أشادت نائبة السفير الأمريكي في صنعاء( أنجي براين) بالتجربة الديمقراطية في اليمن، واصفة بيئتها بالحيوية . وأشارت براين في كلمتها الترحيبية في افتتاح أعمال مؤتمر الأنظمة السياسية تحت ظل الديمقراطيات المنعقد بصنعاء إلى تربع اليمن موقعا متميزا في المنطقة العربية في سياستها الديمقراطية . ونوهت نائبة السفير الاميركي إلى الخطوات التي جعلت اليمن رائدة من بين دول المنطقة في هذا المجال، من خلال التزام الحكومة اليمنية بإعطاء المواطن فرصة اختيار قيادته وسلطته المحلية، وتشكيل هيئة وطنية عليا لمكافحة الفساد، وانخراط الأحزاب السياسية في التحضير للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام القادم، وإعلان الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية عن حزمة تعديلات دستورية تعطي صلاحيات واسعة للحكم المحلي. وقالت " أصبحت اليمن رائدا مهما في الديمقراطية في المنطقة العربية منوهة بمبادرة رئيس الجمهورية ( علي عبد الله صالح) والتي قالت إنها " تمثل إمكانية للمضي قدما في تطوير السلطة المحلية وتوسيع صلاحياتها، لكنها اشترطت على اليمن من أجل محافظتها على سمعتها ، أن تشرع تعديلات جيدة وأن تخضعها لنقاشات مستفيضة وواسعة وتمنت نائبة السفير الأمريكي من اليمن أن تكون نهاية المطاف في رحلته نحو الديمقراطية البدأ في حوار غني وواسع يجمع أطياف المجتمع السياسي، مشيرة إلى التزام الحكومة اليمنية بإعطاء حرية وفرصة للإختيار في الإنتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في سبتمبر من العام 2006، معتبرة إياه أحد مظاهر الإنتخابات. كما لقي البرلمان اليمني حظا في تقييمات نائبة السفير الأمريكي حيث وصفت تفاعل قوى البرلمان ب" الرائع"، معتبرة تأسيس الهية العليا لمكافحة الفساد، دليلا على روعته، معبرة عن غاية سعادة حكومتها وسرورها في دعم مؤتمر مؤتمر الأنظمة السياسية تحت ظل الديمقراطيات وكانت فعاليات مؤتمر" النظم السياسية, تحت ظل الديمقراطية " قد بدأت اليوم بمشاركة ممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في اليمن. وأوضح مدير المعهد الديمقراطي الوطني بيتر ديمتروف في كلمة افتتاح المؤتمر الذي يستمر يومين، أن المؤتمر يهدف إلى إتاحة أكبر قدر ممكن من الفرص للاقتراحات والمداخلات من قبل السياسيين بما يسهم في تطوير العمل الديمقراطي في اليمن. وأكد بيتر، أن المعهد يسعى إلى المساهمة في دعم جهود الديمقراطية وتشجيع الحوار بين الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وبدأت جلسات المؤتمر بورقة عمل أكاديمية قدمها أستاذ العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف اللبنانية الدكتور وسام سعادة شرح خلالها بالتفصيل مميزات النظامين الرئاسي والبرلماني. بعد ذلك قدم نقيب الصحفيين اليمنيين السابق عبد الباري طاهر ورقة عمل حول (تأثير النظام السياسي الرئاسي والبرلماني على دور الإعلام) ودعا فيها إلى إقامة الفرصة لملكية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. وقال: في ظل ضعف الرأي العام والمعارضة السياسية فإن على الصحافة خصوصاً الأهلية أن تلعب دور البطولة في تحدي الفساد وخلق رأي عام متغيّر ومؤثر يعزز التعددية السياسية. الدكتور محمد حسين الظاهري – رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء – قدم ورقة عن ( النظام السياسي والقبيلة – وعلاقة التأثير و التأثر في إطار المجتمع والدولة) أشار فيها إلى أن النظام السياسي كمفهوم ليس مجرد قواعد دستورية وتنظيمات رسمية بل إن أهم مكونات وجود نخب حاكمة ومؤسسات غير رسمية وثقافة سياسية وسياسات وإجراءات فالنظام السياسي – حسب رأيه – انعكاس للبيئة التي يعيش فيها. معتبراً دراسة خصوصية مفهوم الدولة والقبيلة في اليمن ضرورة منهجية وخصوصية الدولة اليمنية تتمثل في نشأتها وطبيعة نظامها السياسية فهي ذات نشأة قبيلة تحكيمية، لأن الواقع السياسي المجتمعي اليمني واقع تحكيمي، وهذا الإطار المجتمعي وتنوعه غالباً ما يختزل في ثنائيات مسيسة تساعد على ظهور هذه الثقافة التي تدفع بدورها في ظهور النظام السياسي الحالي في اليمن وقال إن القبيلة اليمنية سياسية الجذور بحكم تعريفها، فهي تشبه مفهوم الدولة البنوية وتحكيمها سياسياً. فالقبيلة تشكل تنظيماً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وغيره. كما قدم الأستاذ المساعد في القانون الدولي العام بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبد الله نعمان ورقة عمل حول تأثير النظام السياسي في دور السلطة القضائية، وقدمت ورقة عمل حول تأثير النظام السياسي على دور المجلس التشريعي لأستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة صنعاء الدكتور سمير العبدلي. وأثريت هذه الأوراق بالكثير من المداخلات والمناقشات من قبل عدد من ممثلي الأحزاب السياسية والأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني. *(الوطن-نيوزيمن-سبأ)