في خطاب يبدو مغايرا لما يقال في مناسبات مماثلة بدت كلمة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مخاطبة للشعب ومستنجدة به في معاونته على استكمال عجلة التغيير قائلا: ولهذا الشعب الذي تحمل الكثير بصبر المنتظر الفرج واثبت قدرة هائلة على التأزر في مواجهة الشدة واسقط المراهنة على تشظيه : لا يمكنني ان اكون الا بك ومعك، حتى نثبت للعالم اجمع من اننا قادرون على تجاوز التحدي ومن اننا نستحق حياة افضل وكانت هذه هي الرسالة الأولى للشعب. وفيما تجاوز عن ذكر سلبيات الحكم الإمامي معترفا بعدم تحقيق الخمسة العقود الماضية كل ما ثار ضده الشعب وحلم به الا انه لم يحمل المسؤولية الحكام السابقين، قائلا "إن كل من تحمل مسئولية هذا البلد قد عمل بقدر ما يستطيع عليه بحسب إمكاناته، وأن أياً ممن سبقونا في الحكم قد حققوا شيئا قل أو كثُر ولم يقف أي من هؤلاء بالوطن من حيث استلمه، وهو ما ينطبق على حكام اليمن السابقين شماله وجنوبه". ووجه رسائل لأطراف عدة فيما له علاقة بالوقوف ضد التغيير، حيث تمثلت الرسالة الثانية لمدعي الأحقية بالحكم ، في ان أي حكم يقوم على اساس عصبوي او سلالي او قبلي او بواسطة الاحتلال الاجنبي غصبا عن رغبات الشعب فإن استمراره يعد ضد سنن الحياة، ومهما طال استمراره فلا بد ان تسقطه ارادة الجماهير ، وهو ما تحقق من خلال ثورتي سبتمبر واكتوبر، ولهذا فإن السعي لمعرفة سلبيات عهد مضى يعد من قبيل التأمل والتحفز لعدم عودة ما يمكن ان يكون اجترارا لمرارة ماض نحتفل سنويا بالقضاء عليه. الرسالة الثالثة لمراكز القوى ان التحديات لا تزال ماثلة ولا يزال هناك قدر من الشقاق والمناكفات ومحاولات لاستعادة الصراع بطريقة او بأخرى وهي امور ستبقى مادام الحاملون لهذه المساوئ يرفضون التخلص من وهم ان كل واحد منهم هو مركز الكون الذي لا تستقيم الحياة إلا بوجوده، وما اسهل التخريب والتدمير، بيد ان الذكر الحسن والخلود سيكون مصير اولئك الذي يشمرون عن سواعدهم للبناء ويصنعون السلام ويقدمون مصلحة شعبهم ووطنهم على كل طموح ذاتي او سلطة فانية. الرسالة الرابعة لمعيقي التغيير حيث أكد بالقول: رغم الكوابح التي خلقها واقع مشحون بالعداء والكراهية وتحملنا بصبر تبعات فعل التغيير الذي كان مؤلما للأطراف المختلفة وجعلتها متهمة أحيانا ومهددة أحيانا ومخربة في أحيانا أخرى فقط لأن سوء النوايا كان وراء كل تفسير يأتي بعد أي تغيير لم يؤد إلى إعادة إنتاج سلطتها في شخوص من تم اختيارهم. الرسالة الخامسة للقوى الخائفة من نتاج الحوار مؤكدا: مع علمي ان هناك معوقات يتم خلقها بهذا القدر او ذاك، الا اننا سنحاول بجهد جمعي تجاوزها، إذ وللأسف فإن البعض مازال يخشى الديمقراطية ولكن هذه الخشية لا يمكن السماح لها بان تقف في وجه الحل الوحيد الذي يضمن الخروج بالبلد من مرحلة التوافق الى مرحلة الاستقرار لأنه وبدون تحقيق ذلك ستكون اعاقتنا دائمة. الرسالة السادسة للقاعدة ولوسطائها حيث أكد الرئيس أن مواجهة خطر القاعدة الذي استفحل وتطاول قبل أن يقتحم جيشنا الأبي حصونه ويهدم أركانه، واليوم هناك وسطاء يضغطون في مسألة القبول بحوار مع القاعدة أو أنصار الشريعة، ودائما أقول إنه ورغم أن دماء عزيزة قد سالت ومساكن تهدمت وأناسا تشردوا إلا انه ومع ذلك يمكن الحديث عن فتح حوار شريطة أن تعلن القاعدة عن موافقتها على تسليم أسلحتها وإعلان توبتها من أفكارها المتطرفة البعيدة عن الإسلام وتخليها