أصبح ضباط الجيش والأمن صيدا سهلا في أكثر من محافظة ومنها العاصمة صنعاء التي حظيت بنصيب وافر من الاغتيالات دون أن تتوصل الجهات الأمنية للجناة أو للدوافع الحقيقية خلف هذه الاغتيالات. وكشفت حصيلة قتلى الجنود الأسبوع الجاري عدم قدرة الجيش على تأمين أنفسهم، مما سهل من اقتناص أكبر عدد من ضباط عسكريين في مناطق متفرقة من اليمن. فقد قتل يوم أمس الثلاثاء عقيد يعمل لدى وزارة الدفاع اليمنية أمام المستشفى العسكري في العاصمة صنعاء. وقال شهود عيان إن مسلحين يستقلون دراجة نارية قاموا صباح يوم أمس بإطلاق الرصاص من مسدس كاتم الصوت على العقيد علي الديلمي أمام المستشفى العسكري. ونقل موقع وزارة الدفاع عن الشهود قولهم إن العقيد علي الديلمي الذي يعمل في الدائرة المالية بوزارة الدفاع قتل على الفور فيما لاذ المسلحون بالفرار. وقبل مقتل العقيد الديلمي بأقل من 24 ساعة تمكن مسلح مجهول من اغتيال العقيد في القوات الجوية اليمنية، عبد الوهاب عزان، في شارع مأرب في صنعاء، ونسب السلطات اليمنية عمليات الاغتيال التي طالت قيادات وكوادر أمنية وعسكرية في الآونة الأخيرة، إلى تنظيم القاعدة. وتضاعف الانفلات الأمني بعد أن تمكن مسلحون قالت السلطات اليمنية إنهم من القاعدة اقتحام نقطة عسكرية في محافظة شبوة يوم الجمعة الماضية وقتل 56 جنديا وأسر العشرات طبقاَ لوسائل إعلام غير رسمية، غير أن القاعدة أفرجت يوم أمس عن 15 جنديا من الجيش والأمن. وجاء رد الجيش اليمني بغارة جوية قصفت يوم أمس الثلاثاء مناطق جبلية بين محافظتي شبوة وأبين لمواقع تتحصن فيها عناصر من تنظيم القاعدة. وشن الطيران اليمني، طبقا لمعلومات متفرقة، غارات جوية على مناطق يعتقد أنها أماكن لتمركز القاعدة ولم تكشف عن وجود أي قتلى أو جرحى. إلى ذلك، هاجم مسلحون مجهولون معسكراً للجيش في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، وقالت مصادر إن مسلحين هاجموا معسكراً تابعاً للواء 21 بقذائف الآر بي جي، دون أن تسجل سقوط أي ضحايا. وفيما له صله نشرت وزارة الداخلية اليمنية أسماء قتلى من القاعدة قالت إنهم سقطوا في المواجهات الاثنين الماضي بين عناصر من القاعدة وقبائل من آل معيلي في محافظة مأرب، وهم محمد بن ناصر مسعود من آل مشعل، محمد بن محمد الشبواني، صالح علي حريقدان، محمد صالح صوفان، فيما قتل 4 من جانب المسلحين من آل معيلي وهم: محمد صالح حسن معيلي، مبخوت محسن سعيد معيلي، عوض علي شبانة، عبد الله علي شبانه، وأصيب 6 آخرون من آل معيلي بإصابات مختلفة أسعفوا على إثرها إلى المستشفى. وفي جنوب اليمن تعرض طقم عسكري في مدنية كرش بمحافظة لحج لهجوم ظهر يوم الاثنين الماضي، تسبب في سقوط ضحايا من الجنود الذي كانوا على الطقم. وقالت مصادر إن جنديا قتل في الحادثة وأصيب آخر، أثناء مهاجمة الطقم من قبل مسلحين مجهولين، أدى إلى انحراف الطقم عن مساره، وطبقا للمصدر فإن الطقم يتبع اللواء 33 مدرع، الذي يتمركز جنود منه على امتداد الطريق الرابط بين كرش و منطقة العند. إلى ذلك عثر مواطنون يمنيون على ست جثث لجنود في الشرطة العسكرية، قتلوا الاثنين الماضي