قال مسؤولون حكوميون في اليمن اليوم الخميس ان العشرات قتلوا في معارك ليلة الخميس بالعاصمة صنعاء وسط تنامي المخاطر بان تقع اليمن في حرب اهليه يهدف لتنحية الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة ويفر السكان بالمئات من صنعاء وقد حملوا أمتعتهم على أسقف السيارات أملا في الهروب من العنف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا منذ يوم الاثنين وهدد بالانتشار الى مناطق أخرى بالعاصمة. وهناك مخاوف من أن يصبح اليمن وهو على شفا الانهيار الاقتصادي دولة فاشلة تمثل خطرا كبيرا على الامن الاقليمي وعلى السعودية جارته وهي أكبر مصدر للنفط في العالم. وتركزت أحدث الاشتباكات في منطقة بشمال صنعاء حيث يحاول مقاتلون تابعون للاحمر السيطرة على مبان حكومية من بينها وزارة الداخلية. ولحقت أضرار بمنزل الاحمر في القتال وسمعت أصوات الانفجارات في المدينة. وقال عبد القوي القيسي المتحدث باسم عائلة الاحمر انه سمع أصوات المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية لكنه أضاف أن قوات صالح تستخدم أسلحة أخطر كالمدافع أو الصواريخ. واضاف لرويترز ان أبناء الاحمر مازالوا في المنزل وان المبنى أو مبان قريبة تتعرض للقصف من ان لاخر. ولم يقدم مسؤولون حكوميون تفاصيل حول ما اذا كان قتلى ومصابي ليلة الخميس من المعارضين أو الموالين لصالح. ويتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن العنف الذي تخشى المعارضة أن يتفاقم الى حرب أهلية. وأمرت الولاياتالمتحدة كل دبلوماسييها غير الاساسيين وأفراد أسر العاملين بسفارتها في صنعاء بمغادرة البلاد. وقالت الخارجية الامريكية "مستوى التهديد الامني في اليمن مرتفع للغاية بسبب الانشطة الارهابية والاضطرابات المدنية. هناك اضطرابات مدنية مستمرة في ارجاء البلاد واحتجاجات واسعة النطاق في المدن الرئيسية." وتفجرت أحدث جولات القتال بعد يوم من انسحاب صالح للمرة الثالثة من اتفاق توسطت فيه دول خليجية حتى يتنحى ويمهد الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية. ويحكم صالح اليمن منذ 33 عاما. وتتصاعد الضغوط منذ فبراير شباط عندما بدأ محتجون استلهموا الثورتين المصرية والتونسية في الاعتصام بالميادين وتنظيم مسيرات شارك فيها مئات الالاف لمطالبة صالح بالتنحي. وأسفرت محاولات صالح لوقف الاحتجاجات بالقوة عن مقتل مئات. ودعا الرئيس الامريكي باراك اوباما صالح الى توقيع اتفاق نقل السلطة لكن محللين يقولون ان واشنطن ليس لها تأثير كبير على اليمن على الرغم من أنها قدمت مساعدات قيمتها نحو 300 مليون دولار لدعم حكومة صالح. وقالت باربرة بودين وهي سفيرة أمريكية سابقة في اليمن لرويترز "ما هي الخيارات المتاحة لدينا لفرض تسوية ما؟" وذكر صالح يوم الاربعاء أنه لن يقدم تنازلات أخرى لمن يطالبون برحيله وبدت أجواء الحرب تخيم على صنعاء. وجاب مقاتلون يرتدون ملابس مدنية بعض المناطق يوم الاربعاء وسمعت طلقات المدافع الرشاشة بشكل متقطع. وتقطع التيار الكهربائي كما خلت شوارع كثيرة في وسط المدينة من المارة بعد الظهر باستثناء نقاط التفتيش الحكومية. وأصبحت المنطقة المحيطة بمقر الاحمر أشبه بمدينة أشباح بعد قتال ليلة الخميس. ووقفت طوابير طويلة من السيارات للخروج من صنعاء وقال شهود ان مسلحين وقفوا عند مداخل المدينة لمنع رجال القبائل من جلب تعزيزات. وقال اليمني مراد عبد الله "لم يعد من الممكن البقاء في صنعاء. ستمتد المواجهات الى كل أنحاء المدينة." وقال شهود ومسؤولون ان أنصارا للاحمر زعيم اتحاد عشائر حاشد التي تضم أيضا قبيلة سنحان التي ينتمي اليها صالح سيطروا على عدة مبان وزارية بالقرب من مقر الاحمر ومن بينها وزارتا التجارة والسياحة الى جانب مكاتب وكالة الانباء اليمنية (سبأ). وذكر شهود أن مقاتلي الاحمر هاجموا أيضا المبنى الرئيسي لوزارة الداخلية التي تعرضت باحتها لنيران قذائف صاروخية. وقال صالح لمجموعة من الصحفيين المختارين ومن بينهم صحفي من رويترز ان حكومته صامدة. وأضاف أنه يتحمل صدمات ما يفعله أبناء الاحمر مثل الفوضى والهجمات على مؤسسات الدولة والصحافة ووزارتي الصناعة والداخلية. وقال ان هذه الاعمال استفزازية وتهدف لاستدراج اليمن الى الحرب الاهلية. ودعا اللواء علي المحسن وهو قيادي في الجيش اليمني انضم الى المعارضين القوات المسلحة الى تحدي الرئيس ووصف صالح بأنه مجنون ومتعطش للمزيد من اراقة الدماء. واشار صالح الى أن اتفاق الوساطة مازال على الطاولة على الرغم من رفضه المتكرر للتوقيع. وقال انه مستعد للتوقيع في اطار حوار وطني والية محددة. وأضاف أنه اذا كانت الالية سليمة فانه سيوقع اتفاق نقل السلطة وسيتخلى عن السلطة لكنه لن يقدم المزيد من التنازلات. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ان بان منزعج للغاية بسبب الاشتباكات في صنعاء وانه دعا الى بذل المزيد من جهود السلام ودعا الى وقف فوري للقتال بينما كررت بريطانيا دعوتها لصالح ليوقع اتفاق الخروج من السلطة.