عاجل: القوات الأمريكية تعلن إصابة ناقلة نفط في البحر الأحمر بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صنعة الحرب تدك شوارع وأحياء الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء وتحولها إلى ركام
نشر في الوسط يوم 26 - 10 - 2011

*تقرير ميداني:رشيد الحداد تجاوزت حرب الحصبة الأخيرة كل الخطوط الحمراء فحولت المدنيين العزل إلى دروع بشرية فقتلت الشيخ الراكع والطفل الراضع والشاب والمرأة واخترقت نيرانها المجنونة صدور العشرات من سكان الأحياء الواقعة في نطاق المواجهات ولم توقف جنون الحرب الدائرة منذ أسبوع أي حدود إنسانية أو أخلاقية بل حولت مئات المنازل المدنية إلى أهداف عسكرية دون أدنى احترام لحصانتها، فدمرت المنازل وسحق آمال أصحابها واتخذت من ممتلكات المدنيين متارس قتالية تبادل منها أطراف القتال إطلاق القذائف والرصاص لتستهدفها مدافع سواد حنش وسواد سعوان كأهداف مستوردة لتحرق السيارات والمحلات التجارية ومحطات البنزين وتتجاوز حدود حرق الحقوق الخاصة إلى حرق البشر بصورة وحشية.. فأكثر من 20 مدنيا قضوا نحبهم بقذائف هاون وبرصاص قناصة وعشرات الجرحى الذين وضعت حرب الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء أوزارها على أجسادهم.. إلى الفقرات: حرب الحصبة تعرض حياة 800 ألف مدني للخطر تتصاعد حدة المخاوف يوما بعد آخر في العاصمة صنعاء التي يقطنها مليونان و600 ألف إنسان يعيشون في شوارعها المائة التي تتوزع إداريا على عشر مديريات بات ثلثها تحت خط النار، فمديرية معين والثورة وشعوب والروضة وأجزاء من همدان وبني مطر وبني الحارث تعيش حالة حرب مفتوحة فينام ساكنوها ويبيتون على إيقاع القذائف المدفعية، السلاح الأكثر استخداما وفتكا في حرب صنعاء التي راوحت شهرها الخامس ودكت شوارع وأحياء سكنية وشردت آلاف الأسر وفتكت بحق العشرات من المواطنين في الحياة فأكثر من ألف وخمسمائة منزل تضررت جزئيا وكليا جراء حرب الحصبة ومئات المنازل الواقعة في حي صوفان أو في الأحياء المجاورة لها تحولت إلى ركام والبعض منها طالتها قذائف الهاون فدمرتها جزئيا، عشرات الأحياء السكنية في الحصبة ومقابل السجن المركزي وخلف وزارة الداخلية وفي قرية الدجاج وفي أحياء وزارة الإدارة المحلية وأحياء اللجنة الدائمة والأحياء السكنية الواقعة خلف الهيئة العامة لمياه الريف والمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي ومعسكر الصيانة وشارع التلفزيون وجولة عمران والأحياء الكثيفة بالسكان الواقعة بشارع النصر وشارع مأرب وجولة الحباري وشارع مازدا يضاف إلى شوارع وأحياء اخرى تقع في حدود التماس أحياء هبرة والأحياء القريبة من مقر الشرطة العسكرية ومعظم تلك الأحياء يسكنها الفقراء ومحدودو الدخل ويمثلون ثلث سكان العاصمة، أي ما يقارب ال800 ألف مواطن يمني منهم الآلاف فقط فروا من منازلهم إلى أحياء لم تصلها حمم المتحاربين كأحياء شميلة وحزيز والسواد ودار سلم وأحياء الخفجي وقاع القيضي والحثيلي وبيت بوس ومدينة الأصبحي السكنية والأحياء البعيدة من المخاطر في حدة، كما فرت مئات الأسر التي كانت ساكنة في الحصبة وأحيائها في يونيو الماضي إلى المحافظات الأخرى. حرب عصابات لا أخلاق فيها حرب لا أخلاق فيها كما تشير أحداث ليلة ال17 من أكتوبر التي تحولت فيها عشرات الأحياء السكنية المكتظة إلى ساحات حرب يتبادل فيها الفريقان المتناحران إطلاق القذائف الثقيلة التي انهالت على تلك الأحياء كالمطر دون أدنى اعتبار لحق سكان