المتابع لما يحدث من سيناريوهات هزيلة وإخراج فني عقيم في الاتحاد العام للمبارزة لن يصاب بالدهشة من هول المشهد في ظل موافقة ورضا القاضي الوزير حمود محمد عباد وزير الشباب والرياضة والمسئول الأول والأخير عنها أمام الله وولي الأمر، ولعل آخر المهازل لهذا الاتحاد برئاسة حسين الشريف مشاركة منتخب أشبال وناشئي المبارزة في البطولة العربية وبضيافة باريس الشرق العاصمة اللبنانيةبيروت هذه الأيام. الاستغراب هنا من موافقة الوزير على المشاركة الخارجية للمبارزة اليمنية بالرغم من أن هذا الاتحاد ومنذ ترأسه الشريف حسين في أواخر العام المنصرم وحتى يومنا هذا "عشرة أشهر" لم ينظم إلا بطولة واحدة فقط الجميع أنها بطولة فاشلة. هناك مقولة وقاعدة معروفة في عالم الرياضة تقول: متى ما كانت مسابقاتك وبطولاتك المحلية قوية تعود وتخلف لك منتخبا وطنيا قويا وجاهزا من كل النواحي البدنية والفنية، ليس للمشاركة فحسب بل للمنافسة في البطولات الخارجية، إلا أن اتحاد المبارزة وبموافقة وزيرنا القاضي على الرياضة والمسئول عنها حمود عباد كسروا وخالفوا هذه القاعدة أو المقولة، فمنذ شهر إبريل وحتى اليوم لم ينظم اتحاد المبارزة أي بطولة لكي يتم اختيار لاعبي اليمن ويكونون مستعدين للمشاركة العربية في لبنان. فكيف وافقت قيادة الوزارة -وفي مقدمتها معالي الوزير عباد- على هذه المشاركة واتحاد المبارزة لم يشهد أي نشاط فني ولم ينظم أي بطولة خلال أكثر من أربعة أشهر؟! أليست هذه مهزلة رياضية مع سبق الإصرار والترصد وخالفت توجيهات الوزير المتناقضة حول الاتحادات الميتة وعدم مشاركاتها خارجيا!! والفضيحة المدوية أن بعض أعضاء اتحاد المبارزة لا علم لهم بمشاركة اتحادهم في البطولة العربية، وهذا دليل واضح أن موضوع المشاركة في البطولة العربية بلبنان لم يناقش في اجتماع مجلس إدارة الاتحاد بحسب مصادر مقربة من الاتحاد. وهنا نتساءل: كيف وافق الوزير حمود عباد والمسئولون المعنيون بالوزارة على مشاركة اتحاد المبارزة الخارجية في لبنان دون أن يتم مناقشة هذه المشاركة في إطار الاتحاد؟! ثم هل طلب من اتحاد المبارزة محضر اجتماع مجلس إدارة الاتحاد بالموافقة على هذه المشاركة والمقر فيه أسماء البعثة؟! لكن المفاجأة المدوية حين نعلم أن الوزير حمود عباد في البداية قد وافق على هذه المشاركة على شان خاطر وكيل الوزارة ورئيس الاتحاد حسين الشريف، وبعد أن أجرى تخفيضاً لميزانية مشاركة منتخب وبعثة المبارزة البالغة خمسة ملايين ريال، وأن هذا التخفيض لم يعجب الشريف وقام بإتلاف "تقطيع" الشيك وتعديل الوزير وعندما علم الوزير بذلك استدعى الشريف وتراجع عن موقفه وتمت الموافقة على تخفيض مائتي ألف ريال فقط من خمسة ملايين ريال لكسر العين.. لماذا فقط تم تخفيض مائتي ألف ريال؟! الجواب عند الوزير ووكيله الشريف؟! إن ما يحدث في اتحاد المبارزة من فوضى إدارية ومالية يؤكد ما تناولته الوسط الرياضي في أعداد ماضية من أن رياضة المبارزة لن تشهد أي تطور في ظل سكوت ورضا قيادة الوزارة على هذه المهازل والمشاهد التي تخجل الخجل!! وهنا نضع جملة من الأسئلة الحائرة والمشنوقة على طاولة الوزير عباد ولسنا من الباحثين عن الإجابة المكتوبة عليها منه لاننا نعرف ماذا سيقول!! بالقدر الذي نبحث أن يتأكد بنفسه من حقيقة مواقفه وصوابية ما نطرحه في هذه الأسئلة: أولا: خلال عشرة أشهر من رئاسة حسين الشريف لاتحاد المبارزة كم هي عدد الاجتماعات التي عقدها مجلس إدارة هذا الاتحاد ويتأكد بنفسه من خلال طلب محاضر الاجتماعات من الإدارة العامة للنشاط الرياضي أو الاتحادات والأندية بالوزارة عن استلامها لنسخ منها؟! ثانيا: هل تم فعلا مناقشة مشاركة منتخب المبارزة في البطولة العربية في لبنان في اجتماع مجلس إدارة الاتحاد؟! وهل تمت الموافقة على أسماء البعثة "الإداريين واللاعبين"؟! ثالثا: هل سبق وأن تمت مناقشة أي تقارير مالية وإدارية وفنية في أي اجتماع خلال عشرة أشهر؟! رابعا: هل صحيح أن اتحاد المبارزة وخلال عشرة أشهر من رئاسة حسين الشريف له قد نظم بطولة واحدة فقط بالرغم من استلام الاتحاد القسطين "الأول والثاني"؟! خامسا: هل صحيح ما نشرناه في أعداد سابقة ب"الوسط الرياضي" من معلومات أن إيجار مقر اتحاد المبارزة شهريا لا يقل عن سبعمائة دولار أمريكي"؟! سادسا: لماذا لم يقم معالي الوزير بزيارة اللاعبين والجهاز الفني في شبه معسكر المنتخب الذي أقيم في صنعاء بقيادة المدرب والخبير الجزائري زبير عبدالسلام والاستماع لهم ولمشاكلهم؟! سابعا: وهل صحيح أن المعسكر أقيم على شكل تجمعات يومية للاعبين وبجهود فردية من قبل المدرب واللاعبين فقط، وأن مواصلات اللاعبين ذهابا وإيابا في سيارة أحد اللاعبين الصغيرة والضيقة ويحشرون فيها حشراً كي تتسع لهم؟! الخلاصة : أن هناك استياء كبيراً من أغلبية اللاعبين وأعضاء مجلس الإدارة من طريقة عمل ونشاط اتحادهم، وهو ما يدل على أن الفترة القادمة أكثر سوادا من الحبر الأسود، ربما تشهد مفاجآت بسبب الهوشلية والفوضى الإدارية في عمل الاتحاد، وأن قرار وزير الشباب والرياضة حمود عباد بتعيين حسين الشريف رئيسا لاتحاد المبارزة لم يكن قرارا صائبا وهو ما أشرنا إليه في "الوسط الرياضي" في عدد سابق، وأننا لا نتجنى على أحد بل ننتقد وننقل الحقائق والوقائع الساطعة كما هي بدون إضافات أو مساحيق أو رتوش وهذه هي رسالتنا الإعلامية السامية والصادقة.