ليس هناك ما يدل على تهدئة في مناطق الصراع بين الحوثيين والإصلاح ليس في مديرية همدان فقط بل وفي المناطق الأخرى، في الجوف وأرحب وعمران وحجة وغيرها من المناطق التي تشهد تواجدا حوثيا إصلاحيا على امتداد المناطق الشمالية القبلية.. إذ يبدو أن معركة شاملة يتم الإعداد لها لتفجير صراع شامل بقصد تشتيت قوة الحوثيين وبالذات مع الرفض القاطع للرئيس هادي في الزج بالجيش في صراع غير محسوب ولا مقدور عليه في المرحلة الحالية التي يتم استهدافه من قبل قوى مختلفة في أكثر من منطقة في الجنوب والشمال وفي ظل عدم تحقيق الجيش أي انتصار على الأرض إذ تنتهي في العادة معظم معاركه بالانسحاب وتعويض من تقاتل معهم كما حدث في أكثر من مواجهة مع مخربي النفط في مأرب وفي الضالع وحضرموت وكذا في معاركه مع القاعدة في شبوة ورداع. وفي هذا الاتجاه لا يبدو أن اليأس قد تسرب إلى الإصلاح إذ مازال ومعه حلفاؤه يبذلون جهدا في إقناع هادي على التدخل وإن في همدان مبررين ذلك بضرورة حماية العاصمة. وما يزال كل من طرفي الصراع المسلح، الحوثيين واٌلإصلاح، يمسكون على الزناد ويحضرون لمواجهة الحسم وبالذات في همدان التي لم تستقر بعد في ظل حشد مضاد يقوم الإصلاح بالإعداد له بالتوازي مع عودة الجيش إلى المنطقة في محاولة للحلول مكان مواقع المسلحين. وإذ مازال الرئيس في مرمى اتهام الطرفين المتصارعين من كونه لم يقم بواجبه باعتبار كل ما يتوقعه من الوقوف إلى جانبه ضد الآخر فقد التقى الأحد جموع كبيرة من مشايخ وأعيان منطقة بني مطر يتقدمهم محافظ المحافظة عبدالغني حفظ الله، وكان لافتا أن عبر عن مخاوفه من اقتحام صنعاء مستميلهم إلى جانب الدولة حيث وصف هادي قبائل بني مطر خلال اللقاء بأنهم الستار الواقي للعاصمة صنعاء من الجهة الغربية ضد أية مغامرة تستهدف النيل من أمن واستقرار العاصمة، وفيما يعد إلماحا إلى الحوثيين فقد ربط هذا التوصيف بما اعتبر أنها خطوط حمراء تتمثل بالنظام الجمهوري ووحدة اليمن وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل مؤكدا على أنه من أجلها كل شيء يهون حتى التضحية بالحياة. يأتي ذلك فيما الإصلاح والحوثيون يحشدون أنصارهم في همدان ويصدرون البيانات التي تخدم وجهة نظر كل طرف، إذ وفيما خرج اجتماع مشايخ ووجهاء همدان، عُقد الأحد، ببيان حمل شكرا لجماعة أنصار الله على تنفيذهم بنود الاتفاق والصلح، وإدانة من وصفهم ب"التكفيريين" ومليشيات الإصلاح وقائد الفرقة الأولى مدرع المنحلة بسبب الخروقات. معبرا عن رفض همدان وجود "التكفيريين" اتقاء للشر والصراع والفتن التي يجلبونها معهم، حد قول البيان. طالب بيان صادر عن تجمع قبلي آخر موالي للإصلاح عقد السبت في منطقة في همدان الرئيس هادي إلى اتخاذ قرارات حاسمة لإيقاف ما أسموه ب"مخطط" للانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وقال"إن العاصمة صنعاء في خطر، ولا بد من قرارات حاسمة لإيقاف مخطط يستهدف إسقاط النظام الجمهوري والوحدة اليمنية". ووصف البيان سيطرة الحوثيين على بعض المناطق في المديرية ب"الغزو والاحتلال". وفيما يعد مؤشرا على مخاوف من عودة المواجهات فقد اتهم الموقع الرسمي لأنصار الله من وصفهم بالتكفيرين ومليشيات الإصلاح السبت الماضي باستحداث مواقع جديدة في منطقة همدان مشيرا إلى أن المليشيات التكفيرية تتمترس في التباب التي تقع بالقرب من سوق ضروان من جهة الشمال الغربي وفي المواقع التي تم الاتفاق على إخلائها مسبقا في حدود مديرية أرحب والقرية