كتب/الشيخ/ علي زين بن شنظور أتاحت لي فرصة العيد المبارك وطوال ثلاثة أسابيع فرصة التنقل بين عدد من المحافظات وزيارة عدد من الإخوة في الحراك السلمي في الجنوب والاطلاع على آخر المستجدات والموقف من الحوار الوطني وخليجي 20 وقد استخلصت العديد من الآراء والملاحظات الهامة التي نضعها أمام لجنة الحوار والسلطة إذا كنا فعلا حريصين على إيجاد حوار ناجح. 1-الحوار وعدن وخليه يجي 20: قبل أن أعرض صورة عن مواقف الشارع الجنوبي من الحوار الجاري بين المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه أود الإشارة إلى عدنالمدينة المحبوبة إلى قلوب أبناء الوطن، فقد كنت أتوقع أن أجدها هذه المرة في ظل إعلان السلطة الانتهاء من إنجاز 80% من مشاريع خليجي 20 بحالة أفضل، فإذا بها تتراجع إلى الوراء، فلم نر شيئاً يلفت الانتباه غير انطفاء الكهرباء وزيادة أسعارها على المواطن المسكين، فلا طريق دولي إلى أبين غير الرمال المتحركة ولا بنية تحتية في عدن تستوعب البطولة، فالشوارع لا يزال العمل جار على صيانتها وفندق الفخامة بالحسوة لا يزال قيد الإنشاء والطريق البحري على سبيل المثال لم يتم ترميمه منذ قيام الوحدة، حتى الجسر الثاني الإضافي متوقف منذ سنوات وكذلك جسر البريقة، بينما تم إنجاز العديد من الجسور في صنعاء بسرعة فائقة وكذلك لا يزال العمل في ملعب 22 مايو بعدن من الخارج والحقيقة كنا نتمنى من الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح تخصيص ال120 ملياراً لتعويض المتضررين من حرب 94م في الجانب الحقوقي ليتم حل جزء مهم من الأزمة الحالية لكن (لو) من عمل الشيطان والبطولة قادمة، فهل تستطيع السلطة إنجاز كل شيء خلال أسابيع متبقية؟! أعتقد أن الحكومة اعتادت على شراء الطلاء (الرنج) لتقوم بطلاء الشوارع قبل أي مناسبة ليبدو كل شيء (تمام).. بينما هذه البطولة ليست احتفال عيد سنوي، فنخشى أنها ستكشف عورات اليمن وهذا ما يجعل الكثير يخاف من الفضيحة أمام الأشقاء عدا الحكومة التي لا تخشى أبدا لأنها تعودت فإذا لم تستح فاصنع ما شئت. والحراك يرفض البطولة لأنهم يرون أن السلطة لا يهمهما الرياضة بل التغطية على حقيقة الأزمة الحالية والهروب من حلها فقط. 2-ينظر الشارع الجنوبي للحوار الجاري بأنه لن يحقق أي نجاح وسيكون مصيره كحال حوار 93م ولذلك لم نجد تفاؤلاً بالحوار الجاري وإذا سألت أحداً تجد أنه غير متابع لمواقف أعضاء لجنة الحوار وغير متفائل ويقولون هذا الحوار لا يعني الجنوب، فهو حوار للمصالحة بين السلطة والمعارضة، بل حوار بين أبناء الشمال فقط وأبناء الجنوب ضيوف شرف وإذا طرح أحدنا سؤالاً على الحراك السلمي حول الحوار المطلوب يقولون إن الحوار المطلوب ينبغي أن يقوم على أساس اعتراف السلطة بالقضية الجنوبية، فكيف يمكن المشاركة في الحوار في ظل عدم الاعتراف بقضية الجنوب وإذا كان هناك قضية جنوبية فإنه لا بد من وجود طرف جنوبي يمثلها كما هو الحال في صعدة مع أن قضية صعدة ليست