قال الصحفي الذي كان آخر من أجرى مقابلة مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إن السعودي الأصل قد يكون مقيماً الخفاء في إحدى المدن الكبرى أو في جبال اليمن. وألقى عبد الباري عطوان محاضرة أمام مهرجان بريسباين للكتاب في أستراليا، بعد أن منحته السلطات الأسترالية تأشيرة دخول إلى البلاد طال انتظاره لها وفقاً لما زعمه. وعزا عطوان التأخير في إصدار تأشيرته إلى "الإسلاموفوبيا" (الرهاب الإسلامي) الذي يغشى الحكومة الأسترالية، لكنه تخلّى عن هذا الجدل اليوم بعد أن لقي ترحيباً حاراً من قبل الحضور الذين احتشدوا لسماع محاضرته في بريسباين. وذكرت وكالة آي آي بي الأ سترالية أن رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" التي تصدر من لندن كان دعي إلى كهوف "تورا بورا" في العام 1996 لإجراء مقابلة مع أسامة بن لادن، وأنه تردد في قبول الدعوة غير أنه عاد والتقى لاحقاً بالرجل الذي تصدّر لائحة أكثر المطلوبين في العالم. وقال عطوان مازحاً "لقد كان حقاً رجلاً مسالماً في تلك الفترة وأعترف بأنه كان وسيماً، لذا لم أفاجأ عندما صوّتت النساء البريطانيات على أنه أكثر الرجال إثارة في العالم". وأضاف "لم يكن حقاً هذا الوحش الذي كان يتوقعه معظم الناس". لكن في تلك الكهوف حيث نام على سرير من القش ولم يكن لديه ليتناوله أكثر من الجبنة الفاسدة، أدرك عطوان أن بن لادن كان "لاذعاً" تجاه الولاياتالمتحدة. وقال "لم يكن يفكر في أن يصبح قائداً عالمياً. لقد شعر أن واجباته كانت تقضي عليه إخراج الأميركيين من المملكة العربية السعودية". ولام عطوان الحرب الأميركية على العراق لأنها تسببت في تغذية المشاعر المعادية لأميركا حول العالم ونمو تنظيم القاعدة. وقال "لو اعتقل أسامة بن لادن أو قتل في العام 2001 (بعد 11 أيلول/ سبتمبر) أعتقد أن القاعدة كانت اختفت. لقد كانت في تلك المرحلة لعبة شخص واحد. لقد مضى على اختبائه ست سنوات وهدفه الرئيسي هو إيذاء الإدارة الأميركية بنجاته". وأضاف "كان بإمكانكم رؤية القاعدة وهي تنمو خلال هذه السنوات الست، لم تتقلص. يبدو أن وفاته أو اعتقاله لن يؤثر على هيكلية القاعدة. قد تجعل منه شهيداً وهذا قد يوفر حياة إضافية وجنوداً إضافيين للقاعدة". وقال عطوان إنه لا يعتقد أن بن لادن يختبئ في المناطق الجبلية الحدودية بين أفغانستان وباكستان، كما لا يعتقد أنه مريض أو ميت كما يحلو للبعض أن يعتقد. وقال "أعتقد أنه يتنقل كثيراً, أعتقد أنه يمكن أن يكون في مدينة كبيرة، في مكان لا يتوقع أحد أن يكون فيه". وكان كتاب عطوان "القصة السرية للقاعدة" نشر في أيار/ مايو 2006 وأعيد طبعه خمس مرات وترجم إلى 15 لغة. يو بي أي