أعلنت الهيئة العليا (المكتب السياسي) لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن ) مساء الاحد الاثنين تكليف الرجل الثاني في الحزب محمد عبدالله اليدومي القيام بمهام رئيس الهيئة حتى إنعقاد المؤتمر العام الرابع الدورة الثانية, خلفاً للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي توفي السبت الماضي ، قاطعة بذلك الطريق أمام التكهنات المتداولة عن توريث المنصب لنجل الشيخ الأحمر (حميد) خلفاً لوالده ،فيما أرجأت عملية إنتخاب عضو للهيئة العليا بدلاً عن رجل الاعمال محفوظ شماخ –الذي توفي بعد الأحمر بثلاثة أيام -إلى الإجتماع القادم لمجلس شورى الحزب (اللجنة المركزية). وقال بيان صادر عن الهيئة العليا للإصلاح "ان الهيئة عقدت الأحد اجتماعها الاعتيادي الأول بعد وفاة رئيسها فقيد الوطن والشعب والأمة الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رحمه الله ، ووقفت أمام حالة الشغور في رئاسة وعضو الهيئة واستعرضت أحكام النظام الأساسي واللائحة العامة المتعلقة بذلك". وأضاف البلاغ "بإنه وانطلاقا من أحكام النظام الأساسي واللوائح المنظمة التي تجعل انتخاب رئيس الهيئة العليا من اختصاص المؤتمر العام وانتخاب عضو الهيئة العليا من اختصاص مجلس الشورى, والتزاما منها بنظم ولوائح التجمع اليمني للإصلاح تؤكد الهيئة العليا على قيام نائب رئيس الهيئة العليا الأخ محمد عبدالله اليدومي بمهام رئيس الهيئة حتى موعود الانعقاد الاعتيادي للمؤتمر العام المعني بانتخاب رئيس الهيئة العليا وفقا للأحكام والإجراءات المنصوص عليها في النظام الأساسي اللائحة العامة، وكذا انتخاب مجلس الشورى في دورته الاعتيادية القادمة العضو الشاغر للهيئة العليا خلفاً للفقيد الراحل شماخ وفقا للأحكام والإجراءات المنصوص عليها في النظام الأساسي اللائحة العامة واللائحة الداخلية لمجلس الشورى". وكان الإصلاح عقد مؤتمره العام الرابع (الدورة الأولى) مطلع العام الماضي 2007, وقرر إضافة مادة في نظامه الأساسي تمنح المؤتمر العام الحق في إستثناء الشيخ الأحمر كرئيس للهيئة العليا ولفترة واحدة في إعادة إنتخابه رئيساً للهيئة بعد ان انهى الدورات الثلاث التي يحرم النظام الأساسي تجاوزها تكريماً له وتقديراً لظروفه المرضية, في حين انتخب الأمين العام السابق اليدومي نائباً له فيما بدا انه إستعداداً لوضعه في منصب رئيس الهيئة في حال وفاة الشيخ الأحمر الذي غاب لأول مرة – بسبب تواجده في المملكة السعودية للعلاج - عن مؤتمر عام لحزب الإصلاح منذ الإعلان عن تأسيسه في سبتمبر 1990م وإنعقاد مؤتمره التأسيسي العام في أواخر 1994م. و محمد عبد الله اليدومي هو النائب لرئيس حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين في اليمن )و شغل منصب الأمين العام المساعد منذ تأسيس الاصلاح حتى المؤتمر العام الأول في 1995م ومن ثم أمينا عاما حتى المؤتمر العام الرابع 2006م. وكان اليدومي تخرج من أكاديمية الشرطة في مصر عام 1973، العربية وتأثر أثناء تواجده هناك بفكر حركة الأخوان المسلمين ،وعمل بعدها ضابطا في المخابرات اليمنية حيث كان نائبا لرئيس ما يعرف بالامن الوطني ، ثم في جهاز الأمن السياسي – برتبة ( عقيد ) قبل أن يتحول إلى النشاط الحزبي كقيادي في التجمع اليمني للاصلاح بعد قيام الوحدة في العام 1990م . وفيما ينظر البعض بأن اليدومي هو الرجل المناسب لقيادة حزب الإصلاح لكونه يعد أهم شخصية تنفيذية في حزب الإصلاح إذ معروف بصرامته وجرأته في اتخاذ القرارات الحاسمة المتعلقة بمستقبل الحركة الاسلامية في اليمن، وظهر جليا في اعلانه الرئيس صالح مرشحا للاصلاح في انتخابات 99 واعلانه في 2001م انهاء تحالف حزبه مع الحزب الحاكم ومواقفه في 2004 و2005 من التمرد الذي قادة حسين الحوثي وإعلانه في 2006 ترشيح حزبه لابن شملان كمنافس للرئيس صالح واعلانه في 2007م بأنه حزبه سيقف ضد الانفصال. يتجه البعض الأخر لوصف شخصية اليدومي ب( براغماتية ) ومن جماعة الإسلام السياسي التي يتركز طموحها في الوصول للسلطة مهما كان الثمن‘ ‘ كما أن له مواقفه المضادة للمشائخ والعلماء ‘وكثيراً ما يقلل من شأنهم‘. ولذلك يتوقع كثير من المراقبين أن يؤدي ترؤس محمد اليدومي " للاصلاح" إلى إحداث خلخلة في البناء التنظيمي للحزب ‘ خاصة في ظل نفور الجناح العقائدي والقبلي منه نتيجة مواقفه منهما ‘ ومن ثم سيودي ذلك إلى انكماش الحزب وتضاؤل دوره جماهيرياً.