كم تمنينا أن يكون الصراع في اليمن صراعًا من أجل اليمن وتقدمه في شتى المجالات، وكم تمنينا أن تلك الدماء التي سالت وتسيل والأرواح التي أزهقت كانت من أجل تغيير وجه اليمن المكفهر، وعلاج جسمه المثخن بالجراح، كنا نتمنى أن تكون تلك التضحيات الكبيرة جسرا لعبور اليمن إلى موقعه الطبيعي كما كان في غابر الأزمان، لكن للأسف الشديد والحزين في ذات الوقت أن كل تلك التضحيات كانت ولا تزال من أجل مصلحة الجماعة أو الحزب أو الفئة أو الطائفة. الصراع في الماضي القريب وصراع اليوم هو من أجل توجه فئوي وحزبي وعنصري للأسف، وأضحى الصراع اليوم وأدواته وأركانه يسيرون بالبلد من سيئ إلى أسوأ، و يساعد من وتيرة ذلك تجار الحروب ومصاصي الدماء، ورواد الفساد في كل الأطراف بلا استثناء . الصراع المحتدم الذي يعيشه اليمن اليوم هو صراع مصالح ضيقة بعيدة كل البعد عن تطلعات وآمال الشعب اليمني الذي ظلم كثيرا وغيّب كثيرا وهمّش كثيرًا من قبل أبنائه مع كل الأسف والأسى. المباراة الجارية اليوم بين أطراف الصراع في اليمن تعمق بلا شك وتؤصل للتخلف والجهل في المجتمع اليمني الذي هو أساسًا يعاني من هذين المرضين المزمنين. فهل تدرك قوى الصراع المتخلفة أنها تبحر في السفينة إلى أعماق البحر؟!! ورحم الله البردوني حيث قال: فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري وهل تدرين يا صنعاء من المستعمر السري غزاة لا أشاهدهم وسيف الغدر في صدري [email protected]