أعلن مجلس النواب في اليمن تخصيص جلسة يوم غداً الأربعاء للمكاشفة والمصارحة بين الأعضاء وهيئة الرئاسة الجديدة -التي تم انتخابها أمس- بعيداً عن وسائل الإعلام ، فيما أكد الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية على أهمية تفعيل دوره في الرقابة على كافة الأجهزة وأن يكون البرلمان عونا للحكومة ومنسقا معها لما فيه تحقيق المصلحة الوطنية" ، وبالمقابل اعتبرالمؤتمر الشعبي الحاكم انتخابات هيئة رئاسة مجلس النواب بانها عكست روحا وحدوية وتنظيمية في داخله ،اما احزاب المشترك المعارضة الممثلة في مجلس النواب فقد أكدت بعد نتائج انتخابات رئاسة البرلمان ان منافستها الحزب الحاكم على رئاسة وهيئة البرلمان كانت لحرصها الشديد على تجسيد العملية الديمقراطية رغم علمها مسبقا بالنتيجة بحكم الأغلبية الكاسحة التي يمتلكها المؤتمر الحاكم في البرلمان. الرئيس صالح خلال استقباله رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي و أعضاء هيئة رئاسة المجلس والذين تم انتخابهم يوم أمس الاثنين خاطبهم قائلا " أنتم مسؤولون عن الجميع ومسؤولون عن الوطن كله ومسؤليتكم كبيرة وهي أمانة في أعناقكم وينبغي أن تنظروا للجميع بنظرة واحدة وأن يكون معيار ممارستكم لمهامكم وصلاحيتكم هو الإلتزام بالأنظمة والقوانين . و هنأهم الرئيس بالثقة الكبيرة التي نالوها من زملائهم أعضاء مجلس النواب ، مشيدا بما شهده المجلس من حراك وتنافس ديمقراطي شريف وشفاف . وقال لقد كان الحكم هو الصندوق وكان الجميع سواء في السلطة أو المعارضة مرتاحون لذلك التنافس وتلك الروح الديمقراطية التي سادت عملية الاقتراع لاختيار رئيس واعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب . مؤكدا على أهمية أن يعمل الجميع سواء في هيئة الرئاسة أو في المجلس بروح أخوية وروح الفريق الواحد لما فيه خدمة الوطن والعمل البرلماني . واعلن الرئيس صالح أن الحكومة بصدد التوجه إلى المجلس قريبا لتقديم تقرير شامل وشفاف يشتمل على كافة القضايا والموضوعات التي تهم المجلس للاطلاع عليها ومن خلاله إلى جماهير الشعب وبما يوضح كافة الحقائق ويحشد جهود الجميع للتغلب على التحديات والصعوبات والتسريع بوتائر البناء والتنمية. إلى ذلك أقرت هيئة رئاسة مجلس النواب تكليف النائب حمير بن عبدالله بن حسين الاحمر للقيام بمهام الشؤون التنظيمية والفنية، فيما يتولى النائب أكرم عبدالله عطية مهام الشؤون التشريعية والرقابية والنائب محمد علي الشدادي للشؤون البرلمانية والعلاقات الخارجية. واكد رئيس مجلس النواب يحيى الراعي في إجتماع هيئة رئاسة المجلس اليوم على أهمية الهيئة في تنظيم وتقييم وتطوير اعمال المجلس والاشراف على نشاطه ونشاط لجانه وادارة جلساته واتخاذ الاجراءات الكفيلة بتسهيل مهام المجلس ولجانه، وتعزيز العلاقات البرلمانية للمجلس مع البرلمانات في البلدان الشقيقة والصديقة والاتحادات البرلمانية الاقليمية والدولية. ورحب الراعي في أول لقاء للهيئة بأعضائها على الثقة التي منحت اليهم من اعضاء المجلس. ودعا الجميع الى التعاون لتنفيذ المهام الجسيمة المطروحة امام الهيئة باعتبارها مسؤولة امام المجلس عن جميع اعمالها وتمارس الصلاحيات المحددة لها بمقتضى الدستور واللائحة الداخلية المنظمة لسير اعماله وامانته العامة واصول ممارسته لكافة صلاحياته الدستورية . من جهة اخرى وفيما كان التصريحات تذهب الى اعتبار منافسة كتل المعارضة لمرشحي الحزب الحاكم لرئاسة البرلمان وهئية المجلس رغم عدم امتلاكها الأغلبية مراهنة على ما اشيع من انقسامات داخل كتلة المؤتمر الحاكم والحزب نفسة حول عدد من القضايا ابرزها مرشحي الحزب لرئاسة البرلمان وهيئته . إلا أن الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك عقب نتائج فوز مرشحي الحزب الحاكم في رئاسة البرلمان وفي عضوية هئية رئاسة البرلمان حرصها الشديد على تجسيد العملية الديمقراطية وإرساء تطبيق القوانين واللوائح الخاصة بمجلس النواب.