خاص يشهد سوق الذهب اليمنى منذ أشهر كساداً عميقاً جراء الاضطرابات السياسية في البلد حيث انخفض النشاط الاقتصادي في السوق الذي تعرض على مدى السنوات الماضية لاهتزازات عدة نتيجة الاضطرابات التي شهدتها اليمن خلال السنوات الخمس الماضية أكان في الجنوب أوفي الشمال والتي أثرت على أداء سوق الذهب نسبيا حيث عانى تجار الذهب في السوق اليمني من انكماش متوسط في الطلب على الذهب الذي لم يتراجع الطلب عليه منذ سنوات بسبب الاضطرابات وتراجع مستوى دخل الفرد ، وفي الوقت الذي توقع تجار ذهب العام الماضي ان يتعافى سوق الذهب اليمنى خلال الصيف الجاري عادت الاضطرابات من حيث انتهت وبصورة استثنائية منذ فبراير الماضي لتكبد سوق الذهب الذي يعد من الأسواق الحساسة في اليمن خسائر فادحة حيث لاحظت ( الوسط الاقتصادي ) خلال جولة استطلاعية إلى عدد من أسواق الذهب في العاصمة صنعاء خلو محلات الذهب من الكميات المعروضة واكتفاء أصحاب المحلات التجارية بعرض بسيط من الذهب فقط وأكد عدد من تجار الذهب في شارع هائل ان الاضطرابات والانسياب الامنى الكبير دفع تجار الذهب إلى سحب الكميات التجارية المعروضة للبيع في واجهة المحلات خوفا من تعرضها لأعمال سطو من قبل مسلحين في ظل تراجع الأداء الامني في العاصمة وهو مادفع أصحاب الذهب لسحب الذهب من المحلات الواقعة في شارع جمال الذي يحتضن اكبر أسواق الذهب كونه من الشوارع التجارية الرئيسية في العاصمة صنعاء وشارع هائل الذي يحتل المرتبة الثانية في حركة العرض والطلب يضاف إلى شوارع أخرى كالتحرير والزمر وجميعها شوارع تشهد حراكا تجاريا طوال العام كغيرها من الشوارع والمراكز التجارية الاخرى في العاصمة ، وحول الإضرار المباشرة التي تكبدها سوق الذهب أكد طه الراعي احد تجار الذهب في صنعاء القديمة ان تجار الذهب من اشد المتضررين من الاضطرابات السياسية في البلد باعتبار أسواق الذهب لاتنمو إلا بوجود استقرار وأكد الراعي تراجع حركة أسواق الذهب منذ بداية الاضطرابات بنسبة 90% وقال معظم تجار الذهب أنهم اغلقوا محلاتهم التجارية بسبب الخوف من اسوأ الاحتمالات وحول الخسائر المباشرة أشار إلى ان تجار الذهب يتكبدون خسائر كبيرة تتجاوز الملايين سيما وان موسم الزواج الذي يشهد فيه سوق الذهب نمواً في الطلب لايذكر هذا العام بسبب المخاوف الاجتماعية من تدهور الوضع العام المعيشي والاقتصادي وقال كان السوق يتحرك بشكل نسبي ومن ثم يعاود الركود طيلة الفترة الماضية من تصاعد الاحتجاجات وأضاف لم يعد هناك استثمار حقيقي في سوق الذهب، مشيرا إلى انخفاض الأرباح إلى ادنى مستوى لها منذ عدة أعوام بسبب الوضع الاقتصادي المتردي الذي يزداد سوءاً يوما بعد آخر وهو ما انعكس على القوة الشرائية للمواطن اليمني وساهم في اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وكشف الراعي عن توقف 27 ورشة عاملة في صياغة الذهب في العاصمة صنعاء وكذلك منع خروج أي كمية من الذهب لإعادة صياغتها في دول أخرى تنفيذا للإجراءات الحكومية التي حضرت السفر على كبار المسؤولين وكذلك عدم خروج اى عملات أجنبية أو معادن نفيسة كالذهب . الى ذلك يتكبد تجار الذهب في العاصمة صنعاء الى خسائر متعددة الاوجه أكان حين يشترون الذهب من المواطنين أو حين البيع فعدم استقرار العملة الوطنية والتلاعب بها في أسواق الصرف يسبب خسائر يومية كبيرة. الجدير بالإشارة الى ان سعر الجرام من الذهب بلغ في الأسواق اليمنية 10 آلاف و600ريال الجرام الواحد من الذهب بيعا في حين يتم الشراء بسعر 10 آلاف و200 للجديد و9 آلاف و800 ريال للذهب المستخدم.