عاد التوتر للتصاعد مجدداً في عدد من المحافظات الجنوبية التي شهدت أسبوعاً ساخناً من المواجهات وأعمال القتل والتقطع . مقتل جندي في لحج في كمين نصبه مسلحون وأربعة أخرون يصابون في إطلاق نار داخل معسكرهم والجهادي طماح يخطف جنديين للمطالبة بالإفراج عن معتقلين، وشاب يتوفى متأثراً برصاص جنود الأمن، ومقر الإصلاح في الضالع يتعرض للمرة الثانية لقصف مدفعي ومصادمات مع متضاهرين في الحبيلين والسلطة تطالب المشترك تسليمها خمسين جنوبياً ممن تتهمهم بأعمال عنف ..هكذا استهل الأسبوع الجاري مطلعه بأحداث تدفع الأزمة الجنوبية نحو مزيد من التعقيد . فيما تشهد محافظتا أبينوحضرموت حياة طبيعية باستثناء المحاكمات للناشطين سلمياً في الأخيرة ، أغلقت منتصف الأسبوع الجاري المحلات التجارية وخلت شوارع مدن الضالع والحبيلين من الحركة، إثر دعوة وجهها ما يسمى مجلس قيادة الثورة السلمية لعصيان مدني. ولزم أصحاب المحلات منازلهم خوفاً من تعرضهم لاعتداءات من العصابات المسلحة ، كما تم إغلاق المدارس بالقوة . وفي مديرية سناح أطلقت عناصر مسلحة تدعي تبعيتها للحراك النار على مواطنين في سوق القات ، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. ولم تشهد محافظات أبين وشبوة وحضرموت ، والحوطة أية استجابة للعصيان المدني . محافظة الضالع التي تشهد اختلالات أمنية أصيب فيها أربعة جنود من قوات الأمن العام إصابة أحدهم خطيرة يوم الأحد الماضي في إطلاق نار داخل معسكرهم وتم نقلهم إلى مستشفى التضامن لتلقي العلاج . ولم تعرف الأسباب الحقيقية وراء الحادث لكن مصدراً أمنياً قال إن جندياً يعاني مرضاً نفسياً أطلق النار على زملائه. وكانت مدينة الضالع شهدت اشتباكات مسلحة عنيفة ليلة الأحد وقصفت المعسكرات المحيطة بالمدينة منازل سكان مجاورة بأسلحة مختلفة. وقال سكان محليون إن قوات الأمن استخدمت رشاشات ثقيلة ومتوسطة في القصف الذي طال منازل مواطنين تقع بالقرب من المعسكرات. مشيرين إلى أن النيران انطلقت من معسكرات الجيش في العرشي وجبل ذي بيت ودار الحيد. وبين المنازل التي لحقها القصف منزل الصحفي أحمد حرمل الذي قال إنها المرة السادسة التي يتعرض فيها منزله للقصف بنيران القوات الحكومية. وأضاف أن شقيقته أصيبت بحروق جراء اختراق طلق ناري إحدى غرف المنزل. وكان منزل ماهر محمد علي تعرض ايضاً للقصف الجمعة الماضية وأصيبت زوجته. كما طال القصف منازل عشرات المواطنين بينها منازل فضل غالب شعفل وفهد الزعلي وأحمد حرمل. وفي ذات السياق قال التجمع اليمني للإصلاح إن قوات الأمن والجيش بمحافظة الضالع استهدفت بنيران أسلحتها يوم الخميس الماضي مقر المكتب التنفيذي لفرعه بالمحافظة للمرة الثانية خلال أقل من شهر والسابعة في فترات متفاوتة محدثة أضراراً مختلفة في المبنى . مؤكداً أن الحادثة "لم تأت من باب المصادفة وقال: "الأمر أصبح مقلقا بالنسبة لقيادات المكتب والعاملين فيه في ظل هذا الاستهداف السافر والهمجي لمقر حزب كبير بحجم الإصلاح". وحمل الأمين العام المساعد لإصلاح الضالع السلطة المسئولية الكاملة عما لحق بمقر الإصلاح من ضرر، وسرعة رد الاعتبار للإصلاح والمشترك، داعيا السلطة إلى ضرورة التنبه لخطورة الاستخدام المفرط