تلك الأحياء في الحياة الذين وجدوا أنفسهم أهدافاً عسكرية في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. فتحركات الأطفال والنساء والشباب والشيوخ باتت محدودة ورغم ذلك يسيطر الخوف على جميع أفراد الأسرة الواحدة الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في منازلهم وفي الأحياء التي قطنوها لسنوات آمنين والتي قطعها الحرب عن العالم الخارجي وأضحت كناقة في صحراء لا يصلها ماء ولا كلاء فالأحياء الواقعة في نطاق التلفزيون تحولت إلى متارس تسكنها الدبابات والمدرعات والأحياء المقابلة لها بجانب مجلس الشورى وهيئة مياه الريف تحولت إلى متارس عسكرية يتبادل فيها أنصار الشيخ الأحمر والقوات الحكومية إطلاق النار كما هو حال عشرات الأحياء السكنية التي تحولت إلى مواقع عسكرية هجومية أو دفاعية من قبل قوات موالية للنظام أو منشقة أو عناصر قبلية تتبع الشيخ صادق أو ابن عزيز أحد مشائخ حرف سفيان الذي برز مؤخرا كند للشيخ صادق وخاض عدة مواجهات مع أنصاره خلال الأسابيع الماضية أدت إلى مقتل شقيقه الأحد قبل الماضي وإصابة نجله في مواجهات مساء الخميس أيضا، والغريب في حرب القبيلة والدولة في الحصبة أنها لم تؤمن طريقاً لنزوح آلاف الأسر حال اشتداد المعارك أو تؤمن لهم مخيمات للنزوح حتى يتم إيواء النازحين إجباريا من منازلهم في تلك المخيمات كما هو حال الحروب في العالم أجمع، وكما يبدو أن آخر ما يفكر فيه المتحاربون في العاصمة صنعاء هو حق الإنسان وعدم تعريضه للخطر وعليه فإن حرب الحصبة وضواحيها التي تخوضها عدد من مراكز القوى القبلية والعسكرية ليست سوى حرب عصابات لا تضع اعتباراً لأي جوانب إنسانية حتى سيارات الإسعاف لم يسمح لها بانتشال القتلى والجرحى. ترهيب القذائف الصوتية سقوط أخلاقية حرب الحصبة يضع أكثر من علامة ومن تلك العلامات المشينة إطلاق قذائف صوتية لترهيب المواطنين في الاحياء البعيدة نسبيا عن نطاق المواجهات والتي تحدث انفجاراً هائلاً في السماء كما حدث ليلة الخميس والجمعة الماضية التي أنارت القذائف الصوتية فيها سماء اجزاء واسعة من العاصمة وتسببت بحالات إجهاض متعددة للنساء كما زرعت الخوف في نفوس الأسر، وتركز ضرب القذائف الصوتية على أحياء سعوان والروضة وفي الوقت ذاته تم رصد عدد من القذائف الصوتية التي كان مصدرها الصباحة وأخرى كانت ردا من الفرقة الأولى مدرع وأثارت تلك القذائف التي تحدث انفجاراً صوتياً مصحوباً بضوء في السماء حالة خوف وذعر شديدين في أوساط سكان تلك الأحياء. النهضة حي منكوب دارت أكثر من معركة بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر على مدى الأشهر الماضية ولكن كانت معارك قوات المشير وأنصار الشيخ أقل فداحة مما حل بالحي السكاني ليلة الأحد الماضي 17 أكتوبر والذي تحول إلى ركام بعد مواجهات ضارية استخدم فيها فريقاً الصراع كافة أنواع الأسلحة، فتوغلت الدبابات والمدرعات أزقة الحي وشوارعه الفرعية واستخدم أنصار الشيخ سيارات المواطنين وبعض المنازل متارس طارئة لمواجهة قوات المشير فتعرضت عشرات السيارات التابعة للموطنين للتدمير الكامل البعض من سيارات المواطنين تم دهسها بالدبابات والمدرعات كما اخترق الرصاص العشوائي واجهات ما يزيد على 100 سيارة وباص تتبع المواطنين، مظهر الدمار في حي النهضة مهول كما هو حال عشرات المنازل الواقعة في واجهة الحي والتي تعرضت للقصف المدفعي ولرصاص الأسلحة الرشاشة وصواريخ "لو" المحمولة وقذائف ال(آر. بي. جي) وعلى الرغم من خلو الحي من