الحمراء كما قامت أيضا باستحداث مواقع التي فوق بيت مونس وعلى الخط العام وتقدمت نحو التبة على الخط العام بالقرب من بني ميمون. كما اتهم الموقع من قال إنهم تكفيريون من بيت علي هاشم يتقدمهم الشيخ علي شريف بالاعتداء على شخصين من أبناء منطقة الكبار التابعة لمديرية همدان حيث قاموا بطعن محمد علي ناصر بالسلاح الأبيض مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة كما قاموا أيضا بإطلاق النار على رفيقه حمدي حسن ناصر مما أدى إلى إصابته بطلق ناري في يده. وكان الخميس الماضي، لقي جندي ومسلح من جماعة الحوثيين مصرعهما، وجرح آخرون، جراء الاشتباكات التي اندلعت بين أفراد اللواء الأول مشاة جبلي، ومسلحي الحوثيين، في منطقة "جهيف" الواقعة بين قريتي "قراتيل والدمم" في مديرية همدان قبا أن تتدخل الوساطة الرئاسية وتهدئ الموقف الذي أعقبه سحب للأفراد والمصفحات التي يقول الحوثيون إنها تابعة للفرقة المنحلة. وفي غير همدان في أرحب يعد التوتر هو الضاهر للعيان وهو ما يهدد بعودة المواجهات رغم ما تبذله اللجان الرئاسية من محاولة للتهدئة. ويتهم الحوثيون حزب الإصلاح بشقيه القبلي والعسكري والديني بالتوجه لإثارة الفتنة وإشعال الحروب من جديد، وأوضح موقع أنصار الله أن التكفيريين في بيت سوا بأرحب قاموا بنصب نقاط على الخط العام والتقطع للأهالي والمسافرين. كما أطلقوا النار على سيارة فيتارا مما أسفر عن جرح اثنين من المواطنين وهم إسماعيل عطية من صنعاء وجبران الحسني من مديرية أرحب كما قاموا أيضا بإطلاق النار على باص آخر مما أدى إلى استشهاد سائقه عبد الباري مرشد الحرازي. وهو ما نفاه بيان صادر عن القبيلة أكد أن وقوع الحادثة جاء نتيجة خلاف شخصي معزول مرتبط بقضية سابقة لها أكثر من عام وليس لها علاقة بموقف قبيلتنا الثابت الداعي للسلم الاجتماعي والتآخي والتوحد والاحترام المتبادل ونبذ العنف، معتبرا أن مثل هذه الاتهامات ذريعة لغزو قبيلتهم. وفي الجوف يتحفز الطرفان لأي جديد في وقت مازال التمترس في المواقع قائما وهو ما استدعى اجتماعا دعى إليه ملتقى شباب الجوف المحسوب على الإصلاح للمشايخ والشخصيات السياسية والقبلية والحزبية والمثقفين والكوادر الشبابية من أبناء المحافظة ودعوا فيه رئيس الجمهورية واللجنة الأمنية العليا إلى ﺑﺴﻂ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ إﻧﺰﺍﻝ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻭﺃﻣﻨﻴﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ . وفي عمران وبعد أن تمكن الحوثيون من تحقيق انتصار غير حربي حين نجحوا في تسيير مظاهرتهم الكبيرة وغير المسبوقة في مدينة عمران بحماية مسلحة وانتهت بسلام بعد أن تمكن الحوثيون من استعراض قوتهم وإيصال رسالة من أن واقعا جديدا في عمران ليس فيه الإصلاح أو أولاد الأحمر قد أصبح حقيقة ماثلة للعيان. ومثلت التسريبات التي نشرتها المواقع المحسوبة والمقربة منه من خلال الاستقواء بتصريحات منسوبة إلى الرئيس و قيادات عسكرية تتحدث عن تهديدات بضرب الحوثين ومواقعهم دلالة ضعف حينما تم تسريب عن توجيه للرئيس إلى السلطة المحلية في عمران بمنع التظاهرة ومواجهتها وترحيب الأخيرة ببيان مختوم وغير موقع بهذا التوجيه والذي مع ذلك تمت المسيرة. وكان دلالة على أن غرفة عمليات الحزب هي من تقود الصراع في المحافظة. ومن هذه التسريبات ما تم نشره على لسان اللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط من تهديد للحوثيين