شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    ضرب هدف عسكري للعدو جنوبي منطقة يافا المحتلة    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    هيئة الآثار تحذر من شراء الأراضي الواقعة في حمى المواقع الأثرية    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    الرئيس الزُبيدي يدشّن بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في الولايات المتحدة الأمريكية    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    عقد أسود للحريات.. نقابة الصحفيين توثق أكثر من 2000 انتهاك خلال عشر سنوات    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحاكم يجهد في إثبات صموده رغم التآكل من الداخل..ثورة التغيير التي لم يستوعبها النظام بعد
نشر في الوسط يوم 02 - 03 - 2011

باتت مطالب التغيير تحلق في سماوات محافظات الجمهورية ، فيما النظام لا يزال يصم أذنيه عنها رغم حالة التآكل التي بدأت تنهش في بنية جسده من الداخل. بإمكان الرئيس -الذي وسع بلاطجة حزبه من مساحة الكراهية له- تدارك الأمر والبحث عن وسيلة أفضل لمغادرة الكرسي بطريقة تحفظ تاريخه ، لكن إصراره على الاستماع لذات دائرته الضيقة التي دفعت به إلى الهاوية قد تحرمه مما ظل يفاخر به خلال سنوات حكمه. أواخر الأسبوع الفائت وبعد أن ظل الرئيس يسخر من أعداد الشباب المطالب برحيله، اجتمع بعدد من قيادات الدولة ليقر تشكيل لجنة خاصة لبدء حوار مع المحتجين الشباب في صنعاء وتعز وعدن. وبحسب الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية فإن اللجنة شكلت برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية نائبه لشؤون الدفاع والأمن ووزراء التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم والشباب والرياضة، وذلك لإجراء حوار بناء ومفتوح مع الشباب ومنهم المعتصمون في عدد من الساحات وفي مقدمتها ساحتا الجامعة والتحرير بصنعاء، وعصيفرة بتعز، ومحافظة عدن". لقد كان من اللافت أن من مهام هذه اللجنة محاورة ايضاً الشباب المؤيد للرئيس أو بالأحرى "البلاطجة" الذين قاولهم حزبه للاعتداء على المطالبين بالتغيير ، فيما المطالبون برحيله رفضوا اللقاء باللجنة. ويأتي هذا في وقت دخلت الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط نظام حكم الرئيس صالح أسبوعها الثالث. ويشارك مئات الآلاف من المحتجين في كل من العاصمة صنعاء وعدن وتعز في الاعتصامات، كما انضم إليهم آخرون في محافظات عدة كالحديدة والبيضاء وإب، وحضرموت وذمار والجوف وعمران وصعدة وحجة ويتبنون المطالب ذاتها. الرئيس وبعد أن تزايدت الاستقالات من حزبه وتحديداً في البرلمان التقى الأحد الفائت بكتلته البرلمانية ووبخ المستقيلين الذين وصفهم ب"أبو شريحتين" وقال إن العاصفة التي تمر بها البلاد أحدثت فرزاً جميلاً جدا، لأصحاب المواقف المشرفة، وانكشف من هم الثابتون على المبادئ والشجعان ومن هم أصحاب الشرائح والآراء المزدوجة . وكان يوم الأربعاء الماضي أعلن 9 نواب في البرلمان تقديم استقالاتهم من عضوية الحزب الحاكم احتجاجاً على الأوضاع المتردية في البلاد واستخدام السلطات للعنف وإطلاق الرصاص الحي تجاه الشباب