عن حماية العناصر المسلحة من خارج اليمن وبحيث يكون ذلك بمثابة فتح باب للحوار إلا أن الوسطاء عادة ما يذهبون ولا يعودون مرة أخرى الرسالة السابعة للحكومة مؤكدا أنه لايمكن السير بعجلة الاقتصاد إلا في حالة ما غادر الوزراء مربع السياسة وتفرغوا لأعمال وزاراتهم بعيدا عن مساندة أحزابهم بالمناكفات التي لا تساعد على البناء بقدر ما تؤدي الى الهدم، والشعب بعد كل ما عانى لا يحتاج الى حكومة حزبية وإنما لحكومة مهنية تعمل لأجله وتلبي احتياجاته في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية، والذي لا يمكن العثور على حلول لها إلا عندما يلتزم الجميع بأن يكون الوطن والشعب مقدما على المصلحة الحزبية الشخصية. ولذلك سيتم مراقبة اداء الحكومة وتقييم كل وزير ومسؤول وسيكون الحكم على الاداء والإنجاز الذي حققه وليس بما أهدر به الوقت من تصريحات سياسية تضر اكثر مما تنفع . الرسالة الثامنة لمعارضة الخارج حيث أكد على دعوة كل من اضطرته الظروف للخروج من وطنه ان يعود للمشاركة في بنائه ، إذ ليس هناك خط احمر ضد أي مواطن يمني مادام يحترم دستور البلد وقانونه. الرسالة التاسعة شاملة لجميع الفرقاء حيث أكد: لقد اخترت المضي في قيادة التغيير عن قناعة وهو مسار صعب محفوف بمخاطر ومشاق هان وتهون امام تحقيقه كل تضحية، وكل ما اعد به ان ما يمكن ان يؤدي الى تعطيل مسار التغيير فإنني لن التزم امامه الصمت والحياد وبالذات في مسألة هي بالنسبة للبلد مسألة مصير، وقد تأكد عزمي على المضي في ما عاهدت الله وعاهدتكم ولن استسلم وسأواصل حتى يصل البلد الى الضفة الامنة، متحررا من حمولات الماضي واثقاله وتبعاته وتأثيره شخوصا وافكارا، وأعتبر نفسي ملزما اخلاقيا ودستوريا بالمضي فيما بدأت لأن ما اقوم به هو تنفيذ لإرادة الشعب الذي استمد منه القوة والعزم لاستكمال المقاصد التي ارتضاها الجميع فيما حوته بنود المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من أزمته. من جهتها أكدت الأمانة العامة في كلمة بمناسبة ذكرى الثورة التزام الإصلاح بقرارات رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي، الهادفة إلى إعادة هيكلة مؤسستي الأمن والجيش وفق أسس وطنية، والممهدة لبناء دولة مدنية حديثة، تقوم على أسس من العدل والمساواة والديمقراطية والكفاءة، وتلبي تطلعات وأشواق اليمنيين في التغيير والمستقبل المنشود. وفي هذه الذكرى المباركة تجدها الأمانة العامة فرصة لتأكيد التزام الإصلاح بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والعمل على كل ما من شأنه تيسير السبل لإنجاح المبادرة، بما يفضي إلى استقرار أمن البلاد ووحدتها وسلمها الاجتماعي، ويحقق آمال الشهداء والجرحى الذين سقطوا على درب الحرية والكرامة خلال الفترة الماضية من أجل بناء وطن آمن ومزدهر. ونؤكد في هذه الذكرى العظيمة على ضرورة إخراج الرئيس السابق من الحياة السياسية، وخاصة بعد ما ثبت تورطه في إثارة أعمال الفوضى والتخريب والعنف التي تستهدف عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية، إذ أن بقاءه في الحياة السياسية يعود بانعكاسات سلبية على الداخل والمحيطين الإقليمي والدولي. كما نشدد على مبدأ الشراكة الوطنية والحفاظ على تجربة اللقاء المشترك، هذه التجربة الرائدة، حيث إن اليمن سيظل بحاجة إلى إرساء الشراكة الوطنية كمبدأ وإطار لضبط إيقاعات وحركة المنافسة السياسية التي هي مطلب سياسي ملح.