أقدم المغترب اليمني في المملكة العربية السعودية جميل العديني -مساء الأربعاء الماضي- على إحراق نفسه امام مركز "ملاك التجاري" بمنطقة ينبع بالمملكة العربية السعودية، احتجاجا على انتهاكات نظام الكفيل، ونقل إلى مستشفى مدينة ينبع وحالته خطيرة، وأفاد المغترب محمد عبدالله العديني بأن عدداً من المغتربين ابلغوا مسئولين في السفارة اليمنية بالرياض عن الحادث، بالإضافة إلى ابلاغ القنصليات، إلا أنها لم تحرك ساكناً رغم إبلاغها وإبلاغ القنصلية بالقضية, وأشار مقربون من جميل العديني بأنه يعمل في محل لبيع احذية يملكه كفيله ورفض دفع رواتبه، مبرراً رفضه برسوم الإقامة ومكاتب العمل. وأقدم العديني -وهو من أبناء مديرية العدين محافظة إب التي "يبلغ إجمالي عدد المغتربين منها 450 ألف مغترب في المملكة العربية السعودية ودول الخليج والولايات المتحدة وبريطانيا"- بأن تعسف وظلم الكفيل دفعه لإحراق نفسه احتجاجاً على ذلك الظلم، حيث طلب الكفيل منه مبلغ 10000ريال سعودي، بالإضافة الى الديون المتراكمة عليه وارتفاع رسوم البقاء في المملكة، خصوصا بعد قرار العمل السعودية رفع رسوم تراخيص العمل الى 2400 ريال سعودية، حيث بلغت متوسط الرسوم المفروضة على العمالة الوافدة في المملكة شهريا أكثر من 600 ريال على كل وافد بطريقة رسمية من إجمالي الرسوم التي تزيد عن 7 آلاف ريال سعودي، بينما يبلغ متوسط أجر العامل مابين 1000- 2000ريال سعودي. وفيما اكتنف دور الحكومة اليمنية الغموض في حادث إحراق المغترب اليمني نفسه، احتجاجا على معاناة اليمنيين في الشقيقة الكبرى طالب النائب البرلماني عبدالرحمن معزب بحضور وزير المغتربين للإيضاح بشأن الانتهاكات التي يتعرض لها المغترب اليمني في السعودية وغيرها، مشيراً في السياق الى قيام مغترب يمني في السعودية بإحراق نفسه جراء تعسف كفيله السعودي. وفي سياق متصل ناشد الداعية الإسلامي محمد العريفي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بالنظر الى أوضاع المغتربين اليمنيين والرفق، ومنحهم المزيد من التسهيلات، واخذ في الاعتبار مايعانية الشعب اليمني من وضع اقتصادي صعب.. دعوة الشيخ العريفي حظيت بتأييد معظم المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية وخارجها وتداولت العشرات من المواقع الإخبارية اليمنية مقطع اليوتيوب، الذي يظهر فيه الشيخ السعودي محمد العريفي مناشداً الملك، وداعياً الى الرفق بأهل اليمن. ويواجه المغتربون اليمنيون في الآونة الأخيرة موجة من المضايقات من قبل الحكومة السعودية وبعض وسائل الإعلام كبرنامج الثامنة الذي يعده الإعلامي السعودي داوود الشريان، ويبث كل مساء على قناة (ام بي سي) حيث قاد الشريان خلال الفترة الماضية حملة شرسة ضد العمالة اليمنية في السعودية، أثرت على استقرار مليون و300 الف عامل يمني يعملون في السعودية بطريقة نظامية.