المحتجين، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات. وهو ما يرفع عدد المستقيلين من نواب الحزب الحاكم إلى 14 عضواً. وبحسب المعلومات فإن أياً من المستقيلين لم يقدموا استقالاتهم رسمياً للحزب. هذا الاهتراء الذي أصاب الحزب الحاكم من الداخل لم يقتصر على أعضائه في البرلمان ، بل امتد إلى أمانته العامة ومجلس الشورى. ودعا النائب المؤتمري في مجلس النواب محمد مقبل الحميري الرئيس إلى تقديم استقالته من حزب المؤتمر، مبررا اقتراحه ذلك حتى يكون الرئيس راعيا للناس جميعا. كما دعا الحميري الرئيس إلى أن يدفع بأقاربه في المراكز القيادية العسكرية والأمنية لتقديم استقالتهم من مناصبهم، باستثناء القادة الذين تولوا مناصب عسكرية وأمنية قبل تولي الرئيس لمنصب رئيس الجمهورية، مقترحا عليه تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الأطياف في المجتمع. الحميري وهو عضو في مجلس النواب عن حزب المؤتمر الشعبي العام ، اقترح على صالح في رسالة وجهها له بأن يوجه وخلال الفترة المتبقية من حكمه- بإجراء التعديلات الدستورية وفقا لما تتفق عليه الأطراف السياسية، وإعداد سجل مدني لكل سكان اليمن يكون مرجعا لأي انتخابات قادمة أو استفتاء. ويواجه الرئيس علي عبدالله صالح صراعاً مع بعض أجنحة الحكم القبلي يقوده حميد الأحمر وشقيقه حسين الذي قدم مطلع الأسبوع الجاري استقالته من المؤتمر الشعبي العام أمام مهرجان حاشد في محافظة عمران نظم للمطالبة بإسقاط نظام الحكم الحالي. الرد الرسمي على تصعيد أبناء الأحمر لموقفهم ضد الرئيس جاء سريعاً ولكن عبر الورقة الأمنية ، حيث تبادل الطرفان الاتهامات، عبر بلاغات صحفية. فعقب تناقل الإعلام الرسمي تصريحا منسوبا لوزارة الداخلية يتهم فيه مرافقي نائب رئيس مجلس النواب حمير وشقيقه حميد الأحمر بإطلاق الرصاص على مواطن ومواطنة واختطاف ثالث في ظروف غامضة"، اصدر حمير عبر مكتبه بيانا هاجم فيه ما وصفه ب"أسلوب شخصنة القضايا، وإشغال الناس في قضايا جانبية عن متابعة الهم الوطني العام، من خلال فبركة الأخبار وتشويه الحقائق وافتعال الأزمات، كما هي عادة النظام ". وفي البيان ينضم حمير -وهو نائب رئيس مجلس النواب وعضواً في كتلة الحزب الحاكم علنا- إلى إخوانه الذين يتصدرون حركة المعارضة للرئيس صالح. بلاغ مكتب حمير الأحمر، قال إن حادثة إطلاق النار التي تحدث عنها بيان الداخلية، كان بسبب إلقاء مرافقيه القبض على "سيارة أجرة على متنها مجموعة تتبع وحدة تابعة للأمن القومي، تقوم بأعمال الرصد والمراقبة للمنازل، وبحوزة هذه المجموعة عدد من الصور وخرائط تفصيلية جوية لمنازل بعض قيادات المعارضة ومنها منزل حميد الأحمر عضو مجلس النواب، بشكل يشير وبوضوح إلى وجود مخططات لمهاجمة هذه المنازل" وفقاً لما جاء في البيان. المكتب الإعلامي لنائب رئيس البرلمان تحدث عن تسليم السيارة ل"وكيل جهاز الأمن القومي العميد عمار محمد عبدالله صالح" الذي وفقا لبلاغ مكتب حمير "هرع إلى المكان بصحبة عدد من الأطقم التابعة لرئاسة الجمهورية"، مضيفا ان "عمار يبدو أنه كان متابعاً لعمل هذه الوحدة ويشرف عليها". كما أن التحرك الذي قام به حسين في أوساط حاشد وبكيل ، جاءت الردود عليه من داخل هذه الأجنحة، حيث نشر موقع التوجيه المعنوي تصريحات