الرياضي- خاص تبقى بلادنا (أمي اليمن) من أكبر البلدان التي تمتلك المواهب الرياضية في الجزيرة العربية والخليج على مستوى البراعم والناشئين وفي مختلف الألعاب الرياضية. هذه الحقيقة جاءت في شهادة الكثير من الخبراء والمدربين الأجانب والعرب الذين عملوا في اليمن في المجال الرياضي وتولوا قيادة أجهزة فنية مع أندية يمنية أو مع اتحادات رياضية لقيادة المنتخبات الوطنية، ومن خلال تجارب هؤلاء الخبراء والمدربين الفنيين تأكد أن بلادنا من البلدان في الجزيرة العربية والخليج الزاخرة بالمواهب الرياضية في فئات البراعم والناشئين الذين يتلمسون طريق النجومية على مستوى معظم الألعاب الرياضية. وعلى سبيل المثال لا الحصر لعبة المصارعة التي أصبحت تمتلك منتخب ناشئين قوياً حقق العديد من الميداليات الملونة في المشاركات الخارجية بقيادة المدرب العراقي ثائر الأعظمي، وكذلك لعبة الكاراتية بقيادة المدرب المحلي احمد الرداعي أصبحت تمتلك لاعبين ناشئين تشق بهم طريق النجاح، ولعبة الجودو كذلك أصبح لها نجوم يحصدون الميداليات، وأخيرا لعبة الملاكمة التي بدأت اللبنة الأولى من خلال تنظيمها أول بطولة مراكز لفئة البراعم لصنع مستقبل اللعبة. لكن يبقى الأهم من إقامة البطولات المحلية لهذه الفئات السنية وهو الاهتمام والرعاية والدعم وتفعيل دور المراكز ودعمها ايضا من خلال اختيار الأجهزة الفنية وإعداد خطط مدروسة وبرامج واستراتيجيات العمل الرياضي الصحيح بالإضافة إلى الدعم المادي من قبل الوزارة واللجنة الأولمبية وحتى الاتحادات الرياضية نفسها والإشراف عليها الإشراف المباشر من قبل كل هذه الجهات. فإذا وجدت النوايا الصادقة لدى القائمين على الرياضة لرسم مستقبل رياضي يمني مشرق والارتقاء وتطوير الألعاب والرياضات المختلفة من هنا تبدأ الحكاية من أجل الخروج من النفق المظلم ومعمعة المنتخبات الجاهزة والأسماء المعدة مسبقا كما يحدث لمنتخبات كرة القدم التي تنفق عليها الملايين من الريالات ولا نحصد منها سوى الهزائم والمشاركات الخارجية الفاشلة، مع أن هذه اللعبة الأكثر شعبية وتمتلك الكم الكبير من فئات البراعم والناشئين في كل المحافظات اليمنية.. لكن يبقى سوء التفكير والتدبير لدى قيادات اتحاد الكرة جعلنا في اليمن بعيدين عن صنع ربيع آخر لمستقبل رياضي وكروي مشرق بدليل أن اتحاد الكرة جعل من هذه الفئات العمرية (البراعم –الناشئين) مجرد اسم للاستهلاك في برامج رئيس الاتحاد الانتخابي فقط!!. ولا زلنا نتذكر في خليجي عشرين الماضية كيف كان الموهوبان مالك الشعبي ومحمد الدروبي حينها حديث القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة من خلال تلك الاستعراضات الكروية ولما يمتلكانه من مهارات فنية أكدت للجميع أننا في اليمن نمتلك مواهب كروية ناشئة!! مؤخرا حضرت (الوسط الرياضي) البطولة الأولى لمراكز الملاكمة التي نظمها فرع اتحاد اللعبة بأمانة العاصمة لفئة البراعم وكرم أبطالها وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لقطاع الشباب الأخ أحمد العشاري، توج فيها مركز نادي 22 مايو بطلا للبطولة وأحرز مركز نادي الشرطة وصيف البطولة، وجاء مركز فرسان بني مطر في المركز الثالث. البطولة كشفت عن مواهب جديدة في دنيا لعبة الملاكمة تتلمس طريق النجومية ومن هذه المواهب لاعب نادي الشرطة عبدالله حسين معياد الذي لفت أنظار العديد من المتابعين وحظي بتشجيع عدد كبير من الجماهير التي حضرت البطولة.. معياد قدم مستوى رائعاً حقق من خلاله ميدالية ذهبية في وزن 40 كجم وبشهادة العديد من المدربين والحكام المشاركين أنه واحد من المواهب في اللعبة والتي تبشر بخير لقادم أفضل للملاكمة اليمنية. وفي الأخير يا حضرات كل هذه المواهب في الفئات العمرية تبقى بحاجة إلى الدعم والرعاية والتشجيع، فهل يأتي اليوم الذي نرى فيه وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية تولي هذه الفئات العمرية القدر الكبير من الدعم والاهتمام والرعاية من أجل صنع مستقبل رياضي يمني مشرق على مستوى كل الألعاب الرياضية في الوطن؟!.