وهنأت كتل المشترك البرلمانية هيئة رئاسة مجلس النواب الجديدة لفوزها بثقة النواب في تولي المهام الإدارية للمجلس, معتبرة منافستها في الإنتخابات التي أقيمت وأسفرت عن فوز هيئة رئاسة جديدة للمجلس, يكرس حرصها الشديد على تجسيد العملية الديمقراطية وإرساء تطبيق القوانين واللوائح الخاصة بمجلس النواب, رغم علمها المسبق بالنتيجة بحكم الأغلبية الكاسحة التي يمتلكها المؤتمر الحاكم في البرلمان. وسرعان ما خرج المؤتمر ببيان هنأ من خلاله أعضاء المؤتمر الذين حققوا نجاحاً متميزاً في انتخابات رئاسة وعضوية هيئة رئاسة مجلس النواب .واعتبرت الأمانة العامة لحزب المؤتمر إن هذا الانتصار الذي حققه المؤتمر الشعبي العام هو تعبير عن الموقف التنظيمي الملتزم وللوحدة المتمثلة في قيادة المؤتمر في ضوء إدارتها العملية للمنافسة الحرة والديمقراطية برئاسة و عضوية هيئة رئاسة مجلس النواب . وقالت الأمانة العامة لحزب المؤتمر الحاكم في بيان لها :" لقد اثبت المؤتمر انه على عكس ما يعتقد البعض يمثل روحا وحدوية وتنظيمية في داخله وفي جميع مؤسساته التشريعية والحكومية وكذلك مؤسسات المجتمع المدني لأنه التنظيم الذي يمثل حقيقة مفهوم وعقيدة الوسطية التي تجمع على الدوام بين المصلحة العليا للوطن والالتزام التنظيمي المسئول والأخلاقي الرفيع" . انتخب البرلمان اليمني الاثنين مرشح الحزب الحاكم يحيى علي الراعي رئيسا لمجلس النواب خلفا لرئيسه المتوفى الشيخ عبد الله الأحمر، وذلك في مواجهة مرشح المعارضة علي حسين عشال. وحصل الراعي الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، على 186 صوتا مقابل 69 لمنافسه عشال الذي ترشح عن أحزاب اللقاء المشترك المعارض. وشارك في الاقتراع 261 نائبا من أصل 301 في البرلمان الذي انتخب في ابريل 2003. ويملك المؤتمر الشعبي العام 229 مقعدا في البرلمان. وفاز النائب حمير عبد الله الأحمر نجل الشيخ عبد الله الاحمر بمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان كما فاز أكرم عطية بمنصب النائب الثاني. وهي المرة الأولى التي يتولى فيها الحزب الحاكم في اليمن رئاسة البرلمان منذ نحو خمسة عشر عاما على الرغم من تمتعه بالاغلبية، اذ ان رئيس البرلمان الراحل الشيخ عبدالله الاحمر الذي كان يتزعم التجمع اليمني للاصلاح المعارض كان دوما ما يرشح من قبل الحزب الحكم المؤتمر -صاحب الاغلبية- وبقية كتل المعارضة لرئاسة البرلمان لشخصيته ومكانته التي تحضى بأحترام السلطة والمعارضة . يذكر أن المدة المتبقية من فترة ولاية البرلمان الحالي هي سنة وشهرين فقط حيث من المقرر أن تنظم الانتخابات النيابية المقبلة في نيسان/ابريل 2009. وشدد الرئيس الجديد للبرلمان على "أهمية التعاون والتكامل بين جميع اعضاء البرلمان لما فيه مصلحة البلاد". واضاف عقب الإعلان عن فوزه "نحن اليوم مارسنا الديمقراطية بشفافية ووضوح (..) ان شاء الله سوف نعمل كفريق عمل واحد باعتبارنا سلطة تشريعية ورقابية لخدمة البلاد وتعزيز الديمقراطية في اليمن". من جانبه، اعتبر مرشح المعارضة ان "ما تم اليوم هو في إطار غياب ديمقراطية الوفاق والاتفاق التي أعتاد عليها اليمنيون منذ اكثر من خمسة عشر عاما". كما اعتبر ان فوز مرشح الحزب الحاكم يبرهن عن رغبة في تحويل البرلمان الى "مؤسسة احادية الاتجاه لتمرير التشريعات التي تتعلق بالشان السياسي والإصلاحات السياسية التي تحتاجها البلاد". وخلص الى القول "لكن الذين يعتقدون أن إدارة البلاد من منظور سياسي احادي، لن يجدوا الساحة فارغة لهم ولن يسمح لهم بتمرير التشريعات والقوانين التي يريدونها وفق رؤيتهم الأحادية".