منسوبة لمشائخ في حاشد يؤكدون فيها ولاءهم للرئيس وأن حسين لا يمثل إلا نفسه ، وذات الموقف تبناه الشيخ الشائف باسم قبائل بكيل ، فضلاً عن أن بيان بكيل الصادر عن الشيخ العكيمي جاء هادئاً ولم يتضمن الإشارة إلى المطالبة برحيل الرئيس. وفيما ظل النظام يسخر من المقارنة بين ما جرى في تونس ومصر، جاء من يؤكد صوابية المقارنة من داخل بنيته ولكن بعد أن هبت نسائم التغيير إلى اليمن ، حيث قال وزير السياحة : إن ما يجتاح الساحة العربية هذه الأيام من أحداث وتوترات وتداعيات وما يصاحب ذلك من زعزعة للاستقرار لن يستثنى اليمن، وأكد أن "اليمن لن تكون بمعزل عن كل تلك التداعيات والاحتجاجات التي تحدث في مصر ومن قبلها في تونس". وقال وزير السياحة نبيل الفقيه في مقال نشر بصحيفة السياسية الحكومية، موجها حديثه للرئيس علي عبد الله صالح، إن "الجميع ينتظر دائما قراراتك الحكيمة لإنقاذ اليمن". وأضاف إن "في توجهات الأخ الرئيس الحكمة والصبر، إلا أن ذلك لن يجدي نفعا، فالشعب لم يَعُدْ لديه من الصبر ما يجعله ينتظر نتائج الخطط والبرامج، ولم يعد لديه القدرة على التفكير في صوابية النتائج ونجاعتها، بل إن الجميع أصبح يسابق الزمن في انتظار التغيير الإيجابي بما يعيد للوطن والمواطن الهدوء والاستقرار". واقترح الوزير الفقيه على الرئيس صالح عددا من النقاط أهمها الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة مع نهاية هذا العام تتزامن والانتخابات البرلمانية ولا يكون هو مرشح فيها. وتعد هذه الدعوة الأولى التي تخرج من داخل السلطة تدعو الرئيس إلى تلبية مطالب الشعب الذي يواصل مظاهراته واعتصاماته المطالبه بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح، الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما. وفيما قال البعض أن مبادرة الفقيه انطلقت من داخل نظام الحكم بهدف إنقاذ الرئيس والبحث عن مخرج مشرف له، إلا أن الرئيس وبطريقة غير مباشرة اعتبر أصحاب هذه المقترحات والمستقيلين من حزب المؤتمر جبناء بعد أن قوبلت بتجاهل من قبل خصومه. وقال في لقاء مع قيادات القوات المسلحة "نرحب بمن يقف معنا من سياسيين أو غير سياسيين أما الجبان فيظل جبان والمرتشي يظل مرتشي والعميل سيظل عميل لا احد يستطيع أن يثنيه عن ذلك" . وزاد " نسمع هذه الأيام طابور من المقترحات والمشاريع ولدي ملف كبير من مقترحات هؤلاء معظمها من جبناء وأصحاب شرائح متعددة وتحت شعار اعمل كهذا ربما تحصل كهذا وهنا تتوزع الأدوار من خلال كلمة هنا وكلمة هناك .. هؤلاء هم الجبناء والمرتدون والذين اثروا وفسدوا ونهبوا وهم يشتغلوا بشرائح متعددة". وعاد الرئيس إلى تهديداته لخصومه بالقوات المسلحة التي قال إنها تتحمل كامل المسؤولية لحمل الأمانة الملقاة على عاتقها في مواجهة من وصفهم بالأعداء والمخربين المرتدين المتآمرين على البلد . وذهب يقلل من حجم المطالبات برحيله وأنها مجرد رغبة في الانفصال والعودة للإمامة وقال: إن من يقومون بأعمال التخريب هم قلة مأجورة وكما شاهدناهم عبر شاشات التلفزيون من المتآمرين ومهندسي الانفصال وكيف كشفوا من خلال ذلك عن تنسيقهم المسبق، واحد مع تنظيم القاعدة، وآخر مع الحوثيين وثالث للترويج للفيدرالية ، والفيدرالية هي