كشفت مصادر مطلعة أن حركتي حماس وفتح اختلفتا على كلمة واحدة في اتفاق جرى التوصل إليه في صنعاء بشأن قبول المبادرة اليمنية للمصالحة، وإجراء محادثات مباشرة بين الحركتين أوائل أبريل، مشيرة إلى أن هناك إمكانية لإنجاز هذا الاتفاق بعدما طلبت «حماس» مهلة إلى اليوم يتم فيها مراجعة قيادة الحركة للرد على المبادرة اليمنية بشكل نهائي، في تطور تزامن مع استدعاء القاهرة على «نحو عاجل» وفدين من حركتي حماس والجهاد لإجراء محادثات معهما وسط تفاؤل بشأن إعادة فتح معبر رفح «مؤقتاً» والتوصل إلى هدنة مع إسرائيل. وقال وزير الخارجية أبوبكر القربي للصحافيين أمس إنه «تم التوصل إلى صيغة الاتفاق التي سيوقع عليها إن شاء الله، ولكن الاخوة في حركة حماس طلبوا منا أن نعطيهم فرصة ليراجعوا مرجعياتهم في الداخل والخارج (في إشارة إلى غزة وسوريا) قبل أن يوقعوا على هذا الاتفاق». وأضاف القربي: «نحن ننتظر الرد من الاخوة في حركة حماس حول هذا الاتفاق، وأن حركة فتح موافقة على هذا الاتفاق». وقال القربي بموجب مسودة الاتفاق في المحادثات ستوافق «حماس» و«فتح» على إجراء محادثات مباشرة في أوائل ابريل بشأن خطة يمنية تدعو إلى عودة الوضع في غزة إلى ما كان عليه قبل سيطرة «حماس» على غزة. وأكد على أنه «تم التوصل إلى صيغة نهائية وافقت عليها حركة فتح وأن وفد «حماس» طلب مهلة إلى اليوم الأحد للتشاور مع قيادته بشأن اتفاقية الإطار للبدء بالمفاوضات الثنائية لاحقاً. ونقلت البيان الاماراتية عن مصادر مقربة من المفاوضات القول "إن الخلاف بين الجانبين يتركز على «كلمة واحدة في المشاريع التي طرحتها المبادرة اليمنية حيث ينص المشروع على أن يتفق الطرفان على العودة إلى المفاوضات بينهما مباشرة على أساس المبادرة في حين تريد حركة حماس أن تكون المفاوضات حول المبادرة اليمنية نفسها». وأضافت المصادر، التي رفض الإفصاح عن هويتها، أن ممثلي حماس عادوا صباح أمس وطالبوا بتعديلات على البند الأول من المبادرة والخاص بعودة الأوضاع في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل 14 يونيو الماضي. من ناحيته، قال مصدر في وفد حركة فتح لذات الصحيفة إن الحركة ومعها ممثلون عن فصائل فلسطينية أخرى «يرفضون مطالبة حماس بالحوار حول مضامين المبادرة اليمنية لان ذلك يعني بقاء الأمور معلقة على ذمة حوار قد لا ينتهي قبل سبع سنوات». في موازاة ذلك، أجرى وفد مشترك من حركتي حماس والجهاد الإسلامي محادثات أمس في رفح المصرية مع مسؤولين مصريين بشأن سبل التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل،على ما أفادت أجهزة الأمن المصرية. وأعلن مسؤول في هذه الأجهزة طلب عدم كشف هويته أن«المحادثات التي لم تدم سوى 40 دقيقة، تناولت أيضا إمكانية فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع». وأوضح أن «ذلك يشكل حلاً مؤقتاً إلى حين فتح المعبر بصورة متواصلة». من جهة أخرى، طلبت مصر «توضيحات» من حركة حماس التي اتهمتها الخميس بتعذيب عشرات من ناشطيها المعتقلين على الأراضي المصرية. والوفد الفلسطيني الذي عاد إلى غزة ظهر أمس كان برئاسة جمال ابوهاشم عضو المكتب السياسي لحركة حماس وخالد البطش المسؤول الكبير في حركة الجهاد الإسلامي، والتقيا مع مساعدين كبيرين لمدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان. وكانت مصادر فلسطينية أكدت على أن ممثلين عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي«توجها إلى القاهرة في مهمة عاجلة بناء على طلب من مصر». وقالت المصادر في تصريحات خاصة لوكالة «سما» الفلسطينية للأنباء إن «حركة حماس أبدت مرونة كبيرة في قضية ترتيبات المعبر مما سمح بحصول اختراق كبير في الجهود المصرية مع إسرائيل لفتحه بصورة سريعة». وأكدت المصادر أن «الوزير عمر سليمان يسابق الزمن في قضية التهدئة مع إسرائيل»، مشيرة إلى أن بديل التهدئة سيكون «اجتياحا إسرائيليا دمويا لقطاع غزة بموافقة دولية وهو الأمر الذي يحاول سليمان منعه خلال زيارته إلى واشنطن الأسبوع المقبل».