رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء إن الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الأمن اليمنية وأفراد إحدى القبائل القوية في صنعاء وخلفت قتلى وجرحى، تثير المخاوف من انهيار المفاوضات الجارية لإنهاء الأزمة، ونجاح لصالح في جر المظاهرات بعيدا عن سلميتها وزج البلاد في آتون "حرب قبلية" قد تكون في مصلحة صالح. وقالت الصحيفة إن المعارك التي اندلعت في شتى العاصمة اليمنية أمس الاثنين بين قوات الأمن ومقاتلين من قبيلة حاشد القوية في البلاد أثار مخاوف متزايدة من حدوث انهيار في المفاوضات السياسية التي تهدف إلى تنحي الرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة ويمكن أن تؤدي إلى حرب قبلية. واندلع اعنف اقتتال بين المؤيدين والمناهضين لصالح بعد يوم واحد من تراجع صالح عن وعده بتوقيع اتفاق توسطت فيها دول الخليج لوضع حد لتواجده في السلطة المستمر منذ 33 عاما. وأوضحت الصحيفة أن مئات الآلاف من اليمنيين خرجوا منذ فبراير الماضي للمطالبة باستقالة الرئيس صالح، وعانوا من القمع الدموي، ولكن قبل يوم الاثنين كانت المظاهرات سلمية ولم تقع أي اشتباكات مسلحة بين الجانبين، إلا أن الأمر أمس الاثنين قد تغير فقد اندلعت معارك خارج مقر إقامة شيخ قبيلة "حاشد" في صنعاء الشيخ صادق الأحمر، زعيم أكبر قبيلة في اليمن والتي ينتمي إليها صالح نفسه، ولكن الأحمر أعلن منذ مارس انضمامه للثورة والمشاركة في الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إن سكان محليين قالوا إن مئات من قوات الأمن وضعت حواجز على الطرق حول مقر إقامة الأحمر قبل قصفها بالرشاشات والقذائف اليدوية، الأمر الذي دفع حراس الأحمر لإطلاق النار ونشبت معركة بالأسلحة النارية استمرت طوال فترة بعد ظهر أمس، وأشارت الصحيفة إلى صعوبة معرفة عدد القتلى بسبب تشديد الإجراءات الأمنية، إلا أن طبيبا يعمل في مستشفى قريب قال إن المستشفى تلقى أكثر من 60 شخصا من رجال القبائل والجنود، مصابين بطلقات نارية،كما قتل ما لا يقل عن 10 جنود. وتحدثت الصحيفة عن أن بعض الصواريخ أخطأت هدفها وأصابت مقر الخطوط الجوية اليمنية القريب، كما حوصر مئات الصحفيين في الطابق السفلي المجاورة لمقر الأحمر، وقال مروان داماج رئيس نقابة الصحفيين إن أحد الصحفيين قتل في المعركة، وبحلول منتصف بعد الظهر انتشر العنف في صنعاء، وظهر الرجال يرتدون الملابس المدنية يحملون بنادق كلاشينكوف وقذائف يتسلقون جدران المباني الحكومية وأعمدة الدخان تتصاعد من فوق وزارة الداخلية ومقر حزب صالح. واتهمت المعارضة اليمنية قوات الأمن بمحاولة "العاصف" ببيت الأحمر وحذر من "الاعتداءات التي تهدف إلى جر البلاد لحرب أهلية". واندلعت أعمال العنف وسط تزايد التوتر بعد رفض صالح توقيع الاتفاقية المدعومة من الولاياتالمتحدة يتم بموجبها تنحي صالح عن منصبه في غضون 30 يوما وتسليم السلطة لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية في مقابل الحصانة من أي محاكمة في المستقبل.