فيما تبدأ اليوم السبت في اليمن الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال، والتي تنفذها وزارة الصحة العامة والسكان خلال الفترة (15-17) ديسمبر الجاري، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وتسهدف اكثر من 4 ملايين طفل في جميع محافظات اليمن. قال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع، أن هذه الحملة "تهدف إلى رفع مناعة أطفال اليمن دون سن الخامسة من العمر ضد الفيروس وذلك لمواجهة ظهور أية حالات محتملة وافدة للفيروس إلى بلادنا خلال موسم الحج". موضحا أن موسم الحج تتزايد فيه فرص الاختلاط بأشخاص حاملين للفيروس من الدول الموبوءة وهي أربع دول باكستان وأفغانستان ونيجيريا والهند، مشيرا إلى أن فيروس شلل الأطفال عاد إلى الظهور مؤخرا في الصومال والسودان. وأضاف أن الحملة تواكب وتعزز جهود الوزارة في التحصين الروتيني ضد 8 أمراض قاتلة ومنها شلل الأطفال، كما أنها حملة احترازية كونها تنفذ في غياب وجود حالات مصابة، حيث لم تظهور أي حالة خلال العام 2007م. الى ذلك قال وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية أن تنفيذ الحملة يأتي إثر انتشار فيروس شلل الأطفال في عدد من دول العالم منها: نيجيريا، والهند، وتشاد، والصومال، والسودان، والخطورة التي قد تؤثر عليها دول الجوار المصابة بالفيروس، كون الهجرة واللجوء مازالا مستمرين عبر الحدود اليمنية من تلك الدول المصابة بالفيروس البري الخطير. وذكر الوكيل ماجد الجنيد إن الحملة تستهدف جميع الأطفال دون سن الخامسة، والذي يقارب عددهم (4) ملايين و(171) ألف و(379) طفلاً، موزعين على مليوني و(528) ألفاً و(668) منزلاً يقوم بتنفيذها فرق طبية ميدانية ثابتة ومتنقلة تحت استراتيجية (من منزل إلى منزل) بمقدار (40) ألف عامل مزودين ب(5) آلاف و(474) وسيلة نقل إلى جانب الكوادر العاملة على مستوى المحافظات والمديريات، وبإجمالي من اللقاح (4) ملايين و(379) ألفاً و(948) جرعة. مؤكداً أن الوزارة استطاعت أن ترفع نسب التحصين ضد شلل الأطفال؛ حيث رفعت نسبة التغطية من 66% من التحصين الروتيني خلال عامي 2003/2004م إلى أكثر من 85% خلال العام الجاري 2007م؛ مشيرا إلى ان نسبة التغطية للحملات المتكررة والتي نفذتها الوزارة خلال العام الماضي بلغت أكثر من 90%. وتعد هذه الحملة الوقائية واحدة من المساعي الحثيثة التي تبذلها وزارة الصحة العامة والسكان في مواكبة خطة الوزارة في الحفاظ على خلو اليمن من شلل الأطفال والمضي قدماً نحو الاستئصال التام من هذا المرض بحلول عام 2009م. وكانت اليمن بدأت جهود استئصال المرض في العام 1996م بإجراء أول حملة وطنية لاستئصال شلل الأطفال، وتم سنويا بين العامين 1996 - 2000م إجراء حملة من جولتين في جميع محافظات الجمهورية، ومنذ ذلك الحين لم يسجل ظهور أي حالات حتى العام 2005م عندما ظهرت حالات وافدة وصل عددها مع نهاية العام إلى 478 حالة معظمها في محافظة الحديدة، فنفذت الوزارة خلال عام 2005م عشر حملات تحصين. و كان آخر حملة وطنية نفذت في مطلع عام 2006، ثم ظهرت حالة واحدة في 2 فبراير 2006 في مديرية حبيش بمحافظة إب، على إثرها تم تنفيذ حملتين تكميليتين كانت آخرهما في إبريل 2007م، ومنذ ذلك الحين لم تسجل أية حالات جديدة حتى الآن. و تخطط وزارة الصحة لتنفيذ جولة ثانية من الحملة الحالية في إبريل 2008م . وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن 90 بالمائة من دول العالم خالية من الشلل بفضل الحملات الموسعة، وفي دول إقليم شرق المتوسط لا يزال التقدم السريع نحو استئصال شلل الأطفال مستمرا، فبعد توقف لسريان عدوى فيروس شلل الأطفال في 15 بلداً بالإقليم لأكثر من ثلاث سنوات، عادت العدوى للظهور مجددا في ثلاثة بلدان بالإقليم هي السودان واليمن والصومال خلال الفترة 2004-2006 وذلك بواسطة فيروس نشأ في النيجر وغرب أفريقيا. تنفذ وزارة الصحة العامة والسكان يوم السبت القادم الحملة الوطنية الشاملة للتحصين ضد شلل الأطفال خلال الفترة 15 17 ديسمبر الجاري في جميع محافظات الجمهورية.