للقوة في ضرب الفعاليات السلمية بالمحافظة والاعتراف بالقضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية والجلوس إلى طاولة حوار وطني شامل يضم كل القوى الوطنية بلا استثناء. وكانت الضالع قد شهدت ذات اليوم اشتباكات مسلحة عنيفة بين مسلحين من أنصار الحراك الجنوبي وقوات الأمن والجيش عقب قمع قوات الأمن لمسيرة للحراك أصيب خلالها أربعة أشخاص ( 3 جنود ومواطن). وقد اعتبر إصلاحيون استهداف مقرهم بادرة خطيرة لقوات الأمن، معبرين عن خشيتهم أن يكون قد قصدت من خلالها جهات في السلطة الزج بالمشترك وبخاصة الإصلاح في أتون العنف ومخطط الحرب التي تريد السلطة إشعال فتيلها في المحافظة؛ خاصة وأن هذه الحادثة قد جاءت متسقة مع اتهامات رسمية للإصلاح من شخصية كبيرة بالمحافظة بتخزين الأسلحة منذ العام 94م بما فيها صواريخ مضادة للطائرات وغيرها من الأكاذيب والافتراءات -بحسب موقع الحزب الإخباري- أما محافظة لحج فقد شهدت الأحد الفائت تظاهرة غاضبة شارك فيها الآلاف من أبناء مديريات ردفان ويافع والحبيلين تنديداً بما -وصفوها - بالجريمة البشعة التي ارتكبتها القوات العسكرية المرابطة على مدخل مدينة الحبيلين الشمالي مساء الأربعاء الماضي بحق الشاب فارس محمد احمد اليافعي، واستنكاراً للاستحداثات العسكرية فوق المرتفعات المطلة على منازل المواطنين غرب مدينة الحبيلين. وكان فارس محمد أحمد المشألي - 26 عاماً- توفي مطلع الأسبوع الجاري متأثراً بطلق ناري أطلقه عليه جنود النقطة العسكرية عند مدخل ردفان الشمالي مساء الأربعاء قبل الماضي عندما كان عائداً من العاصمة صنعاء، حيث كان يتابع إجراءات فيزا سفر للعمل في السعودية. واتجه المتظاهرون الغاضبون صوب منصة الشهداء حيث أقيم مهرجان خطابي حضره عدد من قيادات ونشطاء الحراك الجنوبي منهم القيادي الاشتراكي علي منصر و ناصر الخبجي وعوض بن عوض الصلاحي الناطق الرسمي لمجلس الحراك بمحافظة لحج ، و القى الدكتور ناصر الخبجي كلمة أدان فيها جريمة قتل فارس اليافعي ، وحث الجماهير على مواصلة النضال السلمي ، ووجه الخبجي رسالة إلى أبناء المناطق الشمالية أكد فيها إن ما يجري من تقطعات وإرهاب لأبنائهم في مختلف مناطق الجنوب هو من فعل السلطة وأجهزتها المدنية والعسكرية والأمنية لتصفية حسابات مع الحراك وقاداته-حد تعبير الرسالة. وعلى ذات الصعيد قتل جندي في كمين نصبه مسلحون من أتباع الحراك بعد ساعات من خطف مسلحين يتبعون الجهادي طاهر طماح جنديين لمطالبتهم بالإفراج عن محتجزين لدى الحكومة. وقال مسؤول أمني ان الجندي قتل ليل السبت الماضي في كمين نصبه مسلحون بمنطقة الجدعاء. وكانت كتائب سرو حمير التابعة لطاهر طماح قد اختطفت اثنين من جنود كتيبة الحرس الجمهوري المرابطة في جبل عر بيافع محافظة لحج، وتوجهوا بهما إلى أماكن مجهولة. وامهلت الكتائب المسلحة السلطة48 ساعة لإطلاق سراح كل من بسام السيد -أخطر المطلوبين أمنياً بمحافظة لحج - وهاني الوشوشي الذي اعتقل عقب إصابته في فعالية تضامنية مع الشيخ طارق الفضلي بزنجبار أبين .. "مالم فإنهم غير مسؤولين عن حياتهما".