الانفصال. ربما لا يع الحاكم ماذا يعني أن يقدم شباباً أرواحهم رخيصة من أجل التغيير، لذا فهو لا يزال يحاول التشبث بالكرسي ، معتبراً أن ما يجري ليس سوى تضخيم من قبل الإعلام . لقد احتشد أكثر من مليوني محتج في اعتصامات التغيير في "جمعة الإنطلاق" التالية لجمعة البداية في العاصمة صنعاء وتعز وعدن وإب والمكلا والحديدة ولحج والضالع وأبين وذمار مطالبين برحيل النظام. حيث شهدت العاصمة صنعاء مظاهرة حاشدة في جمعة الإنطلاق اكتظت بها ساحة التغيير بشوارعها الثلاثة وقدر عدد المشاركين فيها بأكثر من 200 ألف، وقد أدى جموع المتظاهرين صلاة الجنازة على أرواح الشهداء الذين سقطوا في العاصمة صنعاء وعدن وتعز خلال الأيام الماضية. وفي تعز شهدت ساحة إعتصام الحرية التظاهرة الأكبر في تاريخ المحافظة والجمهورية والتي قدرت بأكثر من نصف مليون متظاهر في جمعة الوفاء للشهداء حيث هتف المحتشدون برحيل النظام وأكدوا تصعيد نزولهم إلى الميدان حتى يستجيب النظام لمطالبهم ويقبل بإرادة التغيير. وفي عدن خرج عشرات الآلاف في مسيرات جابت شوارع المنصورة وكريتر والمعلا طالبت بإسقاط النظام ، فيما شهدت مديرية خور مكسر سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء قيام قوات الأمن بتفريق المتظاهرين مستخدمة الرصاص الحي. ونددت المسيرات الشعبية التي شملت إب والحديدة والمكلا ولحج والضالع وأبين وذمار والجوف وصعدة بالقمع الذي تنتهجة السلطة ضد شباب التغيير من شباب جامعة صنعاء وتعز وعدن وبقية المحافظات الاخرى. ودعا المتظاهرون الجيش اليمني الى الوقوف مع ابناء الشعب وذلك لان الجيش جزء من الشعب وتحمل اعباء ومشاكل اليمن مسؤولية الجميع كون المعاناة لاتستثني احدا. ويعد النزول المليوني الى شوارع المحافظات اليمنية فيما أطلق عليه جمعة الإنطلاق مؤشرا على تصاعد الرغبة الشعبية في إسقاط النظام بعد رفضه كل دعوات الإصلاح والتغيير والقبول بمطالب الشعب المتمثلة بالحرية والديمقراطية الحقيقية والحياة الكريمة. وبالمقابل سير أنصار المؤتمر الشعبي العام مظاهرات في بعض المحافظات كان أكبرها في العاصمة صنعاء للتعبير عن تأييدها للرئيس ورفضها لما أسموه بالعنف والفوضى. وأظهرت هذه المظاهرات المناصرة للرئيس حالة الارتباك الذي يعيشه النظام ، حيث تبدو وكأنها رفض لدعوة رئيس الجمهورية إلى إيقاف المسيرات والاعتصامات والحملات الإعلامية والمهاترات المتبادلة التي لم يكن مضى عليها أكثر من يوم. الدعوة الرئاسية بررت بأنها "لما يهيئ المناخات للحوار وإجراء الحوار الوطني ، بدءا من لجنة الأربعة والثلاثين والمائتين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية للإشراف على سير الانتخابات النيابية، وبما يكفل إجراءها في مناخات حرة ونزيهة وشفافة وفي ظل رقابة محلية ودولية". ومن خلال الخبر المنشور في وكالة "سبأ" عن لقاء الرئيس بالمدير الإقليمي للمعهد الوطني الديمقراطي الأميركي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا أظهره أكثر ضعفاً متسولاً السماح له بانهاء ما تبقى من ولايته الرئاسية الحالية، حيث جدد عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2013م، وكذا تأكيده بأن لا تمديد ولا توريث ولا تجديد ، وأنه ملتزم وبحكم مسئولياته كرئيس للجمهورية بالحفاظ على امن واستقرار الوطن وسكينة المواطنين. وفيما ظلت جامعة الدول العربية ترقب سقوط نظامي تونس ومصر ، توقعت أن تشمل تلك الثورات معظم البلدان العربية وفي مقدمتها اليمن. وقال رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الأوضاع
