شهدت إحدى ضواحي العاصمة الجزائرية انفجاراً نفذ بسيارة مفخخة استهدف مفوضية للشرطة ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى إلى جانب 20 جريحاً على الأقل. وقالت مصادر طبية في مدينة الثنية (على 50 كيلومتراً) شرق العاصمة الجزائرية إن التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية وهي فصيل أمني متخصص في مكافحة الإرهاب خلف سبعة قتلى ونحو 20 جريحا معظمهم من رجال الشرطة. وأوضحت المصادر أن التفجير ألحق أضرارا جسيمة بالمبنى كما أصاب عمارات سكنية ومحلات تجارية قريبة. وذكر شهود أن السيارة التي كان يقودها انتحاري لم تتمكن من الوصول إلى المركز اذ ان شرطيين أطلقوا النار عليها. وقال علم الدين خزناجي صاحب محل لبيع الملابس ل «البيان» إن المحل دمر بما فيه واندلع به حريق بعد التفجير مباشرة. وقال الشاب ذو السابعة والعشرين: «لحسن الحظ وقع هذا التفجير في ساعة مبكرة، فلو وقع بعد ساحة من توقيته لكنت في المحل ولكان به زبائن وربما كانت الكارثة». وساعة وقوع التفجير لم يكن في الشارع تقريبا غير العائدين من صلاة الفجر. وجاء هذا التفجير الانتحاري بعد يومين من مقتل إرهابي في بلدة على ثمانية كيلومترات من الثنية تردد أنه أمير تلك المنطقة في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وأسر أربعة من رفاقه. وتزامن التفجير، وهو الثاني خلال العام 2008، مع اندلاع جدل حاد بين أكبر جماعتين متطرفتين في الجزائر حول التفجيرات الانتحارية وإصابة المدنيين. ففيما يصر تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب » على جواز التفجيرات بناء على فتاوى قياديين في التنظيم.. أعلنت جماعة «حماة الدعوة السلفية» وهي ثاني أكبر تنظيم إسلامي مسلح حاليا معارضتها وأصدرت فتوى تحرم الانتحار حتى إذا كان القصد هو إصابة الطاغوت. ونشر التنظيم على موقعه على شبكة الانترنت فتوى أصدرها في العاشر من يناير أعلن فيها تبرؤه من التفجيرات الانتحارية ومن الأعمال التي تمس بأمن المسلمين وسلامتهم. وأكد أن قصد قتل «طاغوت لا يبرر إصابة مسلمين آمنين». واستندت الفتوى إلى عدد كبير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحرم قتل النفس المؤمنة. وأعلنت أن من يقتلون بعيدون عن تطبيق شريعة الله. *وكالات