حين يغيب مشروع الدولة تظهر بديلا عنها مشاريع متخلفة ومتطرفة وحين تحظر الدولة غيابها فإن هذه المشاريع تجد لها رواجا ويصبح المتبنين لها سلطة في حد ذاتهم، يفتون ويكفرون ويقيمون الحدود، وما يحصل اليوم في أكثر من محافظة في الجمهورية اليمنية ينذر بالخطر نظرا لحيادية السلطات المحلية. وكان شن الشيخ السلفي غمدان الزنداني هجوما لاذعا على الكاتب الساخر فكري قاسم، واصفا إياه بالكاذب والفاجر والمفتري. وقال الزنداني في مقال نشرته صحيفة "اليمن اليوم" في عددها الصادر الجمعة ردا على مقالات نشرها فكري قاسم في الصحيفة، إن أفكار فكري قاسم ملوثة وعقيدته غير صافية ومنهجه منهج الإخوان. وكان اتهم متطرفون من مدينة ذمار ثلاثة أدباء بالزندقة وعزمهم على تنفيذ حملة تطهيرية لهم كونهم, لوثوا ذمار بأفكارهم وعملوا على خلخلة مداميك المجتمع المحافظ, بحسب وصفهم. وتوعد المتشددون في بيان صادر وخطبة جمعة باستئصال الناقد عبده الحودي والقاص محمد الغربي عمران والشاعر بشير المصقري, "من أديم المحافظة نصرة لدين الله وأخلاق العباد..". وجاء في بيان التطهير أن الأول "يوفر أجواء العهر بمكتبة البردوني العامة، وما الكتب سوى ديكور".فيما الثاني "يدعو إلى الاختلاط وتدنيس عقول الشباب والشابات كل يوم خميس". أما الثالث ف"يكتب قصائد تثير غرائزهم ويمجد أعضاء المرأة التناسلية". الدولة بسلطاتها المختلفة تتحمل مسؤولية حمايتهم والحفاظ على حياتهم وفي مدينة عدن كما في المكلا ومحافظات جنوبية أخرى يظهر بين الحين الآخر جماعات متطرفة يقومون بالاعتداء على حرمات الناس والتجسس عليهم في المتنفسات العامة الحدائق مطالبين لكل من وجدوه مع امرأة أو نساء بإثبات كونها قريبة له ومن أنه محرم شرعي. كل ذلك يجري أمام سمع السلطات وأعينها بينما لاتحرك ساكنا مع الصرف الباذخ.