معظم سكانه إلا أن بعض الأسر ظلت في منازلها وارتضت بالعيش تحت أعلى معدلات الخطر على التشرد والشتات، فطالتها نيران المتحاربين فقطعت إمدادات الكهرباء والمياه فأكثر من 70% من خزانات مياه الشرب التي تقع في الغالب في أسطح المنازل اخترقتها الرصاص. مازدا.. حي منهوب شارع وأحياء مازدا بحكم موقعها القريب من منزل الشيخ الأحمر أحد أبرز الأهداف العسكرية خلال الأيام الماضية تحول هو الآخر إلى ركام بفعل تساقط عشرات قذائف الهاون والقذائف الصاروخية على الحي وخاض أنصار الشيخ الأحمر والقوات الحكومية في أجزاء فقط من شارع مازدا مواجهات عنيفة ليلة الخميس والجمعة الماضيتين إلا أن المواجهات لم تكن سبب الخراب لوحدها، بل أكد مصدر من سكان الحي للوسط تعرض عشرات المنازل لحالات نهب وأكد المصدر الذي أفاد بأنه يعمل حارسا في عمارة تقع خلف برج الطيران بأن هناك شبه عصابات نهب منظمة تستغل المواجهات لدخول منازل المواطنين الذين فروا منها وتقوم تلك العناصر بنهب محتويات المنازل وإخراجها تحت مبرر لاجئين من الحرب، وأشار المصدر إلى أن هناك من أنصار الشيخ الأحمر يقومون بعملية نهب للمنازل.. وحول الدمار الذي طال المنازل قال إن معارك الأيام الأخيرة طالت مئات المنازل حتى المنازل الواقعة في وسط الحي تعرضت لقذائف الهاون المتساقطة من معسكر الصيانة ومن جبل نقم والتي استهدفت حي مازدا بصورة مباشرة كون الحي يتواجد فيه أنصار الاحمر بكثافة، ولذات السبب تعرض مكتب قناة الشرقية نيوز الذي يديره الزميل مجلي الصمدي لقذيفة صاروخية مساء السبت وأتلفت كل محتويات. طامة الحصبة تودي بحياة المدنيين لم تكتف القذائف التي تطلق من سواد حنش مقر الفرقة الأولى مدرع أو تلك القذائف التي تطلقها قوات الحرس الجمهوري من سواد سعوان بتحويل ليل ونهار عشرات آلاف المدنيين إلى سواد وحسب بل قتلت ساعي السبيل وفتكت بحق عشرات المدنيين بالحياة الذين تحولت منازلهم إلى أهداف عسكرية من الطرفين، فبينما كان سائق الباص محمد صالح قوبة 50 عاما مارا في صباح الأربعاء الماضي في حي صوفان اغتالته رصاصة كلاشنكوف وأردته صريعا في لحظة، كما أودت قذيفة هاون طائشة بالأخوين عبدالكريم عبدالله المنتصر معيد بكلية التربية بجامعة صنعاء وشقيقه خالد عبدالله المنتصر طالب دراسات عليا في كلية الطب في ذات الجامعة مساء الجمعة الماضية التي سقط فيها 18 جريحا في الأحياء القريبة من المواجهات نتيجة الإفراط في استخدام القوة من قبل الجانبين، تلك المواجهات التي عرضت آلاف المدنيين للخطر أودت بحياة 8 مدنيين يومي الخميس والجمعة في الحصبة ومدينة صوفان حسب إحصائيات أولية مؤكدة ولا تزال الإحصائيات الدقيقة غامضة حتى كتابة الخبر كون الحصبة وصوفان وضواحيها منطقة محظور دخولها على المدنيين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان، وكل من يمر فيها أثناء أو بعد المواجهات يجد نفسه هدفاً للقنص حتى وإن كان رافع الراية البيضاء كما حدث للزميلين في قناة السعيدة التي فقدت مقرها الرسمي ليل الأحد قبل الماضي في حي الحصبة وفقدت مسئولها المالي الشميري الذي اخترقت جسده عدة طلقات نارية السبت أثناء خروجه من مقر القناة الجديد الكائن في أحد أحياء مدينة صوفان بمعية زميله دبوان موظف في القناة وتم إسعافهما إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا وفي ذات اليوم أيضا لقي أربعة مدنيين مصرعهم في حي الروضة جراء سقوط قذيفة هاون على منزلهم كما أصيب عدد آخر في المناطق التي طالتها المواجهات وتقاسم رصاص أنصار الشيخ وجنود المشير واللواء حياة أهلها. شهداء بعمر الربيع استشهدت السبت الطفلة أميرة محمد الأصبحي 4 سنوات وأصيبت شقيقتها وفاء 8 سنوات في في حارة عقبة بن نافع الكائنة في سعوان وجاء ذلك عقب سقوط قذائف مدفعية .