يمكن القول إن مسالة إسقاط حضرموت ليس بحاجة سوى لقرار من حلف حضرموت بالاتفاق مع بقية قوى الحراك الحضرمي، وفيما لم تتمكن لجان رئاسية عديدة من الالتفاف على قرار الهبة ومطالب الحلف بعد أن أفشلها تماسك القبائل. وتحكم القبائل من قبضتها على المداخل والمخارج المؤدية إلى الشركات النفطية العاملة في حضرموت في ظل عجز كامل للسلطة المركزية وجيشها المرابط في المواقع المختلفة، وهو ما دفع أصحاب هذه الشركات لطلب الحل من الحلف نفسه. وبحسب بيان للحلف فإن رئاسة حلف قبائل حضرموت اجتمعت صباح السبت 25/1 في وادي نحب غيل بن يمين مع أصحاب شركات ومكاتب الخدمات النفطية (المقاولون) العاملين لدى الشركات النفطية العاملة في حضرموت بناء على دعوة من الحلف وتم في الاجتماع مناقشة طلب الحلف بتوقيف أعمالهم مع الشركات النفطية وعدم إمدادها بأية خدمات أو تموينات أو أية أعمال أخرى وذلك لمصلحة حضرموت وأبنائها لتحقيق مطالبهم المشروعة التي نادى بها الحلف في بياناته واستجابة لنداء وطلب الحلف الذي يعتبر مرجعية لحضرموت. وبحسب الحلف فإن كل أصحاب شركات ومكاتب الخدمات النفطية (المقاولون) قد التزموا أمام رئاسة حلف قبائل حضرموت بإيقاف كل أعمالهم ومقاولاتهم المتعاقدين عليها مع هذه الشركات خدمة حضرموت وأبنائها, كما تعهدوا بعدم التعدي على مقاولات الآخرين منهم أثناء التوقف. وقد وقع عدد 25 من المقاولين وممثليهم الاتفاقية مع رئاسة الحلف , حيث بدأ توقف الأعمال منذ الأحد الماضي. وحث الحلف بقية المقاولين الذين لم يتمكنوا من الحضور التفاعل الجدي بإيقاف كل أعمالهم والحضور أو إرسال من ينوب عنهم للتوقيع خلال يومين فقط من تاريخ هذا البيان لتحديد مواقفهم . وهدد من أن الحلف يخلي مسئوليته تجاه المقاولين الآخرين الذين لم يستجيبوا لنداء الحلف أو أن مصلحة حضرموت وأبنائها لا تهمهم وعليهم تحمل مسئولية ما قد يترتب على مواقفهم تلك. وعلى ذات السياق تمكن الحلف من إلغاء قرار كان أصدره وكيل مصلحة الجمارك في صنعاء الخميس الماض قضى هذا بالاستبدال التعسفي لعدد عشرين كادرا قياديا من حضرموت وعدن وتعيين بدلاً عنهم موظفين آخرين من محافظات شمالية. وجاء الإلغاء بعد أن أدان حلف قبائل حضرموت الإجراء بحق الكوادر من أبناء حضرموت التي تعمل على أرضها مؤكدا للسلطات الحاكمة والمتنفذين ممن أسماهم عصابات الفيد والنهب في صنعاء وقوف الحلف إلى جانب كل الموظفين الذين تم استبدالهم ضد هذا النهب الوظيفي وهدد بأنه سيكون حاضرا ومشاركا في توقيف العمل في هذا المنفذ ممثلا بقبيلة الصيعر المنضوية في حلف قبائل حضرموت بحكم أن هذا المنفذ الحدودي يقع في أرضها وهم أولى بتشغيل أبنائهم فيه قبل غيرهم من المحافظات الشمالية وسيدعم الحلف الصيعر في هبتهم الشعبية من أجل بسط سيطرتهم على أرضهم وهذا المنفذ الحدودي الذي يقع داخل أرضهم وعودة كل الموظفين الذين أبعدوا قسراً . ولم يتوقف الأمر هنا إذ وفي مقابل غياب المسؤولين في صنعاء عن المتغيرات التي تجري في محافظة حضرموت مثل الحلف حضورا دلت عليه حصوله على المعلومات التي لها علاقة بأية قرارات لها علاقة بالمحافظة قبل صدورها وهو دلالة على تكاتف حضرمي غير مسبوق وبهذا الخصوص