هل تعلمون أن مجموعة من الشباب الاسباني قرروا إنشاء موقعين إلكترونيين يضم المعجبين بناديي الأهلي والزمالك المصريين، وقررت أخرى إنجليزية إنشاء ثلاثة مواقع الكترونية لمشجعي نادي الترجي التونسي والرجاء المغربي والهلال السوداني، أما الإيطاليون فضلوا تخصيص مواقع لمشجعي ناديي العين الإماراتي والصقر اليمني.. ولا أدري لماذا اختاروا الصقر عن نادي التلال فريق القرن!! عليكم أن لا تصدقوا ما أقول لأنه كلام خيالي، ولا أتوقع أن يقع تفكير عشاق الكرة في هذه القارة على متابعة أخبار الكرة العربية، لأن لديهم ما يشبع نهمهم وهي النوادي التي تضم أفضل لاعبي العالم وأكثرهم شهرة وتألقا، وبالتالي فإذا ما أرادوا إنشاء مواقع إلكترونية فلا أعتقد أنهم يتركون الريال وبرشلونة والميلان..الخ، ويوجهون اهتمامهم إلى الكرة العربية التي لا يذكرونها إلا إذا ارتبط اسمها بحدث مثل كأس العالم أو كأس العالم للأندية وما دون ذلك فمن سقط المتاع. أقول هذا الكلام لأنني لاحظت وجود عدد لا يحصى من المواقع الإلكترونية والمنتديات التي أنشأها شباب عربي كبير مغرم حتى النخاع بالكرة الأوروبية ولا يتوانى في تقديم آخر أخبار نجوم برشلونة والريال والمان يونايتد..الخ، حتى ليتهيأ للمرء أن هؤلاء الشباب تربطهم صلة قربى بهؤلاء النجوم، وهو دليل إعجاب وانبهار، وهي من دون شك مسألة مرتبطة بمنطق ابن خلدون الذي قال يوما "إن المغلوب يقلد الغالب دائما" ونحن مغلوبون على أمرنا ليس في الكرة فحسب بل في كل شيء يرمز إلى التفوق، وأعتقد أيضا أن المولعين بالكرة الأوروبية لم يهتموا بموهبة نجم مصر العربي أبو تريكة قدر اهتمامهم بقميصه الذي أبدى فيه تعاطفه مع أهل غزة، ولم نقرأ يوما أن واحداً من نجوم أوروبا كتب على قميصه جملة للتعبير عن تعاطفه مع أطفال فلسطين والعراق، ونحن ننشئ المواقع ونشتم من يخالفنا الرأي في برشلونة أو الريال ونعادي بعضنا البعض إلى درجة أن البعض يقوم بتلميع كريستيانو رونالدو بأنه يناصر القضية الفلسطينية والعرب والآخر بالبرشلوني جاهز بالرد بأن فريق البارشا لكرة السلة مستعد للتضحية من أجل تحرير القدس والحقيقة أننا نهتم بأمور لا تلامس قضايا وهموم الشباب اليمني التي من المفترض مناقشتها في المواقع الإلكترونية لإيجاد الحلول لها.