بعد تقييد أيديهم وأرجلهم وإطلاق النار عليهم، ورمي جثثهم في منطقة تقع بالقرب من منفذ الوديعة المحاذي للملكة العربية السعودية بمحافظة حضرموتجنوب شرق اليمن. ونقل موقع "الصحوة نت" عن مصادر أمنية يمنية قولها إن جثث الجنود الستة وجدت بالقرب من منفذ الوديعة الحدودي، واتهم المصدر الأمني اليمني تنظيم القاعدة بالضلوع في عملية اختطاف وقتل الجنود اليمنيين. وتأتي هذه الاغتيالات ضمن سلسلة هجمات منظمة أعلنت الأجهزة الأمنية عن ضلوع القاعدة فيها، فقد كشف وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد ملابسات هجوم تنظيم القاعدة في محافظة شبوة يوم الجمعة الماضي. وقال اللواء ناصر أحمد إن "القاعدة نفذت عمليتين، استهدفت الأولى موقعاً عسكرياً في مديرية رضوم طريق النشيمة، وأن هذا الموقع العسكري يعمل على حماية الطريق" حسب ما نقلت عنه البيان الإماراتية. وبيّن وزير الدفاع اليمني أن "العملية تمت بسيارة مفخخة، واستشهد في تلك العملية الإرهابية 21 و15 جريحاً، فيما فقد عشرة". وفيما أعلن موقع وزارة الداخلية أن الهجوم كان يستهدف محطة بلحاف الغازية تظهر التناقضات فيما بين الداخلية ووزارة الدفاع حين نفى اللواء ناصر استهداف المحطة وأن عمليات القاعدة كانت "رداً على الخسائر التي تلحقها بها القوات المسلحة والأمن، خاصة في الآونة الأخيرة والتي أسفرت عن مصرع عددٍ من قادة التنظيم بمن فيهم (قائد الذهب)". وفي سياق متصل كشفت صحيفة خليجية في موقعها على الانترنت استعانة السلطات اليمنية ببوارج حربية أجنبية لحماية ميناء نفطي على البحر العربي. بعد تعرض المنشأة النفطية في بلحاف لهجوم من قبل عناصر يعتقد انتماؤها للقاعدة، هاجمت نقاط أمنية وعسكرية في محافظة شبوة أمس الأول، مخلفة عشرات القتلى والجرحى. ونقلت صحيفة الاتحاد الإماراتية عن مصادر محلية في محافظة شبوة قولها إن بوارج حربية، يُعتقد بأنها فرنسية، شوهدت، السبت، تجوب ساحل البحر العربي، قبالة منشأة بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال، التي تديرها شركة "توتال" الفرنسية منذ افتتاحها في عام 2009 كأضخم مشروع اقتصادي في اليمن بتكلفة قدرها 4.5 مليار دولار. وكان ميناء بلحاف قد تعرض لهجوم من قبل عناصر مفترضة من القاعدة، لكن جنود الجيش المكلفين بحماية المنشأة أفشلوا الهجوم، صباح أمس الأول الجمعة. وأشارت "الاتحاد" أن الجيش نشر الأسبوع الماضي، عشرات الجنود على الطريق البري الساحلي بمحاذاة منشأة بلحاف، تحسبا لهجمات محتملة من تنظيم القاعدة الذي صعّد، مؤخرا، من عملياته المسلحة مستغلا الاضطرابات الحالية في البلاد على خلفية انتفاضة شعبية اندلعت في 2011 أجبرت الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على التنحي العام المنصرم. وتعد استعانة السلطات اليمنية ببوارج أجنبية لحماية منشأة بلحاف النفطية، مؤشر على عدم الثقة بقوات الجيش اليمني المتمركزة في محيط المنشأة، ما يؤكد الأنباء التي أشارت إلى وجود ضعف استخباراتي لدى اللواء الثاني مشاة المتمركز في محيط المنشأة والمسئول عن تأمين الشريط الساحلي المحيط بها.