بالتعرض للواء القشيبي ونفاه مصدر في مكتبه ونشره موقع وزارة الدفاع "سبتمبرنت". ويدور الصراع بعد حسم المواجهات على منصب محافظ المحافظة الذي كان وعد الرئيس حين اجتماعه بأمين عام المجلس المحلي وعدد من المشايخ الخميس الماضي بتغييره وهو ما جعل أمين عام المجلس المحلي للمحافظة صالح زمام المخلوس، مؤتمر، يترأس اجتماعا لأعضاء اللجنة الرئاسية والمجلس المحلي عقب مظاهرة الحوثيين بغرض إنهاء التوتر في المحافظة وعودة الأمن والاستقرار، ونشرت خبرا عنه وكالة سبا الرسمية وهو ما جعل الحزب يوجه بعودة المحافظ دماج حيث عقد اجتماعا بديلا الاثنين باللجنة الأمنية والعسكرية كتأكيد حضور ونفي عملي لما تم تداوله من مسألة تغييره. وفيما أكد اللقاء الأول برئاسة المخلوس الذي ضم أعضاء اللجنة الرئاسية، العميد قائد العنسي وعبده حبيش ووكيل المحافظة صالح ابو عوجاء، ضرورة منع أية أعمال قد تؤثر سلبا على الحالة الأمنية في عمران واحترام مظاهر التعبير السلمي والتزام أطراف النزاع بأية اتفاقات تم التوقيع عليها. لم يشر اللقاء الثاني برئاسة دماج، الذي ضم قائد محور سفيان قائد اللواء 310 اللواء حميد القشيبي ومدير شرطة المحافظة العميد محمد طريق وقادة الأمن الخاص والشرطة، إلى حق ممارسة التعبير السلمي فيما أكد على متابعة الحالة الأمنية بعاصمة المحافظة والمديريات المجاورة وتقييم أداء النقاط الأمنية ونقاط التفتيش ومنع حمل السلاح . وشدد الاجتماع على أهمية تنفيذ التوجيهات الرئاسية في تحقيق الأمن والاستقرار ومنع أي مظاهر قد تخل بالأمن والاستقرار وعودة الهدوء والسكينة العامة. وعلى ذات السياق اتهم الحوثيون حسين الأحمر بتخزين ما يقارب حمولة 12 شاحنة نوع "دينه" في منطقة ضروان كان قد أخرجها معه عند انسحابه من منطقة الخمري التي كانت تعتبر معقله الرئيسي. و ذكر مصدر خاص لموقع أنصار الله بأن مخزن السلاح موجود في منزل حمود الأحمر في ضروان وأن عبد الله حميد الأحمر قام الأحد الماضي بتوزيع عدد كبير من الاسلحة في المنطقة. مشيرا أن توزيع عبد الله الأحمر للسلاح جاء بعد تحركات لحسين الأحمر الأخيرة واجتماعه بقيادات الإصلاح في المنطقة بهدف تأجيج الصراع وإشعال الحروب من جديد. وفيما مازال الإصلاح يؤكد على عدم الانجرار إلى القيام بدور الدولة في حرب الحوثيين , هدد القيادي في الإصلاح زيد الشامي, بالإعداد للانتقام واتهم الحوثيين ب "العدوان على المواطنين وقتلهم في قراهم ومناطقهم, ونهب ممتلكاتهم, وتفجير منازلهم ومدراسهم ومساجدهم, وأن ذلك لم يحقق هدف إذلالهم وقهرهم, حتى وإن غضت السلطة الطرف عن هذه الجرائم, وإن استمر سكوت المنظمات الحقوقية, وإن حقق ذلك رغبة بعض الدول الراعية للتسوية السياسية". و زاد رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح, "إن الحوثيين بهذا العدوان يكتبون صفحات سوداء في مسيرتهم, ويرتكبون جرائم لا تسقط بالتقادم, ولن يؤدي طغيانهم إلى الاستسلام ورفع الراية البيضاء, بل إنه يستدعي الإعداد للانتقام, وليس أصعب على النفوس الأبية من إهدار كرامتها. وعلى ذات السياق اتهم الموقع الرسمي للإصلاح من خلال افتتاحيته إعلام المؤتمر بتسطيح خطر الحوثيين موضحا أن الأحداث تبين أن ثمة محاولات مستميتة من قبل إعلام المخلوع وحلفائه لتسطيح وتهوين ما يدور في اليمن وما تقوم به جماعة الحوثيين تحديدا وتقزيم لخطرها واستخفاف به, من خلال تصوير حروب الحوثي وعدوانه على اليمنيين وتمدده العسكري على أنه مجرد صراع وتنافس