لا تزال أبواب منزل عبدالرقيب الحجري الكائن بمنطقة ميتم بمحافظة إب مغلقة بعد أن أتت الكهرباء على من فيه في حادث بشع وقع الخميس الماضي في سطح المنزل حين صعق ماس كهرباء أفراد الأسرة وقتل الأم والأب وولديهما. ووحدها لازالت مرام ابنة الثلاثة أعوام تصارع الموت في غرفة العناية المركزة في إحدى مستشفيات مدينة إب ، ولو علمت مرام أنها إن كتب لها الحياة ستعيش وحيدة لفضلت الموت واللحاق بأسرتها على ان تبقى وحيدة تواجه قسوة الحياة بما فيها الكهرباء التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على كثير من المواطنين تحصد أرواحهم وتذر من نجا من ضررها مشوها أو معاق في أحسن الأحوال. انه الإهمال واللا مبالاة بحياة المواطنين وغياب المسؤولية والعقاب وحده من جعل مشاكل الكهرباء تتفاقم. ويبدو أن الكهرباء لم تكتفي بتنغيص حياة المواطنين بانطفاءاتها المتكررة بل تمادت في ذلك الى ان أصبحت سببا في إزهاق أرواح الكثير وأسرة المواطن عبد الرقيب الحجري إحدى ضحايا ذلك الإهمال. فلو لم يتم وضع كابل الكهرباء وتمريره من حافة منزل الحجري لما مزقت الطاقة الكهربائية شرايين وأدمغة رهام الطفلة ذات الأربعة أعوام وأخيها رهيب ذو الثانية عشرة ربيعاً الذي حاول ان يفلت شقيقته من بين فكي وحش مفترس لا يشاهد بالعين ولكن أثارة تعرف من خلا ل اهتزاز جسم الضحية بتيارات كهربية مبعثرة في قطرات المياه التي بللت سطح المنزل جراء هطول الأمطار. كانت صيحات الطفلين كفيلة بان تجعل الأب يطير نحو سطح المنزل ، وامام مشهد طفليه يصارعان موت الكهرباء لم يتردد ثانية في محاولة إنقاذهما والامساك بهما لكن قوة الكهرباء كانت أقوى من عضلات الوالد وتكررت المحاولة من قبل الأم التي حاولت هي الأخر تقديم المساعدة لأطفالها وزوجها غير أنها واجهت نفس المصير فقضي الجميع عدا مرام التي نجت باعجوبة وهي الآن في العناية المركزة. نعم إنها مأساة بكل ما تعنيه الكلمة فهل تحرك هذه الحادثة ضمائر ومشاعر المسئولين عن الكهرباء وهل ما تقوم به مؤسسة الكهرباء من توصيل للكابلات الكهربائية من خلال مباني وأسطح المواطنين مخالفة قانونية وسببا من أسباب المشاكل والحوادث التي يصاب بها كثير من المواطنين و الم يحن الوقت لإيقاف ذلك العبث؟ً! . ترى هل تستطيع مؤسسة الكهرباء ان تقنع الطفلة مرام الحجري بانها غير مسؤولة عن قتل أسرتها ؟ هم بلا ادنى شك مسؤولون عن كل ما ينتج عنه اهمالهم وعبثهم بارواح البشر وان نجو من عقاب دنيوي فانهم حتما لن ينجو من بين يدي الحاكم سبحانه وتعالى.