مازالت الأوضاع تتصاعد عقب مقتل "المقدم" سعد بن حمد بن حبريش العليي شيخ مشايخ قبائل الحموم رئيس تحالف قبائل حضرموت، برصاص جنود نقطة عسكرية مستحدثة غرب مدينة سيئون بوادي حضرموت منذرة بعواقب وخيمة في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس هادي التواصل مع عدد من مشايخ حضرموت للتدخل للتهدئة بعد أن رفضت قبيلته الرد على اتصالات رئاسية ومن السلطة المحلية. وفيما قالت مصادر محلية للوسط إن شوارع وطرق سيؤن صارت خالية تماما من الجنود عقب حادثة الاغتيال خوفا على أنفسهم من رد فعل القبائل ذكرت ذات المصادر أن ذلك يأتي بالتزامن مع انفجارات واشتباكات في غيل باوزير دون أن تتوفر معلومات عن الأطراف المشتبكة أو أسبابها مؤكدة أن حضرموت لن تعود كما كانت قبل الحادثة. وقالت المصادر إن حضرموت على موعد مع ما ستخرج به قبائلها التي مازالت تتوافد إلى "وادي طمق" الواقع شرق منطقة شريوف بمديرية تريم للتضامن مع قبيلة آل بيت عليي وقبائل الحموم في مقتل شيخها. وفيما رفضت قبائل الحموم قبول لجنة تحقيق حكومية للتحقيق في جريمة قتل بن حبريش بعد أن تلقى وكيل الوادي والصحراء سالم سعيد المنهالي توجيهات رئاسية بتشكيل لجنة للتحقيق في الجريمة مشكلة من قيادات عسكرية وأمنية وممثلين عن المشترك والقبائل. قال المتحدث الرسمي لقبائل الحموم صالح محمد عبود مولى الدويلة إن جميع مندوبي القبائل الذين حضروا إلى المنطقة حضروا للتشاور وتقديم التضامن مع قبيلة آل بيت عليي وقبائل الحموم وإن الحاضرين عبروا عن وقوفهم الكامل مع إخوانهم قبائل الحموم في كل ما يتخذونه من إجراءات إزاء هذه "العملية الإجرامية". وفيما زاد تصريح موقع الجيش حين اتهم من تم قتلهم بكونهم من القاعدة من حفيظة القبائل وتشددها قال الدويلة: إذا اعتبرت سلطات صنعاء بأن الشيخ الشهيد من القاعدة فليعتبروا حضرموت كلها قاعدة، لأن الشيخ معروف عند الجميع بانتمائه إلى أرض حضرموت والجنوب وكان مدافعا عنها والعملية التي اغتيل فيها كانت عملية مدبرة وكيدية بحقه ومرافقيه فكونه عرف عن نفسه ومرافقيه إلا أن قوة أخرى أتت إلى المكان باشرت بإطلاق النار بشكل عنيف ليسقط الشيخ ومرافقوه شهداء في نفس اللحظة. ونعت قبائل الحموم وحلف قبائل حضرموت الشيخ سعد بن حمد بن حبريش قائلة إن عملية الاغتيال تمت صباح أمس الأول الاثنين في نقطة شحوح العسكرية المستحدثة في مدخل مدينة سيئون التابعة لقوى الجيش. حيث تم اعتراض سيارة الشيخ ومرافقيه من قبل أفراد هذه النقطة العسكرية, وأثناء التفاهم معهم والتعريف عن نفسه تم إطلاق النار عليه بشكل مباشر وكثيف من سلاح الدوشكا وأردوه قتيلا في الحال، وفي نفس اللحظة تم إطلاق النار على مرافقيه بشكل مباشر قتل اثنان منهم وأصيب اثنين آخران منهم بإصابات بالغة وخطيرة، وحمل البيان السلطة وقيادة المنطقة العسكرية الأولى بسيئون مسؤولية الحادث وما سينتج عنه من تداعيات. وأكد البيان أن ما أصدرته وزارة الدفاع بأن الشيخ ومرافقيه هم من عناصر القاعدة وما تناقلته بعض القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة إنما هو محض افتراء وكذب ولا أساس له من الصحة. الجريمة التي تم إدانتها من مختلف القوي والأحزاب السياسية في الداخل والخارج مثلت التفافا غير مسبوق لأبناء المحافظة وامتدت إلى بقية محافظات الجنوب. وأشار بيان صادر عن القيادة المؤقتة لمؤتمر القاهرة الجنوبي الأول إلى أن قوات أمن وجيش النظام في صنعاء الذين اغتالوا الشهيد المقدم سعد بن حبرش ومرافقيه سبق أن اغتالت من قبل عمه الشهيد علي بن حبريش بنفس الطريقة قبل سنوات، وحمل النظام في صنعاء وأجنحته المسؤولية الكاملة عن الجريمة وغيرها من جرائم الاغتيال التي طالت قيادات عسكرية ومدنية وواجهات سياسية واجتماعية في حضرموت وسواها من محافظات الجنوب. وفيما وصلت قيادة