سياسي بينه وبين الإصلاح, ومحاولة كل طرف إقصاء الآخر والاستئثار بالسلطة, بينما الواقع خلاف ذلك تماماً، ويفصح عن توجه جاد لدى جماعة المفجرين لإسقاط النظام القائم والاستيلاء على الحكم بالقوة باعتباره حقا حصريا ينتزعونه من مغتصبيه". إلى ذلك أكد مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام أن المؤتمر ليس طرفاً في الصراع الدائر بين الحوثيين والإخوان المسلمين «الاصلاح» في محافظتي صنعاءوعمران لا من قريب ولا من بعيد. وأوضح المصدر في تصريح ل«المؤتمرنت»:أن الصراع الذي تشهده بعض المحافظات بين الحوثيين والإخوان مدفوع ثمنه خارجياً من إيران وقطر، وتغذي هذا الصراع العبثي بعض القوى في الداخل. وقال المصدر: لو كان المؤتمر شريكاً مع الحوثي في هذا الصراع لكان الوضع مختلفاً تماماً.. وحذر المصدر الذين يحاولون من وراء تأجيج هذه الصراعات اللعب بالأوراق وخلط الحابل بالنابل، أنهم سيدفعون الثمن غالياً وعليهم الالتزام بتنفيذ التسوية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. داعياً أصحاب المصالح والمناصب والمتهورين والمتشبثين بالسلطة إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية، فالشعب اليمني يبحث عن الأمن والاستقرار ولقمة العيش.. وقال : (لا داعي للكذب وبيع الأوهام). وكان ال القيادي في المؤتمر الشيخ ياسر العواضي شن هجوما على الإصلاح بعد أن اتهم حزبه بالتحالف مع الحوثيين.. مؤكدا أن الجماعة المسلحة الوحيدة التي تحالف معها المؤتمر الشعبي هي جماعة الإخوان في 94 ولم يتحالف مع سواها من الجماعات المسلحة على الإطلاق. وأوضح: رغم أن الإخوان جعلوا كل شي جائز وهكذا قد تقول السياسية إلا أنني أؤكد أن المؤتمر الشعبي لن يتحالف مع أي طرف يستخدم السلاح باستثناء الدولة. وأضاف العواضي: "لم يطلب أي طرف يستخدم العنف أن نتحالف معه ولو طلب لرفضنا فمن لديه مشروع فكر سياسي عليه استخدام السلم في إيصال مشروعة ويجب ان لا يمنع من ذلك. وقال العواضي " لا توجد في الإخوان أية ميزة تجعلنا نرى أنهم أحسن من بقية الجماعة المسلحة بل إنهم اشد إرهاباً و كذباً من غيرهم بدون منازع وهذا ما يقوله الجميع .. الإخوان وأزلامهم الداعم الحقيقي للحوثيين وتوسعهم وأعتقد بأن الحوثيين مدينون بشكر لحزب الإصلاح على الخدمات الجليلة التي يقدمها لهم بلا حساب. وفيما يعد استنفارا تجاوز الداخل إلى الخارج فقد عبر سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية عن قلقهم تجاه العنف الدائر في المحافظات الشمالية، والذي يتقدم نحو العاصمة صنعاء. وفيما تجاهل الحوثيون الرد عليه فقد قال السفراء -في بيان صحفي لهم الخميس- إن هذا العنف يهدد باستدراج البلد بشكل أكبر بينما الجماعات المسلحة تتحرك باتجاه العاصمة صنعاء، و حذروها من التقدم باتجاه العاصمة. عناوين فرعية الرئيس في مرمى اتهام الإصلاح والحوثيين من كونه لم يقم بواجبه باعتبار كل ما يتوقعه من الوقوف إلى جانبه ضد الآخر الإصلاح سعى للتخفيف من هزائمه بتجنيد المواقع المحسوبة عليه بنشر تسريبات لتهديدات عسكرية بضرب الحوثيين وعبرت عن ضعف أكثر منه قوة المؤتمر يتبرأ من تحالفه مع أنصار الله ويتهم إيران وقطر بدعم مواجهات المتصارعين والعواضي يصف الإصلاحيين بالأكثر إرهابا وكذبا الإصلاح يتهم إعلام المؤتمر بالتهوين من خطر الحوثين باعتباره صراعا بينهما فيما يؤكد على أن الحرب هي بغرض الاستيلاء على الحكم بالقوة باعتباره حقا حصريا ينتزعونه من مغتصبيه.