*كمال مسعود كيف يمكننا الخروج من هذا الإحساس المدمر؟ سؤال عايشني منذ أكثر من شهرين ولم أجد له إجابة، أعرف تفاصيل الأزمة، أستطيع أن ألمس الداء.. لكن لا دواء سوى الاستسلام. جسدي يضيق على روحي، أسمع صوت تمزقه، تئن روحي وكأنها تبحث عن نافذة للخروج، لكن صاحب الإذن لم يأذن لها؟ يستعصي النوم أمام طوفان الأفكار والحسابات، وإذا أرهقه السهر، أدخل قبر النوم ولا يغريني القيام. بجسد مرهق وأحلام مشوشة أصحو، أواصل زحفي نحو يوم لا أستبين ملامحه، لا شيء يجمعني به سوى خوف ما يسكن قلبي، قلق مجهول، ثقة مهزوزة في البشر، ومصيبة مختبئة في التفاصيل تباغتني حين يخادعني الأمان. بصديق خائف؟ برجل مسن يبحث عن أمنه في، بطفل يرسم ضحكته ثقة بي؟ بعوالم كاذبة؟ بحاكم غائب، أم محكوم يعلن كل دقيقة أنه مهزوم مهزوم؟ وحيد أنا، لا حبيب قادر يؤنس وحدتي، ولا عدو شريف يشعل ثورتي، لا غد مشرق يدعو للرحيل، ولا يوم آمن يرجوني السكوت. تلاحقني تفاصيل يومي، هذه نميمة، وذاك اغتياب، وتلك الحقيقة لا تغني ولا تسمن، الساعات تلتهم الدقائق والحقائق والفراغ. أحلامك، أحلامي، مجهضة في الوطن التائه، الغائب، الباحث عن ثغرة ضعف في وفيك، كي يقتلنا، أو يجعلنا جزءاً منه، صرعى الخوف الزاحف، والعيش المستحلف، وحين يحين الأجل تهتف مع النشيد الوطني أغنية الفساد في زمن الوهن. الله.. أين الله؟ نور يشرق في نفسي، يكشف جهلي، يهزم ضعفي، يثبت عجزي. الله.. نور في، يشعل ناري، يوقد يومي، يفسح جسدي، تمرح روحي. الله.. في الشوارع، في الميادين والساحات، في الناس الطيبين، وأنا كنت مع الغائبين الغافلين. الله.. باب الخروج الوحيد من الدنيا إلى الدنيا. حين تضيق بك نفسك، ويهزمك ضعفك، وتفقد ثقتك فيمن حولك، حين تخاف، حين ينافقك الناس أو يحتقرونك.. حين يضيع الحق، لو ظلموك، لو أغراك عز أو جاه، أو أذلك فقر أو حاجة، لو خلك خذلك أو خانك لو أحسست أن الناس مبقوش ناس.. إنك ضايع، قلها بجد يا الله.. كل الدنيا ستفرج لك.. يا الله كم أنت قريب.. وكم نحن ابتعدنا!!.