نفذت عشرات الأسر من نازحي منطقة الجعاشن بمحافظة إب إضرابا مفتوحا عن الطعام بدأته صباح اليوم أمام مبنى البرلمان بصنعاء احتجاجا على استمرار تهجيرهم من قبل الشيخ محمد أحمد منصور منذ شهور دون أن تولي الجهات المعنية في الحكومة اهتماما لمعاناتهم . وتضامنا مع أبناء الجعاشن ومطالبهم العادلة أعلن النائب في البرلمان وعضو لجنة الحقوق والحريات أحمد سيف حاشد اعتصامه داخل قاعة البرلمان وإضرابه عن الطعام ابتداء من صباح اليوم الأحد. وقال النائب "حاشد"وهو رئيس "منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات"، أنه قرر الاعتصام والإضراب المفتوح عن الطعام تضامناً مع عشرات الأسر المهجرة قسراً من مساكنها جراء الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة التي يتعرضون لها من قبل شيخ المنطقة ومليشياته، واحتجاجاً على السجون الخاصة وغير القانونية التي يملكها شيخ المنطقة. وأكد أنه مستمر في إضرابه المفتوح حتى تستجيب السلطات لمطالب أبناء المنطقة. وعبر المعتصمون من ابناء الجعاشن عن استيائهم البالغ لعدم استجابة السلطات اليمنية لمطالبها والقيام بدورها في حمايتها جراء استمرار الاعتداءات والانتهاكات الممارسة ضدهم، والمتمثلة بالسجن خارج القانون والسطو على ممتلكاتهم وهدم بيوتهم وتهجيرهم منها وفرض الإتاوات عليهم ، من قبل شيخ المنطقة المتنفذ محمد أحمد منصور، وهو عضو مجلس الشورى ومقرب من الرئيس علي عبدالله صالح. وقال المعتصمون أنهم لن يرفعوا إضرابهم حتى يتم إنصافهم بضمان عودتهم بأمان وتعويضهم التعويض العادل من قبل الحكومة اليمنية. يذكر أنه مر قرابة عام على النزوح القسري لأبناء منطقة الجعاشن من محافظة إب إلى العاصمة صنعاء خوفاً على أمنهم وطلباً لإنصاف الدولة، إلا أن السلطات الرسمية لم تعالج قضيتهم.وهم يقيمون الآن في مخيم بصنعاء تنقصه كافة متطلبات الحياة الكريمة. وأصدرت عدد من منظمات المجتمع المدني بيانا مشتركاً مساندا لقرار مهجري الجعاشن في الإضراب المفتوح، مبديين استعدادهم للوقوف إلى جانبهم حتى تتحق مطالبهم، معتبرة في الوقت ذاته أن تلك الانتهاكات لم تعد مقبولة. وأكدت ادانتها واستغرابها لحالة اللامبالاة التي تقابل بها سلطات الدولة جريمة تهجير ابناء الجعاشن. كما أعلنت منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات تضامنها مع مهجري الجعاشن. واعتبرت مناصرة رئيسها النائب احمد سيف حاشد لهؤلاء المواطنين المنتهكة حقوقهم من خلال إضرابه عن الطعام في البرلمان انتصارا لحقوق الإنسان وتعبيرا عن واجب إنساني امتاز به النائب حاشد تجاه مختلف قضايا الحقوق والحريات. ودعت منظمة التغيير في بيان صادر عنها مجلس النواب والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية إلى التضامن مع قضيتهم في سبيل الانتصار لحقوق الإنسان. واعتبرت المنظمة تجاهل وصمت الحكومة عن انتهاك حقوق الجعاشن لسنوات دليلا على قبول بتلك الانتهاكات وتنكر لواجباتها وكافة التزاماتها أمام المجتمع الدولي باحترام حقوق الإنسان. كما دعت رئيس الجمهورية و الحكومة ومجلس النواب للتدخل و مغادرة حالة اللامبالاة، مطالبة في الوقت ذاته الجهات المختصة بإغلاق سجون الشيخ ووضع حد نهائيا لاعتداءاته. يشار إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يضرب فيها النائب "حاشد" عن الطعام داخل البرلمان، وسبقها إضرابين، أحدهما استمر لمدة 52 ساعة في شهر يوليو الجاري، وآخر لمدة 24 ساعة في منتصف شهر يونيو الفائت في قضايا ذات صلة بنشاطه البرلماني والحقوقي.