تأجل حوار موفمبيك الذي جدد انعقاده صباح أمس السبت الى صباح اليوم بسبب فرار الرئيس عبد ربه منصور هادي من منزلة الذي فرض علية إقامة جبرية من قبل الحوثيين في صنعاء منذ شهر، وقالت مصادر متطابقة أن الأطراف السياسية أجلت عقد جلستها المسائية التي كانت مقررة مساء امس السبت، إلى اليوم الأحد للتشاور مع قياداتها بخصوص آخر المستجدات. الى ذلك اعتبر عدد من السياسيين حوار القوى السياسية غير مجدي بعد اعلان الرئيس هادي المستقيل سحب استقالته التي لم ينظر فيها البرلمان منذ شهر. دعا الحزب الاشتراكي اليمني كافة القوى السياسية، الاستمرار في عملية الحوار، وفق صيغة جديدة، وفي مكان أكثر أمنا، تمثل فيه كل القوى السياسية، بما فيها الرئيس عبده ربه منصور هادي، وبما يمنع انزلاق البلاد نحو الحرب وانتشار العنف. وأكد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني علي الصراري في تصريح ل "الاشتراكي نت" أن الحوار بين القوى السياسية انحصر اليوم حول كيفية التعامل مع المستجدات الاخيرة. مشيرا إلى ان مواصلة الحوار بصيغته السابقة، لامعنى له، حيث كانت تجري وفق وضع نشئ فيه فراغ في السلطة بعد تقديم هادي والحكومة استقالتيهما، وبقائه وعدد من الوزراء تحت الاقامة الجبرية، وهو الوضع الذي تغير بعد انتقال الرئيس إلى عدن. ورفعت قبل قليل القوى السياسي جلسة الحوار مع المبعوث الاممي جمال بنعمر، حيث قرر الحزب الاشتراكي اليمني ومعه قوى أخرى تعليق الحوار وعدم استئنافه إلا بعد سماع كلمة الرئيس هادي المتوقع أن يوجهها إلى الشعب اليمني خلال الساعات القادمة. وقال الصراري أن جلسة الحوار المسائية التي عقدت امس ، كانت مخصصة لمناقشة الوضع الناشئ عن مغادرة الرئيس هادي صنعاء، وتوجهه إلى عدن، موضحا أن مواضيع الحوار الان ستتغير بفعل هذا الحدث. وأوضح الصراري أنه يجب على القوى السياسية البحث عن صيغة حوار جديدة تجمع كل الاطراف السياسية بما فيهم الرئيس هادي، حيث كانت الحوارات السابقة تجري بمعزل عنه ولا وجود لمن يمثله، كونه طرف في العملية السياسية، مشددا على أن تكون صيغة الحوار الجديدة لمنع الحرب والعنف الذي يتفشى بأكثر من مكان، حتى وأن ادى الامر إلى تغيير مكان الحوار إلى مكان أكثر أمنا. وأكد الصراري على أنه يجب ان تستوعب كل القوى السياسية والمكونات الذي يمكن ان تلعب دور ايجابي في أي عملية حوار قادمة، منوها إلى وجوب تمثيل حقيقي للجنوب لكل قواه الفاعلة. وحول تحديد موضوعات الحوار خلال المرحلة القادمة قال القيادي الاشتراكي أن الوضع تغير الان، وستتحدد أشياء كثيرة مع ظهور الرئيس هادي، بما فيها تحديد موضوعات الحوار. واعتبر الصراري حدث مغادرة الرئيس هادي الاقامة الجبرية التي كانت مفروضة عليه منذ تقديم استقالته حدثا مهما ومدخلا لتصحيح العملية السياسية، والانتقال بها إلى مسارات تفضي الى تجنب اليمن الانهيار الكامل. ودعا عضو المكتب السياسي المجتمع الدولي إلى لعب دور أكبر خلال هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها اليمن بدلا من أن يكونوا طرفا في المواجهة، باعتبار امن اليمن من امن المنطقة والعالم ككل.