أفصح مسؤول دولي أمس الأربعاء في صنعاء عن مخاوفه من تكرار حرب سادسة في مدينة صعدة اليمنية بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي، وقال المتحدث باسم برنامج اللاجئين في منظمة هيومن رايتس جيري سيمبسون أن تواصلهم مع مواطنين في صعدة يؤكد أن حرب سادسة واقعة لا محالة. وفي مؤتمر صحافي عقدته منظمة هيومن رايتس أمس بالعاصمة صنعاء تم الإعلان عن تقرير المنظمة عن العوائق الحائلة دون وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في صعدة. التقرير الذي حمل عنوان ''المدنيون غير المرئيين .. التحديات التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية في سياق حرب اليمن المنسية''، قال إن هناك مخاوف معاودة المواجهات في ظل غياب اتفاق سلام مدون وخاضع للرقابة بناء على اتفاقية توسطت فيها قطر العام .2007 وكشف التقرير أن هناك 130 ألف مشرد جراء النزاع المسلح شمالي اليمن بمعزل عن مساعدات المنظمات الإنسانية، ولايزالون عالقون بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي. واتهم التقرير السلطات اليمنية والحوثيين في آن واحد بتقييد قدرة المنظمات الإنسانية للوصول إلى ضحايا الحرب من المدنيين، منتقدا القيود المشددة المفروضة على المنظمات والصحافيين منذ العام 2007م. وأشار إلى أن ما يقارب ال 60 ألف مشرد تلقوا مساعدات محدودة في سبعة مخيمات وكذلك في منازل بصعدة، فيما 70 ألف مشرد فروا إلى مناطق بعيدة منعت القيود الحكومية من وصول المنظمات إليهم. وقال انه رغم الالتزامات الحكومية بالسماح للمنظمات الإنسانية بدخول ساحة الحرب في صعدة إلا أن تلك الوعود ليس لها آثار في الواقع . ساردا أربع حالات اعتداء مسلح على منظمات إغاثة في طريقها إلى صعدة. وأوضح أن عشرات الآلاف من المدنيين الذين تأثروا بحرب صعدة مباشرة تركوا في معاناتهم، مع اختفاء ما يكابدون عن أعين باقي اليمن والعالم الخارجي، ومنع إتاحة المساعدات الإنسانية يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي الذي يطالب السلطات بالسماح للسكان المدنيين بتلقي الغوث الإنساني الضروري لكي يستمروا على قيد الحياة. المتحدث باسم برنامج اللاجئين في منظمة هيومن رايتس جيري سيمبسون قال للصحافيين إن مشكلات جمة تواجه عمل المنظمات على الأرض، وأن صعدة لازالت منطقة مغلقة أمام المنظمات الإنسانية. وأضاف جيري أن الأممالمتحدة عبرت عن إحباطها الشديد لسياسة الحكومة فيما يخص إغلاق صعدة أمام المنظمات مطالبة بتغيير هذه السياسات وإن لم تتغير فستتخذ إجراءات أخرى. وأوضح أن الكثير من المانحين لازالوا يعتبرون صعدة منطقة نزاع وليسوا على استعداد لتقديم مساعدات تنموية في ظل استمرار النزاع. التقرير في سرده لأسباب النزاع، قال إن الحوثيين لم يتقدموا بمطالب محددة للحكومة إلا أن قادتهم برروا استمرار النزاع المسلح رغبة في حماية الهوية الدينية الزيدية والترويج لها، ومعارضة الحكومة بسبب تعاونها مع أميركا، والتجاهل الاقتصادي لمحافظة صعدة، والدفاع عن أنفسهم ضد ما يرونه عمليات عسكرية حكومية غير مبررة. وقال إن الحكومة وصفت الحوثيين علنا بأنهم ''إرهابيون'' إلا أن الفاعلين الدوليين ومنهم الولاياتالمتحدة لم يستخدموا هذا اللقب. وصنفت النزاع بين الحوثيين والسلطات بأنه نزاع داخلي غير دولي تلتزم أطرافه بالقانون الإنساني الدولي ''قوانين الحروب'' الوقت البحرينية