كالجنوب الذي كان دولة ذات سيادة حتى 22 مايو 1990م وبالتالي فإن الكرة الآن في ملعب السلطة والقوى السياسية، فقبل الدعوة للحوار لا بد من تعريف الأزمة والاتفاق على مواضيعها وأما كيف يمكن الوصول لاختيار الطرف الجنوبي الذي يمثل القضية الجنوبية أعتقد أن على السلطة والقوى السياسية أن تشجع أبناء المحافظات الجنوبية لعقد مؤتمر عام لهم كما يحضر له الحراك السلمي وتشارك فيه كل القوى الجنوبية بدلا من عرقلة جهود عقد مؤتمر عام لأبناء الجنوب، لأن أي جنوبي منا سيشارك في الحوار الجاري لا يستطيع أن يمثل الجنوب، ولو افترضنا نجاح الحوار الحالي فإن النجاح سيؤدي إلى مصالحة وطنية بين السلطة والمعارضة والقوى المشاركة ولن يكون نجاحاً لحل الأزمة في الجنوب وستظل كما هي بل أكثر تعقيدا من اليوم وستظل معارضة الخارج وقوى الحراك بعيدة عن المصالحة الشاملة وبالتالي لا تعترف بأي حلول نصل لها في صنعاء، فما فائدة الحوار في هذا الحال؟ 3-نلاحظ رفض الشارع الجنوبي لأي انتخابات قادمة تتم في ظل الوضع الراهن ولذلك نأمل أن يتم تصحيح مسارات الحوار الجاري بحيث تتوفر له الضمانات الكفيلة بتنفيذ نتائجه ووجود جهة راعية يتم التوافق عليها وليست كما تم الآن باختيار مرجعية للحوار من طرف السلطة لأننا لاحظنا رفضاً لهذه المرجعية ويعتبرونها مرجعية لإصدار فتاوى جديدة ضد الحراك السلمي والجنوبي، كما لا بد من وجود مكان مناسب للحوار لأنه لا يمكن أن يأتي الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي ناصر محمد وقادة الحراك في الداخل إلى صنعاء خوفا من تدهور الأوضاع الأمنية ولعلنا نتذكر ما حصل للمعارض الناصري القرشي في صنعاء واغتياله رغم ضمانات الأخ رئيس الجمهورية له عند عودته. إذا المكان مهم جدا ولا نعتقد أن لقاء الرئيس علي عبدالله صالح وإخوانه قادة الجنوب في أي دولة مجاورة خطأ بل هو الصح، حرصا على الحوار والمصالح اليمنية. 4-بينما تدعو السلطة للحوار نلاحظ استمرار الاعتقالات والملاحقات للحراك السلمي ولا ندري عن أي مناخات جاهزة تتحدث السلطة والوضع مستمر كما هو في الجنوب وأصبحت القاعدة اليوم مبرراً لمزيد من الحشود ولذلك نأمل من السلطة إذا كانت حريصة على الحوار الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وإيقاف الملاحقات وفتح معاشات الموظفين والبدء بتعويض أسر الشهداء ورعاية الجرحى على ذمة الحراك وتعويض المتضررين من حرب 94م وإعادة الحقوق لأهلها حتى يثق الجميع بالحوار والإفراج عن صحيفة الأيام العريقة وإيقاف التخوين لكل صوت معارض وإلغاء كل الإجراءات الخاطئة التي تمت بعد 94م. 5-لقد لمسنا ازدياد الاستياء في الشارع الجنوبي من الأحزاب والقوى السياسية بسبب القضية الجنوبية ولاحظنا أن قيادات من الأحزاب السياسية وفروعها في المحافظات والمديريات لم تعد لها ارتباطات بأحزابها سوى من الناحية الشكلية وأصبحت مقرات الأحزاب في السلطة والمعارضة، أماكن فقط لحفظ الأوراق دون وجود فعلي لها في