شهدت قاعدة البرلمان يوم أمس مشادات كلامية بين النائب جدبان وعدد من مجلس النواب على خلفية اتهامات للحوثي بالخروج على الدولة.. يأتي ذلك في إطار التوتر الحاصل بين الاصلاحيين والحوثيين في صعدة وعدد من مديريات حجة. وطالب النائب في كتلة المؤتمر حسين السوادي من جدبان ان يذهب الى الحوثيين لإقناعهم بالسماح للدولة في ان تفرض سيطرتها على صعدة،وجاء ذلك بعد أن فتح جدبان مسألة حصار مسيرة الحياة. من جهته اتهم النائب عبدالعزيز جباري جدبان بالعمل لصالح إيران والإساءة للرئيس عبدربه منصور وحكومة الوفاق ، وقال:" لا ندري جدبان يخدم مَن! فتارة يسيئ لرئيس الجمهوري وتارة لحكومة الوفاق". ودعا جباري جدبان الى الدفاع عن الدستور والقانون "بدلا من الدفاع على الخارجين عليهما وعدم دغدغة عواطف الناس وإثارة السلالية والطائفية داخل المجلس". واعتبر جباري جماعة الحوثي جماعة متمردة وخارجة على الشرعية إذا لم تلتزم بالدستور والقانون والثوابت الوطنية، حد تعبيره. وفي نقطة نظام ضد جباري أبدى النائب جدبان تساؤلا حول ما اذا كان الأول يعمل وكيلا للأمريكان والسفير الأمريكي بصنعاء، وقال:" لماذا يستاء جباري من الحديث عن امريكا!" ووصف الحوثي ب"رجل وطني ويتبنى مقاومة وطنية"، ومن أنه أصبح رقماً صعباً في الساحة الوطنية، ومكوناً اساسياً من مكونات الثورة". من جانبه دعا النائب المستقيل من حزب المؤتمر محمد الحميري الى عدم نقل الصراع الإقليمي الى المجلس قائلا:" لسنا وكلاء للأمريكان او الفرس". وأضاف الحميري: "الفارسيون هم العملاء الحقيقيون والذين سلمت لهم امريكاالعراق على طبق من ذهب". ودعا الحوثيين الى الخضوع للشرعية الوطنية، وقال:" ان الوطني الحقيقي هو الذي لا يقوم باحتلال شبر من أرض الوطن". ووسط استمرار المشادات بين النواب وعدم الالتزام بجدول الأعمال اضطر نائب رئيس المجلس محمد الشدادي الى رفع الجلسة. ماتزال محافظة صعدة ومديريات من حجة تشهد توترات بين الحوثيين والإصلاح بين وقت لآخر ممايثير مخاوف من احتمال تفجر صراع في أي وقت، وفيما يصمت الحوثيون تستمر اتهامات الاصلاح لهم بالقيام بانتهاكات ضد أعضاء التجمع، استنكر التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة صعدة بشدة، قيام عناصر من مليشيات الحوثي بمحاولة قتل عبدالله عيضة العمري، بمديرية غمر محافظة صعدة عن طريق شنقه في منطقة خالية قبل أن يتركوه بعد ان ظنوه قد فارق الحياة. ودان الإصلاح في بيان له هذا الأسلوب المخالف للشريعة الإسلامية والممارسات المشينة التي تنتهك الدستور اليمني والقوانين والأعراف الدولية ويتنافى مع أبسط قيم التعايش السلمي، مؤكدا أن هذا العمل شروع في القتل مع سبق الاصرار والترصد. وقال "الاصلاح" إن هدف أتباع الحوثي من ممارساتهم اللاإنسانية واعتداءاتهم المتكررة هو جر القوى السياسية التي تشربت النضال السلمي وبنت دعائمها على الحوار الى مربع العنف، وهو الخيار الذي لن يحلموا به. مؤكداً أنه سيلجأ الى حماية أفراده بالطرق السلمية التي كفلها الدستور اليمني والقوانين النافذة ودعا البيان رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني والنائب العام ومحافظ محافظة صعدة بتحمل مسؤوليتهم والقيام بدورهم في إيقاف مثل هذه التصرفات، مخاطباً جميع القوى السياسية ومنظمات حقوق الانسان المحلية والدولية الى تفعيل دورها المنوط بها في حماية المدنيين وتجريم منتهكي حقوق الانسان. وحمّل البيان قيادة الحوثيين المسؤولية الكاملة لما قد يترتب من تداعيات على هذه التصرفات الهمجية. ويرقد عبدالله عيضة الغمري, في غرفة الإنعاش في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، الذي نُقل إليه