المجلس الأعلى للثورة السلمية لتحرير واستقلال الجنوب بمحافظة حضرموت برئاسة الشيخ أحمد محمد بامعلم نائب أول رئيس المجلس الأعلى للثورة السلمية-وادي طمق بمنطقة الشريوف بسيئون للتضامن مع قبائل الحموم والمشاركة في اجتماع قبائل حضرموت لتدارس الرد المناسب لردع العابثين بأرواح الأبرياء من أبناء حضرموت ووضع خطط أمنية لحماية المحافظة. أدان الداعية الإسلامي الحبيب زين العابدين علي الجفري على صفحته في الفيسبوك الحادثة وقال "إنه لَمن السَّفَهِ تبرير بعض وسائل الإعلام جريمة اغتياله بدعوى أنه من تنظيم "القاعدة" زورا وبُهتانا، عِوضا عن التحقيق في الجريمة ومحاكمة المُتعدّي فيها، وذلك لمنع حدوث الفتنة واشتعال نارها، فالشيخ رحمه الله ليس بِنَكرةٍ مجهول حتى يُبرَّرَ اغتياله بهذه الأكاذيب، بل هو من عِلية حكماء قبائل حضرموت ورجالها الكرام"، وأهاب الداعية الجفري بالدولة رئيساً وحكومة بسرعة تدارك الأمر وإحقاق الحق قبل أن يفوت أوانُ استيعابه ويتفلّت زمامه ويُسفك المزيد من الدماء، وتؤول الأمور إلى ما لا تُحمد عواقبه، فالنفوس مشحونة بتراكمات من المظالم لا تحتمل مزيدا من الاستخفاف والعبث" وفي ذات السياق حمل الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن "رأي" الشيخ محسن محمد ابوبكر بن فريد ما أسماها "سلطات الاحتلال" المسئولية كاملة عن هذه الجريمة النكراء،إوقال نعبر عن وقوفنا الكامل مع اخواننا رجال قبائل حضرموت عموما وقبائل الحموم بشكل خاص، في كل ما يتخذونه إزاء هذه العملية الإجرامية، واضعين كل امكانياتنا تحت تصرفهم ورهن إشارتهم". من جانبه طالب عبد الله الاصنج رئيس تكتل الجنوبيين المستقلين باسمه وباسم الهيئة التأسيسية للتكتل بفتح باب التحقيق في كافة جرائم الاغتيالات التي تطال الجنوبيين على أرضهم والتحقيق الدولي في مثل هذا المناخ السياسي السائد حالياً في عموم البلاد هو وحده الكفيل في الكشف عن المجرمين ومحاسبة القتلة وإعادة الأمن و الاستقرار إلى الجنوب و شعبه و ضمان سيادته على أرضه. وفيما توقع الشيخ عبد الواحد بن محمد بن سعيد الواحدي استمرار تصفية الكوادر الجنوبية أعرب عن استعداده لمؤازر آل حموم فيما يطلبونه مشيرا من أنه رهن إشارتهم فيما يحتاجونه عتادا ورجالا ومالا، دعا الشيخ عبد ،الرب النقيب القيادي في الحركة الوطنية الجنوبية، أبناء الجنوب إلى الدفاع عن أنفسهم في وجه ما قال إنها أعمال قتل غير مشروعة وظالمة. وفي رسالة من أبناء محافظة الضالع إلى قبيلة آل الحموم أكدوا فيها استعدادهم الكامل لمؤازرتكم وجاء في الرسالة المذيلة بتوقيع الشيخ عيدروس قاسم عبدالعزيز قاسم الزُبيدي: إننا رهن إشارتكم وعلى أهبة الاستعداد للوقوف بجانبكم بالصفوف الأمامية ...واعتبرت الرسالة الاعتداء يعتبر اعتداء على كل جنوبي يشعر بالانتماء لهذه الأرض الطيبة.. وفي ذات الاتجاه أدانت أحزاب اللقاء المشترك بحضرموت الحادث وطالب بتسليم الجناة الذين أطلقوا الرصاص الحي ومن أمرهم بذلك ليد العدالة وبصورة مستعجلة ورفع كافة النقاط بحضرموت وتسليمها لأبنائها من الأمن العام والقوات المسلحة وتزويدهم بكافة المعدات والأدوات لإدارة شؤون أمنهم. كما استنكرت قيادة المؤتمر الشعبي العام بمحافظة حضرموت -الساحل، جريمة ألاغتيال ودعت الدولة والحكومة بوقف شريان الدم المتدفق من أبناء حضرموت جراء عمليات الاغتيال والفلتان الأمني الذي ساد المحافظة وأدى إلى انتشار عمليات القتل والاغتيال والنهب على مرأى ومسمع من الجميع، مطالبة الدولة بمحاسبة المحرضين والقاتلين وعدم الاكتفاء بالإدانة وتشكيل لجان تستهلك الوقت ولا ترجع الحق لأهله. مطالباً بضرورة إشراك أبناء المحافظة في حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة لأنهم الأقدر على حفظ أمنهم واستقرارهم في ظل الهشاشة الأمنية التي تعيشها البلاد