سقطت على أربعة منازل للمواطنين في حارة عقبة بن نافع بمدينة سعوان وأدت الى تدمير منزلين حدهما منزل المواطن محمد الاصبحي الذي استشهدت ابنته الطفلة أميرة كما أصيبت شقيقتها وفاء. وقالت مصادر إن سقوط القذيفة على منزل الاصبحي ، كان متزامناَ مع قصف مدفعي على جولة الحباري بالعاصمة. وقالت المصادر ان قذيفتين سقطتا ظهر الاحد في حي سعوان إحداها في إحدى الحارات ، والأخرى بالقرب من مطعم لكنها لم تصب أحداً ، كما تعرضت عدد من منازل المواطنين لقذائف عشوائية أدت إلى سقوط قتلى وجرحى كان آخرها سقوط قذيفة على منزل بشارع تونس أدى إلى وفاة 4 من أسرة واحدة. الاطفال كانوا أهدافاً لرصاص طائشة أيضا فالطفل محمد ربيع زيد (11) أصيب في رجله بطلق ناري طائش في حي الصياح الأحد ايضا. وبجانب معهد التوجيه والإرشاد بحي الحصبة أودت رصاصة طائشة صباح السبت بحياة الطفل يحيى جميل هارون (13 سنة) وهو في طريقه لإحضار فطور لأسرته ، وقالت المصادر ان الطفل الشهيد يسكن مع أسرته التي تنتمي لمنطقة بني الحارث بمحافظة صنعاء في حارة الخرابة جوار المعهد البيطري بحي الحصبة بصنعاء وفي الحي الخلفي لمبنى وزارة الداخلية اغتالت رصاص المتحاربين الجدد حق الطفلة نوال الخولاني (17 عاما) بطلقة في الرأس ومحمد احمد هبة (16 عاماً) بطلقة في الصدر . وأشارت مصادر محلية إلى إصابة 12 مواطناً بينهم 4 أطفال في قرية الدجاج جوار مصنع الغزل والنسيج، إثر تعرض منازلهم لقصف متواصل بمدافع الهاون وصواريخ "لو كما أستشهد مواطنان اثنان أثناء خروجهما من جامع السلام عقب صلاة العصر بحي الحصبة وسكان المنطقة يناشدون العالم التدخل لحمايتهم من قصف مليشيات صالح لأحيائهم ومنازلهم حيث مايزال القصف مستمراً منذ الخميس بصورة مكثفة جدا. في قرية الدجاج الواقعة أمام مصنع الغزل والنسيج أصيب 8
أشخاص بينهم 4 أطفال وأصيبت عشرات المنازل بأضرار بالغة يوم الخميس. وأكدت المصادر اصابة نوال صالح الخولاني 17 سنة بطلقة في الرأس ومحمد احمد هبة 16 سنة بطلقة في الصدر وتم إسعافهما إلى المستشفى. كما استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب 12 آخرون يوم السبت من بينهم ثلاثة أطفال هم الطفلة ليالي يحيى يحيى شايع ( ثلاث سنوات ) وسامي حسن الحاشدي 11 سنة والطالب محمد راجح العامري 16 سنة،جراء اعتداءات أولاد الأحمر ومليشيات الفرقة الأولى مدرع بأمانة العاصمة. وبفعل اتساع نطاق المواجهات العسكرية خلال الخميس الجمعة السبت الأحد ارتفع أعداد الضحايا من المدنيين حيث لقي مواطنان اثنان مصرعهما عصر الأحد أثناء خروجهما من جامع السلام بحي الحصبة. قذائف الهاون والرصاصات الطائشة تلاطمت حق حياة عشرات المواطنين حتى الذين يبعدون عن نطاقها فأصبح بعضهم أهدافاً للقذائف، حيث أودت قذيفة هاون بحياة 4 مدنيين نتيجة القصف على حي الجراف الجمعة. وامتدت المواجهات الى شوارع جديدة لتضاعف أعداد القتلي المدنيين، حيث تعرض احد المنازل في شارع البحرين بحي الحصبة للقصف المدفعي الذي اودى بحياة مدني. وفي شارع هائل أصيبت امرأة بطلقة طائشة بالرأس وسقط شهيدان احدهما بصير يعمل متسولا و6 جرحى برصاص قناصة بشارع هائل والجامعة القديمة يومي السبت والأحد. وبحسب مصدر