الأحد الماضي وهو في حالة صحية سيئة جراء ما تعرض له من ضرب مبرح في أنحاء متفرقه من جسده. وكان مسلحون حوثيون اعترضوا صباح الأحد سيارة عبدالله عيضة الغمري أحد شباب الثورة والمدرس في مدرسة المجد بمديرية غمر أثناء توجهه إلى مقر عمله، وأوقفوه تحت تهديد السلاح ثم قاموا بربط يديه للخلف ورميه داخل السيارة واقتياده إلى منطقة خالية من السكان. إلى ذلك استنكر إصلاح مديرية نجرة بحجة ما وصفها بالحملة الإعلامية الرخيصة والتحريضية التي تبنتها قناة المسيرة الفضائية وبعض المواقع الإخبارية عقب الأحداث التي وقعت يوم الجمعة الموافق 21/21/2012م في سوق الأمان والتي جرح فيها ثلاثة مواطنين بعد إطلاق الرصاص العشوائي من قبل مجاميع مسلحة هدفها إثارة الفتنة وزعزعة أمن المديرية واستقرارها . ودان البيان ما بثته قناة "المسيرة" ونشرته مواقع إخبارية من تلفيق مكشوف وكذب محض ضد إصلاح المديرية واتهامه بإطلاق الرصاص على مسيرة سلمية قام بها أبناء مدينة الأمان وقيام القناة بفبركة خبر خال من الصحة ومطعون فيه، حيث عرض التقرير بطريقة تفتقر إلى أبسط مقومات المهنية الإعلامية، كونها قامت بعرض صورة لشخص واستعارت اسم شخص آخر تقول إنه جرح في الحادث من قبل مليشيا الإصلاح . ونفى البيان كل تلك الاتهامات جملة وتفصيلاً، واعتبرها ملفقة وعارية عن الصحة، يهدف من خلالها جر الإصلاح إلى مربع العنف والفوضى. ودان البيان الاعتداء الغاشم والحقير، الذي تبنته عصابة مسلحة، تضرر منه ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة، وطالب البيان سرعة القبض على الجناة والتحقيق الفوري في الحادثة ومسبباتها وأبعادها وكشف نتائج التحقيق أمام الرأي العام وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا عقابهم الرادع. وحذر البيان من إثارة النعرات وجر المنطقة الى بؤرة صراعات مختلفة تحول المنطقة الآمنة إلى منطقة خوف ورعب وقلق. وطالب البيان الأجهزة الأمنية القيام بواجبها في بسط نفوذ الدولة وعدم السماح لمريدي الفوضى والشغب بافتعال المواقف العبثية والهمجية. وفيما لقي مسلح من جماعة الحوثي مصرعه وأصيب اثنان آخران الاثنين الماضي إثر انفجار لغم وقع في منطقة الجروبي، أحد مواقع الحوثيين، الذي يطل على منطقة عاهم بمديرية كشر بمحافظة حجة.. طالبت الناشطة اليمنية -الحائزة جائزة "نوبل" للسلام العام الماضي- توكل كرمان بنزع الأسلحة الثقيلة التي بيد جماعة الحوثيين وإنهاء سيطرته المسلحة على محافظة صعدة والمحافظات المجاورة وإعادتها إلى سيطرة الدولة. وقالت في تعليقات بصفحتها على الفيس بوك أمس الثلاثاء: إن محافظة صعدة تحولت إلى «سجن كبير مسكوت عنه»، وذلك بعد قصة عن تعذيب معلم ومحاولة قتله في صعدة خلال الأيام الماضية. وطالبت منظمي مسيرة الحياة الثانية، والتي يعتصم بعض المشاركين فيها أمام دار الرئاسة، بإضافة أهداف جديدة لمسيرتهم، وهي «تسليم الحوثي لأسلحته الثقيلة الى الدولة، اغلاق المعتقلات والسجون الخاصة التي يعذب فيها المواطنين ويسجنهم خارج القانون، التوقف عن فرض الإتاوات وجباية الأموال من المواطنين، اعادة المناطق التي يحكمها قسرا عبر مليشياته الى سيطرة الدولة». وهاجمت كرمان بعض نشطاء حقوق الإنسان الذين يغضون الطرف عن الانتهاكات في صعدة، وقالت: «الكثير ممن يدعون الدفاع عن الحقوق والحريات وممن يزعمون انهم اصحاب مشروع مدني حداثي سيكونون أول من يرفض هذه الأهداف والمطالب».. وتساءلت توكل كرمان في منشور آخر على "الفيس بوك" قائلة: «إلى متى تبقى محافظة صعدة سجناً كبيراً مسكوتاً عنه، ومحاكم تفتيش تحظى بمباركة بعض مدعيي الدفاع عن الحقوق والحريات ومن يزعمون انهم اصحاب مشروع مدني حداثي؟».
