لم يكن صباح أمس الخميس أكثر هدؤ من صباحات العاصمة صنعاء فالعاصمة التي عاد إليها الهدو النسبي من منع الدراجات النارية مطلع الشهر الجاري كانت على موعد مع حدث لم يكن يتوقع فالعاصمة التي لم من صدمتها جراء اغتيال عدد من القيادات العسكرية والأمنية وأجانب استفاقت صباح أمس على حدث مهول تمثل باقتحام مجمع العرضي الذي يحتضن وزارة الدفاع ومكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومستشفي العرضي العسكري احد أهم المستشفيات التي يقصدها كبار رجالات الدولة للعلاج وكما يبدو أن اقتحام المجمع العسكري الحيوي كان مخططاً بدقة وكان المهاجمين يعرفون جيداً مداخل المجمع ومخارجه وفي تمام الساعة التاسعة والنصف سمع دوي انفجار كبير داخل المجمع وتعالت ألادخنه وفي الوقت الذي بدأ هرع الناس من كل مكان إلى لمعرفة أسباب الانفجار الذي تمثل بانفجار سيارة نوع هايلوكس مفخخة بجانب المستشفي العسكري بالعرضي أعقب الانفجار اشتباكات بين مهاجمين وإفراد الأمن وعلى الرغم من إغلاق الشوارع المؤدية من والي منطقة باب اليمن التي يقع فيها مجمع العرضي العسكري وتوافد عشرات الآليات العسكرية إلى مكان الحادث الذي تحول إلى ميدان مواجهات بين عناصر مسلحة مجهولة وقوات الشرطة العسكرية والحرس الرئاسي . وعلى الرغم من توقف الاشتباكات بعد ساعات من الاشتباكات والتي أودت بحياة مايزيد عن 200 من أفراد الجيش والمدنيين وأطباء يمنيين وأجانب يعملون في المستشفى العسكري . الحادث الإرهابي الذي أدانته الفعاليات السياسية المحلية والحزبية والاجتماعية أدانته مختلف دول العالم والمنظمات العالمية. أسلوب اقتحام مجمع وزارة الدفاع والأدوات التي استخدمت فيه تتشابه إلى حد كبير مع اقتحام مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية نهاية سبتمبر ومطلع أكتوبر الماضي واحتلالها من قبل مسلحون مجهولين اتضح فيما إنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة الذي أعلن تبنية ، والذي أودى بحياة أكثر من 50 شهيداً من أبناء القوات المسلحة. تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أعلن تبنية مسئولية اقتحام المنطقة العسكرية الثانية بتنفيذ ما اسماها المجموعة الانغماسية، أشار في بيان صادر عنه في السادس من أكتوبر الماضي ان مجموعتان من عناصر تنظيم القاعدة اقتحمت مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وبدأ الهجوم بتقدم المجموعة الأولى متنكرين بلباس عسكري ومعهم بسيارة ملغمة بالمتفجرات حتى وصلوا إلى مقر قيادة المنطقة الثانية، وبعد الاشتباك مع حاجز التفتيش ثم الوصول للبوابة وتصفية طاقم الحراسة المتكون من عشرة جنود، وتم وضع السيارة الملغومة على البوابة ثم وواصلوا طريقهم إلى داخل مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية وأقدموا على تصفية كل الضباط المتواجدين في جميع طوابق المبنى . وأشار التنظيم إلى ان المجموعة الثانية تقدمت منذ بدأ العملية إلى معسكر الأمن المركزي المتواجد في محيط المنطقة العسكرية وقامت بضرب عدد من القذائف على مقر المعسكر ما أدى إلى إصابات في صفوف قوات الأمن المركزي، كما تم تفجير عبوة ناسفة عليهم أثناء خروجهم من المعسكر، ما أدى إلى عزل معسكر الأمن المركزي ومشاغلته عن التدخل لعرقلة مهمة المجموعة الأولى. أسلوب الاقتحام الذي نفذته مسلحون مجهولون صباح أمس الخميس في مجمع الدفاع في العرضي الذي جاء بعد يوم واحد من حضور رئيس الجمهورية عبد ربة منصور هادي حفل تخرج عدد من الدفع العسكرية في معسكر الأمن الخاص بالعاصمة حمل بصمات القاعدة من حيث أسلوب الهجوم والأدوات المستخدمة فيه وتوقيته الزمني . السلطات اليمنية أكدت ان الجماعة الإرهابية استهدفت مستشفى العرضي وأقدم أعضاء الجماعة التي قالت وزارة الدفاع أنها قتلت 10 من المسلحين واعتقال 3 بعد إصابتهم في الاشتباكات .بمجمع العرضي حتى مساء الخميس وهوما أكد استمرر الاشتباكات بين الجيش والمسلحين داخل مجمع الدفاع حيث سمع دوي انفجارات داخل المبني وتجدد الاشتباكات أكثر من مرة حتى المساء .