في الوقت الذي ما تزال الأوضاع في محافظة عدن مرشحة للانفجار يبدو الهدوء الذي ساد الشارع العدني يوم أمس الثلاثاء حذرا بعد أن شهدت عدد من شوارع المدينة أعمال عنف بين انصار الحراك الجنوبي "فصيل البيض" وأنصار التجمع اليمني للإصلاح، سقط فيها قتيلان من المواطنين ورجل امن و40 جريحاً، على خلفية تسابق الطرفين لإحياء فعاليات سياسية تتزامن مع ال11 من فبراير، وعقب المواجهات أقدم أنصار الحراك الجنوبي بقطع طرق رئيسة في مدن دار سعد والمعلا والمنصورة بعد قيام الجيش بالتوغل في أزقة وأحياء المعلا والشوارع العامة في عدد من مديرياتها من قبل أنصار الحراك الجنوبي كما دارات مواجهات بين مسلحي الحراك الجنوبي وقوات الأمن أدت إلى مقتل جندي أثناء محاولة الأمن فك الحصار المسلح على مقر حزب الإصلاح. ودعا رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي حسن أحمد باعوم كافة أبناء الجنوب للمشاركة الفاعلة في إحياء الذكرى الثانية لانطلاقة ثورة شباب 16 فبراير بمنصورة العاصمة عدن وللتنديد باعتداءات مليشيات الإصلاح. في الوقت الذي اكتفت حكومة الوفاق الوطني بإدانة إعمال العنف التي شهدتها مديرية كريتر بمحافظة عدن أمس الأول الاثنين بين أنصار ينتمون لفصيل البيض في الحراك الجنوبي وأنصار التجمع اليمني للإصلاح المرافقة للتظاهرات، وإدانة الاعتداء على مقرات الإصلاح. ووجهت السلطة المحلية بمحافظة عدن بإجراء تحقيق فوري في هذا الاعتداء، وكشف من يقفون وراءها والرفع إلى المجلس بالنتائج عبر وزارة الداخلية. وفيما يقول سياسيون إن الإصلاح أعطى مبرراً للحراك لكي يمارس أعمال عنف وهو ما يكسبه تعاطفاً جنوبياً. تبادل حراك فصيل البيض والتجمع اليمني للإصلاح الاتهامات بالوقوف وراء أعمال العنف التي شهدتها المدينة، حيث دانت الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح واستنكرت بشدة الاعتداءات الجبانة التي نفذتها عناصر فصيل البيض المسلح بحق شباب الثورة في ساحة كريتر بعدن، والتي امتدت لتطال مقر الإصلاح في المدينة بتعرضه لهجوم مسلح بالرصاص، وقنابل الغاز وكذا ما تعرض له المشاركون في مهرجان الثورة في كرش بمحافظة لحج. وقالت أمانة الإصلاح -في بلاغ صحفي: إن أعمال تلك العناصر المأجورة تسعى لاستهداف مشروع الدولة الذي يمثله شباب الثورة السلميين في الساحات، كما تسعى لاستهداف العمل السياسي السلمي المدني، والذي تمثل مقرات الأحزاب واجهته المدنية، والتي لم تسلم هي الاخرى من أيادي الفوضى والتخريب المأجورة. وطالبت أمانة الإصلاح الوقوف بحزم أمام عبث عناصر الفتنة وفصائل التخريب، والتي باتت اليوم أكثر من اي وقت مضى منكشفة أمام الداخل والخارج، وقد سقطت عنها ورقة التوت التي تدثرت بها طويلا وانكشفت حقيقة نواياها ومشاريعها المتحيزة للعنف والفوضى والتخريب والبعيدة كل البعد عن مطالب أبناء الجنوب التواقين بكل صدق وتجرد لدولة العدالة والحق دولة القانون والإنصاف والمواطنة المتساوية. من جانبه دان فواز باشراحيل الناطق الرسمي لاتحاد شباب الجنوب ماوصفها بجرائم الحرب التي ترتكبها السلطات الأمنية مدعومة بمليشيات حزب الإصلاح التكفيري في عدن أمس الاثنين الموافق 11-2-2013م في مدينة كريتر، والتي سقط فيها قتلى وجرحى من انصار الحر اك الجنوبي أثناء أحيائهم ليوم الشهيد الجنوبي، واتهم جنود الأمن ومليشيات الإصلاح بمحاصرة مخيم التحرير في كريتر قبل وصول المسيرة القادمة من مديرية التواهي، وقال بأن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين حال وصولهم، وحمل اتحاد شباب الجنوب المسؤولية الكاملة والمباشرة سلطات الاحتلال في العاصمة عدن . من جانبه دعا القيادي في الحراك الجنوبي أديب العيسي أبناء محافظة عدن إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء دوامة العنف حفاظاً على الثورة الجنوبية السلمية. وفي سياق متصل قالت مصادر في المكلا (الاثنين): إن جنود نقطة الريان العسكرية بشارع المطار اقدموا على إطلاق النار على حافلة يستقلها ناشطون بالحراك السلمي الجنوبي أثناء عودتهم من مهرجان الحراك السلمي الجنوبي بالمكلا. كما تجددت المواجهات بين انصار الحراك وجنود أمن في المكلا يوم أمس، وقال شهود عيان في المكلا: إن قوات الأمن بدأت قبل مغرب أمس الثلاثاء 12 فبراير 2013م بإطلاق النار بكثافة صوب احتجاجات شعبية انتشرت بشوارع المكلا على إثر الاعتداءات التي قامت بها مليشيات حزب الاصلاح اليمني بحق أبناء وأهالي العاصمة الجنوبية مدينة عدن. وفي ظل تصاعد أعمال العنف في محافظة عدن عقد ظهر أمس الأول الاثنين الموافق 11/2/2012م اجتماع مغلق جمع بين الزعيم باعوم والقائد النوبة لأكثر من ساعتين في منطقة خمر بمحافظة شبوة ويأتي هذا الاجتماع مباشرة بعد المسيرة الجماهيرية الكبرى بمناسبة يوم الشهداء وأربعينية الشهيدين محمد العامري ومحمد الحبشي، والتي كانت عاصمة محافظة شبوة (عتق) حاضرتها وقد كان العميد ناصر النوبة في مقدمة المرحبين بقدوم المسيرة الراجلة من محافظة حضرموت، والتي كان الزعيم حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى في مقدمتها، وقد أكد النوبة على أن اللقاء يأتي للتنسيق من أجل الارتقاء بالعملية الثورية الجنوبية، وبما يصب في تلاحم أبناء الجنوب وتأكيد العلاقات الأخوية بين قياداته. يأتي ذلك في ظل محاولة الإصلاح الرد على احتفالية الحوثيين بالمولد النبوي من خلال إقامة مهرجانات احتفائية بالعام الثاني للثورة والذي أراد أن يقيمها بعيداً عن المشترك حتى تحسب له وحده، وكان لافتاً التركيز على الحشد في العديد من المناطق الشمالية التي تدين بالمذهب الزيدي، كما في صنعاء وأرحب والحيمة وغيرها من المناطق، بالإضافة إلى ما أراد أن يكون استعراضاً جماهيرياً في عدن. واعتبره مراقبون مغامرة حين يتم مواجهة الحوثيين والحراكيين الجنوبيين.