بدأت أمس في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر الخاص ب «النظم السياسية تحت ظل الديمقراطيات» الذي ينظمه على مدى يومين المعهد الديمقراطي الأمريكي للشئون الدولية بمشاركة عدد من الأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني وقادة الفكر والنشطاء السياسيين إلى جانب ممثلي عدد من المنظمات الدولية والسفارات الممثلة لدى بلادنا، لمناقشة الجوانب المختلفة لنظامي الحكم الرئاسي والبرلماني في إطار التعديلات الدستورية والقانونية التي أعلنها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية. وفي افتتاح أعمال المؤتمر ذكر بيترديمتروف ،المدير المقيم للمعهد الديمقراطي الأمريكي (NDI) باليمن، أنه «ليس هناك ما هو أهم من أن نجتمع معاً لإعداد وصياغة النظام السياسي لمستقبل اليمن» عبر فتح حوار بين واسع اليمنيين الذين هم معنيون بهذا الأمر من خلال مختلف الأطراف المعنية .. مشيراً إلى أنه من خلال هذا المؤتمر بالإمكان الإسهام بطريقة إيجابية في الحوار بين مختلف الأحزاب السياسية والجهات المعنية الدائر حول صياغة مستقبل النظام السياسي في اليمن..من جانبها أعربت السيدة أنجي براين، نائبة سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى بلادنا عن سعادة حكومتها في أن تحظى بالفرصة لدعم هذا المؤتمر المعني بالأنظمة السياسية تحت ظل الديمقراطيات من خلال شريكها المنفذ وهو المعهد الديمقراطي (NDI)، ووصفت البيئة السياسية في اليمن بأنها «بيئة حيوية وتتسم بتفاعل كبير » نتيجة لعدد من الأسباب التي وضحتها بأنها تتمثل فيما أظهرته الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة من التزام قوي من قبل حكومة بلادنا عبر إعطاء المواطنين فرصة في اختيار قيادتهم السياسية ، وكذا العمل القوي لدور البرلمان والذي تمخض عن تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، إضافة إلى انخراط الأحزاب السياسية وبدايتها في التحضير للانتخابات البرلمانية القادمة التي سوف تجري في عام 2009م باعتبارها انتخابات هامة للغاية. وقالت نائبة السفير الأمريكي: لقد أصبحت اليمن رائداً مهماً جداً في المنطقة العربية فيما يتعلق بالتطور الديمقراطي، وأشارت إلى أن إعلان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في سبتمبر الماضي عن حزمة عريضة من التعديلات الدستورية تمثل أيضاً إمكانية المضي قدماً على هذا السياق خاصة في مجال التطور في السلطة المحلية وتوسيع صلاحيات الحكم المحلي مشيرة إلى أنه وحتى تستطيع اليمن أن تحافظ على هذه السمعة في ممارسة الديمقراطية فلابد أن تكون هذه التغييرات جيدة الدراسة وأن تخضع لنقاشات مستفيضة وواسعة لا سيما إذا كانت الغاية النهائية هو وجود نظام سياسي تستطيع اليمن أن تفتخر به وتتمسك به على الصعيد الإقليمي.. بعد ذلك بدأت جلسة عمل مؤتمر «الأنظمة السياسية تحت ظل الديمقراطيات» برئاسة الدكتور وسام سعادة أحد خبراء الأنظمة السياسية في بيروت الذي بدأ بتقديم نظرة عامة حول النظام الرئاسي والبرلمان، وقدم الاستاذ عبدالباري طاهر ورقة عمل حول «تأثير النظام السياسي في دور وسائل الإعلام»، أما الدكتور محمد الظاهري - رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء ، فتناول في ورقته موضوع «النظام السياسي والقبائل - علاقة التأثير والتأثر في إطار المجتمع والدولة»، واستعرض الدكتور محمد عبدالله عمان في ورقته «تأثير النظام السياسي» الرئاسي والبرلماني على دور السلطة القضائية». كما تطرق الدكتور سمير العبدلي للموضوع الخاص ب «تأثير النظام السياسي الرئاسي والبرلمان على دور المجلس التشريعي».. وقد تخلل المؤتمر عدداً من المداخلات والمناقشات من قبل المشاركين التي أسهمت في إثراء موضوع المؤتمر الخاص بالأنظمة السياسية في ظل الديمقراطيات.