تصاعد الانتهاكات ضد المغتربين اليمنيين في ظل صمت حكومي وتضليل إعلامي ..والعثور على مغترب يمني مقتولاً في حوش للأغنام في تطور جديد لقضية المغترب اليمني في المملكة العربية السعودية جميل العديني الذي يرقد في أحد مستشفيات مدينة ينبع السعودية منذ 26 ديسمبر الماضي في حالة حرجة، نفى أحد أقربائه الأخبار التي تناولتها عدد من وسائل الإعلام السعودية واليمنية والتي تفيد قيام الشاب جميل العديني باحراق نفسه.. وقال شقيق المغترب العديني إن شقيقه لم يقم باحراق نفسه.. متهماً الكفيل السعودي بأنه من قام بارتكاب جريمة الحرق بحق أخيه. ونشر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الثلاثاء المنصرم عن شقيق جميل العديني القول إنه يتعرض لضغوط كبيرة من قبل وزير المغتربين ورئيس الجالية اليمنية، لكي يتنازل عن القضية مقابل التكفل بعلاج شقيقه في أحد مستشفيات المملكة حتى يشفى تماماً. وقوبلت هذه الحادثة باستياء واسع في أوساط الشعب اليمني وأبنائه المغتربين في الخارج، مستغربين من صمت الحكومة اليمنية ووزارتي المغتربين والخارجية تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها المغتربين في السعودية، والتي زادت حدتها بعد مقتل الدبلوماسي السعودي بصنعاء. وأفاد المغترب محمد عبدالله العديني بأن عدداً من المغتربين أبلغوا مسؤولين في السفارة اليمنية بالرياض عن الحادث، بالإضافة إلى ابلاغ القنصليات إلا انها لم تحرك ساكناً.. وأشار مقربون من جميل العديني الذي ينتمي إلى محافظة إب بأنه يعمل في محل لبيع الأحذية يملكه كفيله السعودي الذي ساءت معاملته للمغترب العديني ووصلت حد تعطيله عن العمل ورفضه دفع رواتبه ومستحقاته المالية المتراكمة، بحجة رسوم الاقامة ومكاتب العمل. وفيما حاولت بعض وسائل الإعلام السعودية قلب الحقائق والإدعاء بأن المغترب العديني أحرق نفسه نتيجة لتعامل أحد زملائه في العمل معه بسوء.. استغرب مقربون من المجني عليه جميل العديني قيام وسائل إعلامية يمنية بالترويج للروايات السعودية وتبرئة الكفيل السعودي من هذه الجريمة. الجريمة التي ارتكبت بحق المغترب اليمني جميل العديني لم تكن هي الوحيدة بهذا القدر من البشاعة، فقبلها ببضعة أيام عُثر على مغترب يمني مقتولاً في أحد أحواش الغنم بمكةالمكرمة بعد تلقيه طلقات نارية في صدره. وكعادتها سارعت الصحف السعودية إلى تبرير الجريمة بخلافات شخصية بين المجني عليه والجاني الذي اكتفت بالقول انه سلم نفسه لشرطة مكةالمكرمة دون أن تفصح عن اسمه.. اتهم ناشطون على الفيس بوك من المغتربين اليمنيين في المملكة نجل صاحب العمل الذي كان المجني عليه يعمل لديه بقتل المغترب اليمني وإلقاء جثته في حوش للغنم. ويحاول عدد من المغتربين في السعودية فضح الجرائم التي ترتكب بحق اليمنيين من خلال نشر تلك المعلومات في صفحات بأسماء مستعارة على "الفيس بوك". ويشتكي المغتربون اليمنيون من سوء المعاملة في المملكة العربية السعودية ومن نظام الكفيل الذي يعتبرونه إرهاقاً مادياً لهم، إذ أصبح الجزء الأكبر من دخل المغترب يذهب لصالح الكفيل ولصالح تجديد الاقامة والتأمين الصحي والتأشيرة ورسوم أخرى.. المغتربون في السعودية استنكروا صمت الحكومة اليمنية على ما يتخذ ضد أبنائها المغتربين في دول العالم. ويتواجد نحو مليون ونصف مليون مغترب يمني في السعودية ويعملون بنظام الكفالة المقيدة لتحركاتهم في المدن, أو إمكانية النقل إلى كفيل آخر طالما الأخير من استقدمه للعمل لديه. والكفالة نوعان وكلاهما مجحف بحق المغترب اليمني كما يقول اليمنيون المغتربون في السعودية.. فالنوع الأول من الكفالة يحتم على العامل اليمني- حتى وان كان يمتلك شهادة جامعية- أن يقبل بالمبلغ الذي يتقاضاه من رب العمل ولا يحق له النقل إلى كفيل آخر إلا بإذن رب العمل أيضاً.. وهذا النوع من الكفالة يدفع العامل نظير الحصول عليه "3000" ريال سعودي وليس مطلوباً منه تجديد هذا النوع من الكفالة سنويا، إذ أن الكفيل رب العمل هو من يقوم بذلك, غير أن تقاضيه لا يزيد عن "1500" ريال, وهم الأغلبية. أما النوع الثاني من الكفالة وهو نظام الفيزا الحرة حيث يكون العامل حراً في اختيار الكفيل ولكنه مقيد بالعمل المسمى في الفيزا.. وهذا النوع من الكفالة يدفع العامل نظير الحصول عليه "14000" ريال سعودي قيمة الفيزا، ناهيك عن المعاملة في اليمن وانتظار تخليص الفيزا من السفارة.. ويخضع هذا النوع إلى دفع سنوي للكفيل يقدر بمبلغ "4000"ريال سعودي ورسوم الكرت الصحي والمكتب "200" سنويا.. هذا الإجراء كان في السابق وكانت الرسوم تلك لسنتين.. وقبل عامين أعيد النظر فيها وصارت تلك الرسوم لسنة واحدة المكفل ملزم بتجديده سنويا.. وقبل أسبوعين أصدرت السلطات السعودية قراراً تلزم فيه المكفل اليمني دفع "200" ريال شهريا إلى جانب ما يدفعه من الرسوم المذكورة آنفا, ليكون إجمالي ما يدفعه للمكتب سنويا"2400" ريال بدل "200" ريال.. بمعنى أن العامل ملزم بدفع "7000" ريال سعودي سنويا كرسوم للفيزا، أضف إليها القيود الأخرى التي تفرضها وزارة العمل السعودية وهي مجحفة بطبيعة الحال، ويعده المكفلون من ضمن شروط المعاناة التي تؤثر على العمالة هناك بشكل عام. *صحيفة الجمهور