وقعت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان يوم الاحد اتفاق مصالحة برعاية اليمن وتعهدتا باستئناف المحادثات المباشرة ولكن الخلافات بشأن مستقبل قطاع غزة والضفة الغربية ما زالت قائمة. واجتمع الجانبان ثانية في صنعاء في وقت سابق يوم الأحد بعد أن أوشكت المحادثات التي بدأها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأسبوع الماضي على الانهيار عدة مرات. وقال إعلان صنعاء الذي صدر بعد الاجتماع "نوافق نحن ممثلو حركتي فتح وحماس على المبادرة اليمنية كاطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالأوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل أحداث غزة." ويعتقد محللون ان قرار استئناف المحادثات خطوة مهمة الى الأمام إلا ان خلافات أساسية مع زالت قائمة ويمكن ان تقوض المفاوضات ويعيدون الى الأذهان ان اتفاقات سابقة انهارت. وأكد اعلان صنعاء الذي وقع عليه كبير مفاوضي حماس موسى أبو مرزوق ومسؤول فتح البارز عزام الأحمد أيضا "وحدة الوطن الفلسطيني أرضا وشعبا وسلطة واحدة". وتدعو المبادرة اليمنية الى عودة الوضع في غزة الى ما كان عليه قبل ان تسيطر حماس على القطاع الساحلي في يونيو حزيران بعد هزيمة قوات فتح الموالية للرئيس محمود عباس. وقالت فتح انها ستوافق على اجراء محادثات مصالحة مباشرة مع حماس شريطة أن توافق الحركة الاسلامية أولا على التخلي عن سيطرتها على قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني. وذكر مسؤول من حماس يوم السبت أن الحركة طلبت أن ينطبق الأمر ذاته على الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل حيث أقالت السلطة الفلسطينية بقيادة فتح حكومة بقيادة حماس وألقت القبض على بعض من أنصار حماس. والخلافات حول هذا الشرط الرئيسي ما زالت قائمة ولكن الاحمد قال انه يتطلع الى ان يحدد اليمن موعدا لبدء محادثات جديدة تضع تفاصيل التنفيذ. وقال الأحمد للصحفيين ان فتح تتطلع الى تنفيذ المبادرة اليمنية وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقال مسؤول كبير في حماس ان المحادثات ستبدأ في الخامس من ابريل نيسان مع عقد الجولة الأولى في الأراضي الفلسطينية لكن السفير الفلسطيني في اليمن احمد الديك قال ان اليمن سيصدر دعوات لاجراء المحادثات هناك في اوائل الشهر المقبل. وحث صالح الجانبين على بدء حوارهما في ابريل نيسان وقال ان اليمن سيطلب من القمة العربية التي ستعقد في دمشق في 29-30 مارس اذار إقرار المبادرة كخطة عربية مشتركة. غير ان الجهود السابقة التي رعاها العرب على طريق المصالحة الفلسطينية فشلت بما في ذلك اتفاق توسطت فيه السعودية وتم التوصل اليه في مدينة مكة في 2007. وتدعو الخطة اليمنية الى العودة الى اطار مكة كما تدعو ايضا الى إجراء انتخابات فلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة واصلاح قوات الامن الفلسطينية على أساس وطني لا على أساس فصائلي. وقال أبو مرزوق الذي فازت جماعته في الانتخابات البرلمانية في يناير كانون الثاني 2006 انه ينظر الى توقيع اعلان صنعاء على انه بداية جديدة وبدء مرحلة جديدة.