لا يقوم علي مشاركة ومساهمة كافة القوى السياسية والمدنية فانه يتجه نحو منزلق خطير , كما شدد على ضرورة الاعتراف بالأخطاء التي رافقت العملية الانتقالية , واصفا أيها بالأخطاء الفادحة . وأشار إلى أن التنظيم الناصري يمتلك رؤية سياسيه لحل ألازمة ترتكز على أساس تسليم السلاح والانسحاب من المؤسسات والمدن وإنهاء كافة الآثار التي ترتبت عليها الانقلاب على أجهزة ومؤسسات الدولة. وقال نعمان: إن الشرعية لدى التنظيم الناصري ليست أفراد بل هي الأسس والمبادئ التي تأسست عليها حكم المرحلة الانتقالية القائمة على الشراكة التوافقية والانتقال السلمي والإدارة الشفافة ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية واليات تنفيذها , وانه ماعدا ذلك فكل شيء قابل للحوار . وتابع : أن التنظيم لا يدافع عن أفراد بل يدافع عن الأسس التي قامت عليها الشرعية , وان هذا لا يعني التسليم بكل ما تقوم به السلطة والدفاع عن كل الانحرافات التي تقوم به ولا يعني الصمت على أخطائها ومخالفتها لإدارة المرحلة الانتقالية والتي تمارسها بتجاوزها للأسس والمبادئ التي قامت عليها وهي الشراكة التوافقية . وأضاف: نتمنى أن يكون هناك رؤى واضحة لدى الشرعية والتحالف العربي للخروج من الأزمة والحسم العسكري لاستعادة الدولة على المسارين السياسي والعسكري ,محذر في الوقت نفسه من غياب الرواية لأنها سيكون لها تأثيرات سلبيه على توجهات استعادت الدولة بالمسارين السياسي والعسكري. وأوضح الأمين العام أن قيادة الشرعية تتحمل مسئولية الغياب والقصور في ادارة المرحلة وليس التحالف , لان الشرعية من المفترض أن تمتلك الخطة والرؤية فيما التحالف جاء مساندا وداعما لها. وطالب نعمان دول التحالف و على رأسها المملكة العربية السعودية عدم التعامل مع الملف اليمني على أساس انه ملف امني وإنما ملفا سياسيا كون هكذا تعامل له تداعيات خطيرة جدا على مسار الصراع ومن ثم لابد من ان يتغير هذا المفهوم , وعلى دول الخليج وفي المقدمة السعودية أن تدرك بان استقرار اليمن أساسا لأمن واستقرار الخليج وان امن واستقرار الخليج ركيزة أساسيه للأمن والاستقرار القومي العربي وإلا فأننا سنظل نقاتل تحت مفاهيم خاطئة وسنصل إلى نتائج قاصرة ستؤدي إلى مزيد من الكوارث. وشدد على ضرورة أن تتعامل السعودية مع اليمن كأسس لوجود دولة قوية وان ذلك مقدمة ضرورية لتحقيق هذا الأمن والاستقرار , وان وجود الدولة الضعيفة في اليمن من شانه التأثير على استقرار وامن النظام في السعودية , وعليه فان أضعاف مفهوم الدولة اليمنية في الداخل هو أضعاف لأمن واستقرار المنطقة بشكل عام وبالتالي حدوث تحولات وسقوط للأنظمة في المنطقة العربية . وأوضح الامين العام للتنظيم الناصري أن المفهوم الصحيح هو أن الدولة القوية في اليمن هي الضامن الوحيد لأمن واستقرار الخليج وان الدولة القوية في اليمن القائمة على التعددية وقوة الاقتصاد والسياسة هو نموذج غير قابل للتصدير للخليج لان كل له متطلبات واحتياجات واليات خاصة به وليس بالضرورة أن التعددية باليمن سيصبح نموذج قابل للتصدير، مؤكدا على أهمية تعميق مفهوم التعامل والتكامل بين اليمن والأشقاء بالخليج . و عن الدور المطلوب عمله في هذه المرحلة تحدث نعمان قائلا : لابد من العمل على لملمة وحشد كل القوى والطاقات لإيقاف الحرب وتحقيق تسوية سلمية تضمن مشاركة كافة القوى السياسية لاستعادة الدولة متمثلة في تسليم السلاح أولا واستعادة المؤسسات وإزالة كافة الآثار المترتبة على الانقلاب, وضمان مشاركة كل القوى السياسية دون استثناء . وأكد نعمان على أهمية تجنيب الجبهة الداعمة للشرعية الصراع , وقال أن الوقت ليس وقت صراع مع أي طرف سياسي مشارك وداعم للشرعية , داعيا الجميع إلى تمتين وتوسيع هذا الاصطفاف ومواجهات أية انحرافات في داخله ونقده من الداخل وليس من خارجة , مشيرا الى أن أي انشقاق داخل هذا الاصطفاف ليس سوى خدمة مجانية للانقلابين وعلى الجميع تجاوز جميع الخلافات والصراعات وعدم الانجرار إلى خلافات ثانوية. من جانبه قدم الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي شرحا موجزا عن الدور الذي تقوم به المنظمة العربية بالمجال الحقوقي والإنساني والمساهمة في حل الكثير من الأزمات والإشكاليات العربية مستعرضا دورها في اليمن على وجه الخصوص وما قامت به من اجل الإفراج ومتابعة ملفات سجناء الرأي وإطلاق العشرات منهم وبالأخص أبان حرب 94 وحروب صعده الستة . وأعرب شلبي عن أدانته لكل الإشكال والممارسات التي تطال اليمنيين والحقوقيين داعيا لمحاسبة مرتكبيها ومن ثم أقامت حوار وطني يظم كافة الأطراف. وتخلل الندوة - التي أدارها وكيل وزارة حقوق الإنسان والمدير السابق للمنظمة العربية في اليمن المهندس نبيل عبدالحفيظ- العديد من المداخلات والاستفسارات من قبل المشاركين والتي أثرت الموضوع من كافة جوانبه السياسية والعسكرية والاقتصادية والحقوقية . يذكر أن الأمين العام للتنظيم الناصري عبدالله نعمان سيتوجه غدا إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد أن عقد سلسلة من اللقاءات والمشاورات مع مختلف المكونات السياسية اليمنية وناقش معها سبل الحل للازمة الراهنة والخروج بروية موحدة أبرزها وثيقة الاتفاق الموقعة مع الحزب الاشتراكي اليمني.