فوز مرشح الرئاسة والنائب الأول لرئيس الحكومة ديميتري ميدفيديف بالانتخابات الرئاسية بنتيجة ساحقة يبقي سؤال المراقبين والمهتمين بالشأن الروسي عن المنصب الذي سيشغله فلاديمير بوتين في أعقاب انتهاء فترته الرئاسية في عام2008. ويعرب المراقبون عن اعتقادهم أن النهج السياسي الراهن سيستمر في ظل الرئيس الروسي الجديد وأن مقاليد الأمور ستظل في يد بوتين حتى بعد عام 2008 بغض النظر عن المنصب الذي سيشغله كما لا يستبعد كثيرون احتمال أن يعود بوتين مجددا إلى ترشيح نفسه للمشاركة في الانتخابات الرئاسية عام ،2012 كما يسمح بذلك الدستور. ويعرب رجال "البزنس" وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الروسي للصناعيين وأرباب العمل الكسندر شوخين عن مخاوفهم من التغيرات المقبلة مشددين على أن بقاء بوتين طويلا في المعترك السياسي وان لم ينته عصره العام ،2008 يكمن في قوة الحزب السياسي الذي ينتمي إليه والذي حصد نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان والتي تمنحه الأغلبية البسيطة، وبالتالي الحق في فرض الفيتو على أي قرار يصدر من جانب رئيس الدولة. كما أن الانتخابات الرئاسية الحالية أصبحت في هذه الحالة مجرد عملية فنية وان خليفة الرئيس ديميتري ميدفيديف خليفة بوتين لا ينطوي على أي مضمون تغييري وأنه سيتم الحفاظ على تواصل النهج، بالإضافة إلى أن منصب رئيس الوزراء الذي سيحتفظ به بوتين والذي سيشغله طوال أربع سنوات سيسمح له بممارسة التأثير على المسائل الرئيسية. ويؤكد المراقبون أن رجال "البزنس" والاقتصاد الروس ينظرون بعدم ثقة إلى المجازفات السياسية. وقال نائب "مدير معهد المنظومات الاجتماعية" ديميتري بادوفسكي إن ما يثير قلق "البزنس" هو من سيعمل بعد تغير السلطة على ضمان التوازن بين مختلف المجموعات من اجل ألا تختلف في ما بينها وبأية طريقة. فإلى جانب وظائفه المباشرة ينهض الرئيس الروسي الآن بوظيفة الزعيم أي الشخص القادر على صيانة توازن القوى وسيكون من المهم أن يفهم ما إذا كان سيكون بوسع الخليفة أن ينهض بهذا الدور، بالإضافة إلى أن على ذلك سيتوقف مدى حاجة روسيا إلى عودة الرئيس بوتين في عام 2012 خصوصا وأنه أعلن احتمال مشاركته في تلك الانتخابات. ووفقا لدراسة أعدتها إذاعة "صدى موسكو" في مختلف الصيغ التي جاءت على لسان الخبراء في الشؤون السياسية والمحللين والصحافيين بصدد المنصب الذي سيشغله بوتين في أعقاب عام 2008 إذا لم يتم الاتفاق بشأن منصب رئيس الوزراء فمن الممكن لبوتين أن يترأس المحكمة الدستورية أو زعامة حزب "روسيا الموحدة" أو يشغل منصب موظف دولي كبير، كرئيس للجنة الاولمبية الدولية مثلا، وأخيرا بوتين في منصب رئيس مجلس الاتحاد الروسي أو حتى رئيس مجلس إدارة غاز بروم. الانتخابات الرئاسية الروسية الحالية اختتمت بهذا النجاح الكبير لفريق الكريملين لأن الناخبين وحسب استطلاعات الرأي العام التي تشير إلى أنه رغم انعدام المنافسة في الانتخابات الرئاسية فإن الناخبين حضروا لتأييد ديميتري ميدفيديف الذي يرون فيه ضمانة للاستقرار وصوتوا لصالح الذي زكاه بوتين بغض النظر عن الأوضاع السائدة في البلاد على الرغم من أن هنالك حوالي ربع المواطنين غير راضين عن الوضع ويرون أنه من الأفضل أن يبتعد الرئيس بوتين عن السلطة، لكنهم أصبحوا اليوم أقلية لأن الكتلة الأساسية من المواطنين غضت الطرف عن ذلك كي لا تتغير الأمور والأوضاع.(الخليج)