كتب/ عادل المدوري نشرت صحيفة واشنطن بوست في شهر يوليو الماضي تقريرا يتحدث عن الإرهاب وأمريكا بالغة السرية، وذكر التقرير أن 1933 هيئة حكومية و1271 شركة خاصة في عشرة آلاف موقع في الولاياتالمتحدةالأمريكية يعملون في برامج لها صلة بالحرب على تنظيم القاعدة والإرهاب. ويضيف أن 900 ألف موظف مدني وعسكري -وهذا الرقم يوازي عدد سكان العاصمة الأمريكيةواشنطن- ويملكون تصاريح خاصة لدخول أماكن سرية جدا و300 شركة متخصصة سرية ومكافآت مالية تصل إلى 50 ألف دولار أمريكي لكل عامل في الأجهزة السرية مقابل صيد رأس واحد. يضيف التقرير أن 32 مليار دولار عوائد شركة جنرال دينامكس من أعمال مخابراتية خلال العام 2009م فقط. هذه الأرقام المذهلة تثبت بوضوح أن تنظيم القاعدة أصبح مسألة انتفاع وأنها لم تمس الناس بالضرر في الواقع كما تردد وسائل الإعلام ونردد نحن من ورائها بكل براءة. دعونا ندخل في صلب الموضوع فيما بات يسمى ب"تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب" والذي يتخذ من اليمن مقراً له.. فلو كلفت نفسك ونزلت إلى المناطق التي يزعم أنهم يتواجدون فيها وسألت الناس وقلت أين تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب؟.. بالتأكيد لا أحد يعلم وهم هؤلاء الإرهابيون يهزون العالم ويغيرون السياسات ودولاً وهم مجهولون. حادثة الطرود المنسوبة للطالبة حنان السماوي في كلية الهندسة والتي ربما تخاف من انفجار الألعاب النارية، كانت آخر إنتاج مسلسل تنظيم القاعدة، هذه الحادثة بحد ذاتها تكشف بوضوح الجانب المسرحي المهيمن على العالم منذ أحداث أيلول سبتمبر 2001م والحقيقة يعرفها الناس جميعا أنها عبارة عن إفك تسويقي أبدعته مخابرات إدارة بوش هدفها الاستفادة من الشر في العالم من أجل خيرهم. أخيرا القاعدة والإرهاب عموما فعل بشري بشع وكريه وإجرامي لكن الانتفاع والتجارة من وراء القاعدة باسم المبادئ والقيم دعما أو مكافحة أكبر بشاعة ودناءة.