الملتهبة في الشارع العربي يجب التعامل معها بالجدية اللازمة والسرعة المطلوبة والاتفاق على إطار عام عربي يمكن تطبيقه مع الاختلاف من بلد لآخر، مؤكدا أنها تحتاج إلى إجراءات استثنائية. وقال هشام يوسف إن الموقف في اليمن أكثر تعقيدا من دول عربية أخرى، متوقعاً أن تكون التالية بعد ليبيا في سقوط النظام. وفي ذات السياق توقع رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس أن يسقط نظام صالح خلال هذا الشهر إذا استمرت الاعتصامات المفتوحة في تعز وصنعاء والمحافظات الشمالية الأخرى. وقال "لن يكمل بقاء النظام هذا الشهر إذا استمر المعتصمون في تعز وصنعاء ". جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة بي بي سي مع العطاس ، متهماً الرئيس صالح بإثارة المشاكل بين فئات المجتمع اليمني، وقال إنه يحرض القبائل على الأحزاب والوطن. وأكد أن صالح لم يبد استعداده لعدم ترشحه في العام 2013 إلا انحناءً لعاصفة الثورات الشعبية التي تجتاح البلدان العربية.. ودعاه إلى تقديم استقالته فوراً إن كان جاداً وحريصاً على اليمن، قائلاً "إذا كان فعلاً حريصاً على اليمن.. كفاية 32 عاما، عليه أن يقوم بتسليم سلمي للسلطة في اليمن فوراً". وأبدى العطاس استعداد الجنوبيين للتخلي عن مطلب الانفصال في حال استمرت المظاهرات في الشمال لإسقاط النظام الحالي، وقال "علينا أن نسقط هذا النظام لنعالج القضية الجنوبية بشكل صحيح". ودعا الشماليين إلى الاستمرار في التظاهرات المطالبة بإسقاط نظام صالح. وأثارت هذه التصريحات غضب النظام ، حيث علق عليها قائلاً "بعد سلسلة من المزاعم التي رددتها بعض قيادات أحزاب اللقاء المشترك عن وجود تواصل وحوار مع القيادات الانفصالية فيما يسمى بالحراك في الداخل والخارج , آمثال حيدر أبو بكر العطاس من أجل الخروج بحلول سحرية وناجعة لمختلف القضايا على الساحة الوطنية ومباهاتها مؤخرا بتوحد مطالب المشترك والحراك بإسقاط النظام في اليمن , جاءت المقابلة الأخيرة التي بثها تلفزيون ال " بي بي سي " مؤخرا مع العطاس لتكشف حجم المؤامرة الكبيرة بين قيادات المشترك وما تسمى لجنة الحوار من جهة والقيادات الانفصالية من جهة أخرى , ورغم امتداح العطاس لاعتصامات أحزاب المشترك إلا انه رفض ربط ذلك بإسقاط مطلب الانفصال بل اعتبره المدخل لتحقيق الانفصال من خلال ما اسماه حل القضية الجنوبية والتي تعني وكما جاء في المقابلة إقامة دولتين مستقلتين في نهاية المطاف ". يحرص المؤتمر على إظهار التوحد بين مكونات البلاد لإسقاط النظام على انها ليس سوى بداية لتفكيك البلاد ، لذا كان غياب الشعارات الانفصالية عن الجنوب مؤخراً مثار قلق له وسرت شائعات على أنه دفع مناصريه في الجنوب للمشاركة في مسيرات الحراك ورفع أعلام الجنوب سابقاً وهو ما حذر منه قيادات في الحراك وقالوا إنه لا تربطهم أي صلة بتلك العناصر.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.