هاجم شباب محتجون على عقد المؤتمر الوطني الأول لحقوق الإنسان قاعة الاحتفال في فندق موفمبيك بصنعاء الأحد بعد ان حذروا من المشاركة فيه واعتبروا عقده في الوقت الذي تشهد فيه حقوق الإنسان أبشع الانتهاكات محاولة لتمييع قضية الشهداء والجرحى، مؤكدين رفضهم القاطع لتدخل وزارة حقوق الإنسان أو غيرها من السلطة التنفيذية في قرار شباب الثورة بشأن الحوار الوطني كما رفضوا استمرار التعامل مع الشباب ككائن هلامي غير محدد الشكل والصفة وإبرازهم كفئة عمرية مصابة بمعاناة شخصية ومحاولة سلخها عن دورها النضالي والريادي في إحداث عملية التغيير . والتعامل معهم سيكون وفق معيار الثورة بعيدا عن معيار التسوية السياسية التي تمضي بها القوى السياسية الحالية. وقالوا إن المؤتمر مخرجاته معدة سلفا ولا تعبر عن مسارات الشباب الثورية وإنما تمضي وفق نهج التسوية السياسية بين أطراف الصراع السياسي. ونحن ليس لنا أية علاقة أو ارتباط بها . تلك المبررات، التي قال الشباب المعارضون للمؤتمر العام الأول لحقوق الإنسان إنها مقنعة، كانت دافعاً لهم لاقتحام قاعة المؤتمر -صباح الأحد- رافعين شعارات المقاطعة، إلا أن شباباً آخرين ينتمون لأحزاب سياسية حاولوا صدهم، مما أدى إلى اشتباكات بالأيادي جراء نزع الصفة الثورية عنهم واتهامهم بالعمل لصالح النظام السابق ونعتهم بالبلاطجة ونتيجة احتدام العراك توقفت فقرات المؤتمر . دخول معارضي المؤتمر قاعة المؤتمرات في فندق موفمبيك دفع رئيس الوزراء باسندوة إلى قطع كلمته الذي كان يلقيها، متهماً التيار الشبابي الرافض بالبلاطجة والعملاء ومن ثم غادر عقب ذلك قاعة المؤتمر على الفور وغادر معه الكثير من الضيوف والمشاركين الحاضرين. وصف باسندوة لمعارضي مؤتمر حقوق الإنسان الأول بالبلاطجة والعملاء أثار حالة استياء عارمة في أوساط الشباب المستقل الذين شنوا هجوماً لاذعاً على باسندوة، متهمين إياه بالتوقيع على قانون الحصانة بيده واستخدام دموعه حبراً تحت قبة البرلمان لأجل إقراره على حساب تضحيات وأنات هؤلاء الشباب الذين يتهمهم والذين مازال رفاقهم والى اليوم بين أقبية السجون، والبعض الآخر يعاني من جراحه دون علاج . من جانبها استنكرت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان وصف رئيس الوزراء للشباب المحتجين في مؤتمر وزارة حقوق الإنسان بالبلاطجة، وأقول له: بل هم بعض من شباب الثورة اليمنية ومفجريها وحماة مشروعها الكبير، ودعت رئيس الوزراء إلى سحب وصفه والاعتذار لهم ، كان عليه ان يصغي لهؤلاء الشباب الذين جاءوا للاحتجاج على اقامة الحكومة للمؤتمر في الوقت الذي لايزال المئات من شباب الثورة معتقلين ومخفيين قسراً، ولايزال آلاف الجرحى والشهداء ينتظرون الإنصاف والعدل والتحقيق مع القتلة ومرتكبي المجازر". شباب المعارضين للمؤتمر الاول لحقوق الانسان أصدروا بياناً قالوا فيه بأنهم كان لديهم اعتراضاً مبدئياً على مؤتمر حقوق الإنسان من حيث زمن انعقاد المؤتمر مسبقاً للعدالة الانتقالية وإنصاف الضحايا ،وتعّمدْ القائمين عليه بتمييع الانتهاكات من خلال جمع الجاني بالضحية في حوار يستهدف شرعنة براءة الجاني ، إهمال المؤتمر لقضايا الانتهاكات الخاصة بحق شباب الثورة 2011م التي ارتكبها النظام السابق ،وعدم وجود محور أو ورشة عمل مخصصة لها و انحراف تقرير الوزارة باتجاه قضايا فرعية، وإهمال المؤتمر الإشكالية القانونية (منظومة القوانين) ذات الصلة وتجاهلها لحقوق الإنسان وتجاهله لضحايا القضية الجنوبية ومثلها ضحايا المناطق الوسطى وصعدة وإصرار الوزارة على تمثيل شباب الثورة في الحوار الوطني عبر لجنة شباب الأحزاب التي يرأسها ياسر الرعيني . هذه الاعتراضات تم تضمينها في بيان صحفي تم إذاعته قبل انعقاد المؤتمر وعلى إثره تواصلت وزارة حقوق الإنسان عبر وسيط خاص هو سلطان الرداعي لتمثيل الشباب أنفسهم بخمسة أشخاص وطرح وجهة اعتراضهم في حفل الافتتاح ،وقد استجاب شباب الثورة لذلك ،وحضروا حفل الافتتاح وطلبوا أن تخصص لهم كلمة باسم شباب الثورة ليبينوا وجهة اعتراضهم ،حينها رفضت الوزيرة والقائمون على المؤتمر ومنحت الكلمة الخاصة لشباب الأحزاب الممثلة بياسر الرعيني -عضو اللجنة الفنية عن شباب المشترك- حينها غضب الشباب وطالبوا الرعيني بالتوقف عن الحديث باسمهم ورددوا هتافاتهم المعبرة عن غضبهم ،فسارع القائمون على حفل الافتتاح الدفع بدولة رئاسة الوزراء للصعود إلى المنصة والتحدث، وما إن بدأ دولة رئاسة الوزراء كلمته حتى صب نار غضبه على شباب الثورة، متهماً إياهم بالبلاطجة والمأجورين، كما اتهمهم بأنهم يعملون لحساب النظام السابق، وأضاف إليهم تهمة الفشل والعمالة مما دفع بالشباب الهتاف برحيله، واعتلاء المنصة لقراءة بيانهم وتوضيح وجهة اعتراضهم، حينها انفجرت القاعة بين مؤيد ومعارض لموقف الشباب فانفض الحفل وخرج الحاضرون من القاعة، على إثرها اعتدى بعض مرافقي دولة رئيس الوزراء بضرب احد الشباب حتى انكسرت ذراعه اليمنى. يذكر بأن شباب الثورة اعترضوا يوم أمس الأول على البيان الختامي للمؤتمر، وحدثت مشادات كلامية وتم السيطرة عليها.