أصدر الحلف بيانا حذر فيه من قيام صنعاء بإصدار أية قرارات تعيين في قيادات في قوة حماية الشركات بعد أن تحدث البيان عن سماعه بصدورها خلال الأيام القادمة. وقال البيان إن حلف قبائل حضرموت يرفض مثل هكذا تعيينات لأية قيادات عسكرية وأمنية أو أي تجنيد يتم في حضرموت , وأنه لن يتعامل مع ذلك دون التوافق معه باعتباره مرجعية لحضرموت.. معتبرا أن هذه التعيينات التي تتم وبهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن مطالب حلف قبائل حضرموت الواضحة في بياناته والمتضمنة التغيير الكامل لقوة حماية الشركات واستبدالها بقوة من أبناء حضرموت يعطي دلالة واضحة من أن هناك نوايا قوية مبيته بمماطلة وتسويف مطالب الحلف وعدم تنفيذها للإبقاء على مصالح قوى معينة متنفذة ناهبة لثروات حضرموت من عصابات الفيد ومافيا النفط في صنعاء . وفيما يحاول ا لجيش بين فترة وأخرى جس النبض بمحاولة طرد نقاط التفتيش التابعة للحلف بهدف اختراق الطوق المضروب على مواقع الشركات ومواقعه فإنه في العادة يفشل وهو مايزيد معنويات الأفراد خبالا. وكان قام موقع للجيش فجر الجمعة الماضية بإطلاق عدة قذائف من أسلحة ثقيلة بجانب نقطة أهالي سيئون في وادي جثمة التابعة لحلف قبائل حضرموت من قبل قوات الجيش المتمركزة على طول عقبة وادي جثمة ورافقه هجوم بأسلحة الدوشكا بهدف الاستيلاء على نقطة الأهالي التابعة للحلف, إلا أن الشباب في النقطة بيقظتهم وعزيمتهم أفشلوا هذا الهجوم وصدوا القوات العسكرية المهاجمة التي تراجعت إلى أماكنها, ولم يسفر هذا الهجوم عن أي أصابات بين صفوف الشباب . يشار إلى أن حلف قبائل حضرموت قد أحكموا قبضتهم على طريق عقبة عبدالله غريب الاستراتيجية بإقامة نقطة قبلية في أحد منعطفات الوادي الذي تمر به الطريق. ونقلت منظمة "مراقبون للأعلام المستقل" عن المصادر قولها إن قيادة الجيش اليمني بحضرموت تصر على رفع النقطة القبلية الواقعة عند المدخل الرئيسي لعقبة عبدالله غريب الواصل بين ساحل حضرموت وواديها , بعد أن نجح الحلف في تشكيل أكبر نقطة قبلية مشتركة من عدة قبائل من الحلف لفرض السيطرة عليها. وبحسب ما نقلته المنظمة عن أحد القيادات بحلف قبائل حضرموت فإن هذه النقطة تمثل إستراتيجية هامة كونها همزة وصل وشريانا رئيسيا هام يصل بين الثلاث المناطق الرئيسية بحضرموت وتشكل موقعا استراتيجيا لمراقبة الأوضاع الأمنية عن قرب وفرض السيطرة والحصار على القطاعات النفطية في هضبة حضرموت. وكانت منظمة مراقبون قد أجرت مسحا ميدانيا للكثير من النقاط القبلية المسيطرة على مداخل الحقول والشركات النفطية والمديريات لضمان عدم وصول أية تعزيزات عسكرية او تموينية للمواقع العسكرية والقطاعات النفطية بحضرموت, إضافة الى سيطرة العديد من رجال القبائل على مواقع شركات وإيقاف العمل فيها وفرض حصار عليها حتى تتم الاستجابة للمطالب المشروعة التي ينادي بها حلف قبائل حضرموت. يشار إلى أن الأجانب المساهمين في الشركات قد تقدموا بشكاوى للحكومة ولرئيس الدولة بسبب ما أحاق بهم الحصار من خسارات تصل إلى مئات الملايين من الدولارات إلا أنه وبحسب مصادر الوسط لم يتم الرد عليهم سوى بالانتظار حتى ما بعد الانتهاء من الحوار.