طبي بالمستشفى الميداني بصنعاء فان المستشفي استقبل جثة شهيد مجهول الهوية وصلت المستشفى وستة جرحى بينهم امرأة في حالة حرجة . كما اكد المصدر ان حالة المصابة نظيرة ردمان غالب العبسي من محافظة تعز , 37 سنة ، التي تعرضت لرصاصة بالرأس اثناء مرورها من شارع هائل خطيرة وقد تم إسعاف المصابة إلى مستشفى العلوم. اختطاف الجثث ام اختطاف الحياة والغريب في الأمر ان طرفي الصراع اللذين عرضا آلاف المدنيين للخطر وتسببوا بمقتل الأبرياء في منازلهم واحيائهم السكنية يتبادلان الاتهامات باختطاف الجثث دون ان يشعرا بالمسؤولية عن اختطاف حق حياة المدنيين وحقهم في العيش بأمان، فأولئك البسطاء الذين دمرت منازلهم وأحرقت أجسادهم وقتل أطفالهم لا ناقة لهم ولأجمل في حرب الأسرة الواحدة فهم مدنيون لهم كامل الحقوق الإنسانية واغتيال حقهم في العيش عملا تجرمه كافة الأديان السماوية وقوانين حقوق الإنسان العالمية. فاطمة.. يرحلوا كلهم خربوا البلاد وبقدر بطش الرصاص بمختلف أنواعها والقذائف الفتاكة التي هطلت على سماء الجزء الشمالي من العاصمة صنعاء ليلي الخميس والجمعة والسبت بكثافة كالمطر فإن أصواتها التي أرعبت كل ساكني العاصمة بمختلف اتجاهاتهم وحدت معظم المواطنين مؤيدين لصالح أو للثورة فالجميع يتهمون أسرة واحدة شقيقان أمهما حفصة كما تقول الحاجة فاطمة أحد الساكنات السابقات في حي الحصبة والتي أجبرتها الحرب على الرحيل إلى همدان بحثا عن مكان آمن والشيخ وكلا المتحاربين يجمعهم رابط أسري واحد فمطلب فاطمة الهمداني التي قالت إنها من مؤيدي الرئيس صالح لم يعد التمسك بصالح رئيسا بل قالت بلكنتها الصنعانية القديمة "يريحوا لهم كلهم عيال حفصة تقصد علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر وبيت الأحمر واليمن لها الله منهم.. وقبل أن يقطع حديث أحد عساكر اللواء 35 المنشق عن الفرقة في جولة سبأ بإجبار صاحب الباص بالعودة كون الاشتباكات عادت قالت فاطمة إنها وقفت 6 أشهر مع الرئيس صالح في السبعين من أجل الأمان ولكن الجميع بنظرها تسببوا بمعاناتها وآلاف المشردين من الحصبة، وتشير الإحصائيات التي صدرت عن منظمات الإغاثة الإنسانية إلى أن 40 ألفاً من المواطنين نزحوا من الحصبة أثناء الجولة الأولى من الصراع في يونيو الماضي إلا أن ذلك الرقم ارتفع حسب التقديرات الأولية 5 أضعاف خلال الأشهر الماضية، وتتسع دائرة النزوح باتساع نطاق المواجهات بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر أو القوات المنشقة عن النظام التي واجهت هجوماً عنيفاً خلال الأيام الماضية من عدة جبهات كما تعرض مقرها لقصف عنيف أسفر عن 21 قتيلاً حسب بيان الجيش المؤيد للثورة الذي أكد إصابة 56 جنديا بجروح خلال الخميس والجمعة الماضيين التي اشتدت فيها المواجهات في كل جبهات القتال في الحصبة وصوفان وحي النهضة وشارع مأرب والتلفزيون وحي السجن المركزي والأحياء المجاورة لوزارة الداخلية والتي أصيبت بأضرار بالغة كما أودت المواجهات بحياة ثلاثة أطفال من أسرة واحدة تنحدر إلى فئة المهمشين الذين يعملون في مجال النظافة ويسكنون في عشش خلف وزارة الداخلية، وبحسب مصدر مطلع من المهمشين فإن قذيفة هاون أطلقت من الحصبة حسب قوله وانفجرت بجانب المحوى وأودت بحياة الأطفال الثلاثة. حرب حمراء وعلى الرغم من النداءات الإنسانية التي يطلقها المدنيون والمنظمات الإنسانية إلا ان الحرب حمراء اللون لا ترحم أحداً كما يبدو.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.