الواقع، فالحراك السلمي هو المؤثر أكثر من الأحزاب وهذا يعني أن أي اتفاقات تتم بين السلطة والأحزاب لن يكتب لها النجاح لأنه لا يوجد من سينفذها في الواقع ولا مجال أمام الأحزاب سوى العمل مع الحراك السلمي من أجل الوصول إلى رؤى مشتركة للحوار المطلوب وقد عبرنا عن ارتياحنا لما لمسناه من حكمة في طرح العديد ممن التقينا بهم أو تواصلنا معهم من الحراك السلمي والذين يؤكدون أن الخلاف الجاري لا يمكن له أن يكون سببا للعداء مع أبناء الشمال وسيظل خلافاً مع السلطة حتى تعترف بالقضية الجنوبية والحوار مع قوى الحراك السلمي ومعارضة الخارج كطرف ثان في الحوار وسيظل الخلاف مع المشترك حتى يتم تصحيح الرؤى المعلنة من قبله حول حل القضية الجنوبية، فليست هناك عداوة دائمة ولا علاقة مستمرة بل مصالح مشتركة، فتذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما" صدق رسول الله. كما لمسنا استعداد الحراك السلمي للحوار مع كافة أبناء الجنوب كشركاء في صنع أي حلول تتم مستقبلا. 6- إن المتجول في الشارع الجنوبي سيلاحظ أن كل عام يمر تزداد الأوضاع خطورة والحلول تعقيدا خاصة وجيل الشاب وصغار السن وهم حوالى 60% من السكان أصبحوا يحنون لماضي الجنوب رغم أنهم لم يعايشوه ويرفضون القبول بأي حلول على أساس الوحدة، إذا هذا جيل الوحدة تراهم يرددون وأنت تقود سيارتك متجولا بين المناطق والقرى أو الأحياء شعارات حماسية تمجد ما قبل الوحدة والجنوب، فكيف سيكون الحل معهم بعد سنوات هل تعتقد السلطة والقوى الأخرى أن هذا الجيل سيقبل بالحوار أو الحل الذي يعرضه بعض السياسيين والحكماء من الجنوب والشمال مثل الفيدرالية بين الجنوب والشمال أو الاتحاد والشراكة الثنائية، فلعلنا نتذكر أن الحلول التي كانت تطرح عند انطلاقة الحراك لم يعد أحد يقبلها اليوم بل حتى الفيدرالية يخافون من أن تكون مشكلة جديدة أمام الجنوب إذا تم بعثرته على المحافظات المجاورة الأكثر سكانا وتجزئته ويرون أن هذا سيكون قضاءً على القضية الجنوبية.. الفيدرالية الثنائية بين الشمال والجنوب تجد البعض يرحب بها ولكن بشروط تعطي الحق للجنوب بالاستفتاء حول الوحدة أو فك الارتباط بعد سنوات والسلطة ترفضها تماما وقوى المعارضة عدا البعض من قوى المعارضة.. إذا الوضع واضح تماما، فهل تعي السلطة خطورته أم تظل في سباتها وتصدق من يقول كل شيء تمام من أجل مصالحه الشخصية؟! توضيح وبرقية: أولا أشكر كل من تواصل معي بعد إعلاني المقاطعة الشخصية للحوار الجاري وكما أكدت للجنة الحوار برئاسة الشيخ حميد الأحمر أنه إذا تم اعتبار قضية الجنوب أساساً للحلول والحوار مع الحراك السلمي وتهيئة مناخات الحوار والإفراج عن المعتقلين فلن نرفض الحوار وسنعود للمشاركة فننتظر هل ستقبل السلطة بمطالبة المعارضة أم يستمر الحوار كما هو وبتالي لن نشارك فيه. كما أدعو الحراك السلمي إلى نبذ كل الأعمال المسيئة للقضية الجنوبية وعدم الانزعاج من الآراء المخالفة مهما كانت. والله من وراء القصد