بحسب تصريحات طماح الذي اتهم أحزاب اللقاء المشترك بأعمال التقطع والتخريب والقتل في المحافظات الجنوبيه." مضيفاً "لا اعتقد أن السلطة تقوم بأعمال التخريب في المحافظات الجنوبية، وإنما المشترك هو من يسعى للتخريب وتشويه سمعة الحراك الجنوبي" . وفيما كانت السلطة طالبت اللقاء المشترك بتسليمها خمسين من المتهمين بممارسة أعمال العنف في الجنوب بينهم (طماح) وقالت إنهم حلفاء للمشترك ، اعتبر طاهر طماح هذا الأمر بأنه مسرحية هزيلة، ولعبة شطرنج بين الطرفين. وقال "المشترك جزء من السلطة ونحن ليس لنا علاقة به ، وهو ما يشكل خطراً علينا". وأضاف طماح قائلا" قادة اللقاء المشترك ليس لصالحهم أن يتحرر الجنوب ، كونهم المستفيدين الحقيقيين من نهب أرض الجنوب " .واعتبر إقدامه على قتل الجنديين المخطوفين لديه في حال عدم استجابة السلطة لطلبه طريقة قانونية "طالما وأن الجنود ارتكبوا جرائم قتل كثيرة بحق أبناء المنطقة". من جانبها قالت السلطة إن الجنديين من أبناء محافظة تعز وتعرضا للخطف من قبل جماعة طماح المسلحة والتي اعترضت الجنديين الأعزلين في منطقة تقع بين حبيل حبر ويهر أثناء ما كانا في طريقهما إلى ثكنتهما. ودعا ياسر اليماني وكيل أول محافظة لحج الأجهزة الأمنية إلى تفعيل دورها في ضبط العناصر التخريبية الخارجة على النظام والقانون وفي مقدمتها طاهر طماح الذي قال إنه تمادى في جرائمه ودعا الى سرعة ضبطه وتقديمه للعدالة ، مضيفا "ان تركه وغيره من المجرمين طلقاء سيشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم". وفيما تتجاهل أجهزة الأمن العصابات المسلحة ، نجدها تواصل حملة اعتقالاتها في أوساط الناشطين السياسيين سلمياً ، ومن ذلك أن أودعت سلطات الأمن بمحافظة لحج سكرتير الدائرة الحزبية لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني في الحوطة فضل عبدالله المفلحي معتقلاً لجهاز الأمن السياسي بالمحافظة. ونقل موقع الحزب الاشتراكي على شبكة الانترنت عن أسرة المفلحي الذي ينشط في الحركة الجنوبية الاحتجاجية قولها إن قوى الأمن اعتقلته حين كان يؤدي عمله في مستشفى ابن خلدون ليلة الجمعة الماضية قبل أن تودعه معتقلاً لجهاز الأمن السياسي. وفي محافظة حضرموت حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة الأحد الفائت بالسجن ثماني سنوات على الناشط في حركة الحراك الجنوبي فواز حسن باعوم ومنعه من الوظيفة والصفة العامتين. وأدانت المحكمة باعوم بتهمة "ارتكاب أفعال إجرامية بقصد المساس بالوحدة الوطنية وتعطيل أحكام الدستور وإثارة عصيان لدى الناس ضد السلطات القائمة بموجب الدستور وتحريض الناس على عدم الانقياد للقوانين ونشر وإذاعة بيانات وأخبار وإشاعات مغرضة بقصد تكدير السلم والأمن العام". وكانت المحكمة الجزائية بصنعاء حكمت في وقت سابق على شقيقه فادي باعوم بالسجن أربع سنوات بعد أن أدانته بتهمة المساس بالوحدة. على صعيد متصل أدانت المحكمة الجزائية بحضرموت كلاً من : مازن محمد باهيج، وصالح عبيد باهلموس وعلي عبيد باهلموس بتهمة المساس بالوحدة وقضى منطوق الحكم بالحبس 5 سنوات لكل منهم ،كما أدانت المحكمة أحمد بلعيد عوض السعيدي وصالح عبد الرحمن جمعان بتهمة المساس بالوحدة والحبس 8 سنوات لكل منهما مع وقف التنفيذ ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة عامين